النتائج النهائية خلال 24 ساعة
انتخابات العراق.. بدء فرز الأصوات السادسة بتوقيت بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بغداد: وسط زخم شعبي وإعلامي غير مسبوق فيما يتعلق بالانتخابات العراقية، فقد تم إغلاق صناديق الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد وبدء فرز الأصوات، مساء الثلاثاء وفقاً لإفادات وسائل إعلام عراقية وعربية وعالمية.
وقد تم أغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، ومن بين الملاحظات التي فرضت نفسها، أن الإقبال لم يكن مرتفعا في الفترة الصباحية.. لكن في الفترة المسائية كان الإقبال أكبر بصورة ملحوظة".
وقالت وكالة الأنباء العراقية: "الشروع بعملية العد والفرز الإلكتروني بعد غلق صناديق الاقتراع"، مضيفة "الآن المفوضية ترسل نتائج الانتخابات من المراكز الانتخابية إلى المركز الوطني".
ونقلت عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قولها إن "العملية الانتخابية تكللت بالنجاح".
هذا وستُعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، النتائج الأولية للتصويتين العام والخاص خلال 24 ساعة من إغلاق الصناديق.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلنت المفوضية أن نسبة المشاركة في الاقتراع بالانتخابات التشريعية حتى منتصف النهار بلغت 23%.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مصادر في مفوضية الانتخابات قولها إن نحو أربعة ملايين و800 ألف ناخب صوتوا بالانتخابات حتى الساعة 12 ظهرا.
وذكرت الحكومة العراقية أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وجّه بتعطيل الدوام الرسمي الأربعاء في دوائر الدولة والمؤسسات الرسمية كافة، باستثناء المكلفة بالواجبات المستمرة، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والأجهزة الأمنية لاستكمال متطلبات نقل صناديق الاقتراع وكذلك إتمام إخلاء المدارس التي جرى استخدامها كمراكز انتخابية.
وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أوكلت إلى قيادتي طيران الجيش والقوة الجوية مهمة نقل صناديق الاقتراع وعصا الذاكرة من المحافظات والمناطق البعيدة إلى مكاتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تحت إشراف قوات حماية خاصة بعد انتهاء عملية التصويت وفرز الأصوات في المراكز الانتخابية.
وتجري الانتخابات التشريعية السادسة منذ الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين في 2003، وسط استقرار نسبي يشهده العراق الغني بالموارد النفطية بعد عقود من نزاعات نسفت بنيته التحتية.
وشابت التجارب الانتخابية الأولى أعمال عنف طائفية وقاطعها المسلمون السنة بعد أن سمحت الإطاحة بصدام بتحويل الهيمنة السياسية إلى الأغلبية الشيعية التي كان قد قمعها خلال فترة حكمه الطويلة.
ويُمكن لأكثر من 21.4 مليون ناخب مسجّلين اختيار البرلمان لولاية تمتدّ أربع سنوات.
ويتوقع أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق المراكز.
ويتنافس أكثر من 7740 مرشحاً، ثلثهم تقريباً من النساء ومعظمهم ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة، على 329 مقعداً لتمثيل أكثر من 46 مليون نسمة.
التيار الصدري يُقاطع الانتخاباتويغيب عن السباق الانتخابي هذا العام الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي يتمتّع بقاعدة شعبية كبيرة.
واعتبر الصدر أن العملية الانتخابية يشوبها "الفساد".
ودعا مناصريه إلى مقاطعة التصويت والترشح، مما قد يُسهم في أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات منخفضة.
وقال صالح محمّد العراقي المعروف بقربه من الصدر، عبر حسابه "وزير القائد"، إن الزعيم الشيعي دعا أنصاره إلى ملازمة منازلهم والتعامل مع يوم الاقتراع على أنه "يوم العائلة وإجازة عن العمل".
وانتهت الانتخابات الأخيرة التي شهدت أدنى نسبة مشاركة (41 في المئة) في 2021، بفوز الصدر بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (73 مقعداً)، لكنه انسحب منه جرّاء خلافات مع "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ أحزاباً شيعية موالية لإيران، حول تشكيل الحكومة.
وأثارت الأزمة التي استمرت عدة أشهر أعمال عنف دامية.
وتبقى الانتخابات مدخلاً لاختيار رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب رمزي إلى حد بعيد مخصص للأكراد، وتسمية رئيس جديد للوزراء، وهما عمليتان تتمان عادة عن طريق التوافق وقد تستغرقان أشهراً.
ويتوقع محللون أن يحصل ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يقوده رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني، على عدد جيد من المقاعد، من دون أن يعني ذلك بالضرورة عودته إلى منصبه.
ووصل السوداني إلى سدّة رئاسة الحكومة في 2022 بعد جمود استمرّ أكثر من عام نتيجة خلافات سياسية بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي" صاحب أكبر كتلة برلمانية حالياً.
ولطالما أشاد بجهود حكومته لإبقاء العراق بمنأى عن الاضطرابات التي شهدها الشرق الأوسط منذ استلامه منصبه.
ورغم خوضها الانتخابات بشكل منفصل، يُتوقّع أن تتّحد الأحزاب الشيعية المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي" بعد الاقتراع لتشكيل أكبر كتلة.
في المقابل، تخوض الأحزاب السنية الانتخابات بشكل منفصل، ويُتوقّع أن يحقّق رئيس مجلس النواب السابق السياسي السنّي النافذ محمّد الحلبوسي مكاسب ملحوظة.
وتشمل الانتخابات إقليم كردستان حيث يستمرّ التنافس السياسي التاريخي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
طهران وواشنطنوتزداد حالياً أهمية التوازن الذي يقيمه العراق منذ سنوات في علاقاته مع إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية، في ظلّ التغيّرات في موازين القوى الإقليمية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام 2023.
وفي خضم التوترات، حافظ العراق على استقرار نسبي، برغم أن فصائل مسلّحة موالية لطهران تبنّت إطلاق صواريخ ومسيّرات على مواقع تضم قوات أمريكية في سوريا والعراق، بينما قصفت واشنطن أهدافاً لهذه المجموعات في العراق.
وتمارس واشنطن ضغوطا متزايدة على الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران.
وعيّنت مبعوثاً خاصا إلى العراق هو مارك سافايا الذي شدد الشهر الماضي على ضرورة أن تكون البلاد "خالية من التدخل الخارجي الخبيث، بما فيه إيران ووكلائها".
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تلقّى حلفاء الجمهورية الإسلامية، مثل حركة حماس وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، ضربات من إسرائيل التي شنّت كذلك حربا على إيران في يونيو/حزيران طالت منشآت نووية وعسكرية.
كما فقدت طهران حليفاً رئيسياً مع سقوط حكم بشار الأسد في سوريا أواخر العام 2024.
وبعد الخسائر التي منيت بها، تسعى طهران حالياً للابقاء على مكتسباتها في العراق الذي شكّل منفذاً رئيسياً لتوسع دورها الإقليمي بعد الغزو الأميركي عام 2003 .