رسائل حادة من بيروت إلى طهران
"لبنان دفع أغلى الأثمان دفاعًا عن فلسطين وليس بحاجة لدروس من أحد"… نواف سلام يحذّر علي لاريجاني من تجاوزات إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام لم يترك هامشًا للالتباس في موقفه من التصريحات الإيرانية الأخيرة. ففي لقائه مع مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، ذكّر سلام بأن لبنان لم يكن يومًا متخاذلًا في دعم القضية الفلسطينية، بل دفع أثمانًا باهظة في وجه إسرائيل، وليس بحاجة إلى دروس أو وصايات من أحد. ومن هذا المنطلق، وجّه رسالة حازمة لإيران: السيادة اللبنانية ليست محل تفاوض، وقرارات الدولة تنبع من إرادتها الوطنية وحدها.
تحذير دبلوماسي
وفي موقف واضح ومباشر، وجّه نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، انتقادًا صريحًا إلى السلطات الإيرانية، معتبرًا أن بعض التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين تشكّل خرقًا للأصول الدبلوماسية وانتهاكًا واضحًا لمبدأ السيادة المتبادلة.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، كشف سلام عن مضمون اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الإيراني الدكتور علي لاريجاني، مشددًا على أن الحكومة اللبنانية لن تقبل بأي تدخل خارجي في شؤونها السيادية، ولا بأن تكون ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية.
انتقاد مباشر
قال سلام: "أعربت له بكل صراحة أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، مرفوضة شكلاً ومضموناً"، في إشارة إلى مواقف نُشرت في وسائل إعلام رسمية إيرانية تتضمن تهديدات مباشرة ضد قرارات لبنانية سيادية، بعضها مرتبط بالصراع القائم مع إسرائيل.
واعتبر أن هذه التصريحات "تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية، وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل، الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة"، مؤكدًا أن هذه القواعد "غير قابلة للتجاوز".
موقف مبدئي
أعاد سلام التأكيد على ثوابت لبنان التاريخية، وقال: "لبنان، الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع أغلى الأثمان في وجه إسرائيل، ليس بحاجة إلى دروس من أحد". كما شدد على أن الحكومة اللبنانية "ماضية في استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها".
لا للتدخلات
وفي دردشة جانبية مع الصحفيين عقب اللقاء، أطلق سلام موقفًا لافتًا: "لبنان بلد صغير عانى طويلاً من تدخل الآخرين، وهذه صفحة آن الأوان لطيّها". وأضاف: "لن نقبل أن يُستعمل لبنان منبرًا لتصفية حسابات، أو ساحة لرسائل إقليمية". وذكّر بأن "قراراتنا السيادية نابعة من مصلحتنا الوطنية، بما فيها أي خطط أو جداول زمنية".
في لقائي مع الدكتور علي لاريجاني، أعربت له بكل صراحة ان التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التصريحات التي حملت تهديداً صريحاً ، تشكّل… pic.twitter.com/Hl6yIa9XQT
— Nawaf Salam نواف سلام (@nawafsalam) August 13, 2025خلفيات سياسية
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الجنوبية. ويبدو أن سلام أراد، من خلال موقفه، إعادة ضبط البوصلة السياسية نحو أولويات الداخل اللبناني، في ظل شبه إجماع دولي على ضرورة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية.