أخبار

جولة مرتقبة تشمل نيقية وتركيا وسط تحضيرات دبلوماسية ودينية

هل يكون لبنان أولى محطات البابا ليو الخارجية؟

البابا ليو الرابع عشر
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن البابا ليو الرابع عشر، الزعيم الجديد للكنيسة الكاثوليكية، يخطط لزيارة لبنان "قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل"، في ما سيكون على الأرجح أول تحرك بابوي خارجي منذ انتخابه في الثامن من مايو الماضي خلفًا للبابا الراحل فرنسيس.

وأكد الراعي في تصريحات لقناة "العربية" أن "التحضيرات للزيارة جارية بالفعل"، رغم أن موعدها الرسمي لم يُحدد حتى الآن. وأضاف أن الفاتيكان أبدى اهتمامًا حقيقيًا بإتمام هذه الزيارة إلى لبنان الذي يحتضن أكثر من مليوني كاثوليكي، حسب إحصاءات الفاتيكان.

مصدر رسمي لبناني، تحدث إلى وكالة رويترز، أشار إلى أن "المشاورات جارية فعليًا حول الزيارة، على أن يتم تثبيت تاريخها خلال الأسابيع المقبلة"، بينما رفض الناطق باسم الفاتيكان التعليق مباشرة على تصريحات الكاردينال الراعي.

جولة تشمل تركيا في ذكرى نيقية
من جهته، صرّح مسؤول في الفاتيكان عن احتمال أن تندرج الزيارة ضمن جولة أوسع تشمل تركيا، حيث من المتوقع أن يشارك البابا في الاحتفال بالذكرى الـ1700 لانعقاد مجمع نيقية الأول في مدينة إزنيق، التي كانت تُعرف تاريخيًا بنيقية.

وكان البابا ليو قد عبّر بنفسه في يوليو الماضي عن رغبته بالمشاركة في هذا الحدث، قائلاً: "آمل أن أتمكن من لقائكم مجددًا خلال عدة أشهر، للمشاركة في الاحتفال المسكوني بعيد مجمع نيقية"، وذلك في رسالة موجهة إلى المشاركين في مؤتمر ديني شبابي نُظم في أنقرة، بحسب ما نقلته صحيفة "المونيتور".

تضامن متجدد مع "الوطن المجروح"
وفي الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020، وجّه البابا ليو رسالة مؤثرة إلى اللبنانيين، عبّر فيها عن تضامنه العميق مع ضحايا الانفجار وعائلاتهم، قائلاً: "يبقى لبنان الحبيب والمتألم في صميم صلواتنا"، وأضاف في جزء آخر من الرسالة: "دموع المسيح تنضم إلى دموعنا"، في تعبير روحاني يعكس مدى تعاطفه الشخصي مع معاناة اللبنانيين.

بين اللقاءات الرسمية والدلالات الدبلوماسية
زيارة البابا المحتملة تأتي بعد لقاء جمعه بالرئيس اللبناني جوزيف عون في 13 يونيو في الفاتيكان. ووفق مصادر كنسية، فإن اللقاء كان "دافئًا ورمزيًا"، وتم خلاله تأكيد التزام الكرسي الرسولي بدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، والحفاظ على التعددية الدينية التي تُعدّ ركيزة من ركائز الهوية اللبنانية.

كما ناقش الطرفان ملف الإصلاحات وسبل استعادة ثقة المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الدور المحوري للكنيسة المارونية في التماسك الاجتماعي. ويُنظر إلى هذا اللقاء كخطوة تحضيرية على المستوى الدبلوماسي لزيارة رسمية، قد تُعدّ منعطفًا في علاقات الفاتيكان مع لبنان في مرحلة ما بعد الأزمة.

نهج بابوي جديد يتّسع للهوية والتعدد
البابا ليو، وهو أول أميركي الأصل يتولى الحبرية، يميل منذ بداية حبريته إلى استكمال الخط الروحي والسياسي لسلفه فرنسيس، لكنه يضيف عليه بُعدًا كاريزماتيًا ملحوظًا. فقد ظهر في أكثر من مناسبة محاطًا بجماهير شابة، كما حدث خلال احتفال "يوبيل الشباب" الذي نظم في روما بحضور مئات الآلاف من 146 دولة.

وأظهرت هذه المناسبات الشعبية أن البابا الجديد لا يكتفي برمزية الكرسي الرسولي، بل يسعى إلى تعزيز الحضور العالمي للكنيسة، خصوصًا في المناطق التي تمر بأزمات، مثل لبنان وتركيا، مما يفسّر الأبعاد العميقة لجولته المرتقبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف