استعملت فيها تعابير غير لائقة للسطو على التراث المغربي
المغرب يحتج لدى اليونسكو على "انزلاقات لغوية" في مراسلات رسمية جزائرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرباط: وجّه المغرب رسالة احتجاج رسمية إلى منظمة اليونسكو بعد رصد ما وصفه بـ "انزلاقات لغوية غير مسبوقة" في مراسلات صادرة عن جهات رسمية جزائرية، تضمنت عبارات اعتبرتها الرباط مهينة وتمسّ بكرامة الدولة المغربية.
ومن بين هذه العبارات، التي وردت في وثائق متبادلة حول ملفات مرتبطة بالتراث الثقافي، تعبيرات من قبيل "أولاد بوسبير"، في إشارة إلى تجمع سكني مغلق أقامه الفرنسيون في مدينة الدار البيضاء المغربية خلال فترة الحماية، وخصص هذا الحي للدعارة (ماخور) تحت إشراف ورقابة الإدارة الاستعمارية الفرنسية. كما جاء في المراسلة الجزائرية اسم "المخزن"، والذي يقصدون به النظام الحاكم في المغرب، مع تعمد ذكر "مملكة مراكش" لتقزيم الحدود الجغرافية للمملكة المغربية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه التعابير لا تُعد مجرد ألفاظ طارئة، بل تندرج في سياق توجه منهجي لدى الخطاب الرسمي الجزائري يسعى، وفق المصدر ذاته، إلى إعادة تشكيل السردية الثقافية بالمنطقة عبر نسب مكوّنات تراثية مغربية إلى الجزائر، أو تشويه الرموز التاريخية للمملكة.
الوثائق، التي وقفت عليها الجهات المختصة في الرباط، تصف هذه الممارسات بأنها "محاولة لسرقة جزء كبير من التراث المغربي"، معتبرة أن الأمر تجاوز حدود التنافس الثقافي إلى ما يشبه "الهجمة الممنهجة" على الرصيد الرمزي للمغرب.
وفي رسالتها إلى اليونسكو، شددت الرباط على ضرورة احترام المعايير الدولية للتواصل الدبلوماسي بين الدول، ودعت المنظمة الأممية إلى التدخل لضمان حماية التراث الثقافي المغربي من أي محاولة للتملك غير المشروع أو التزييف، سواء في المحافل الدولية أو عبر المراسلات الرسمية.
وتزامن هذا التحرك المغربي مع تداول مراسلات أخرى، منسوبة إلى جهات جزائرية خلال الأيام الأخيرة، تحمل تعابير مماثلة وصفتها مصادر مغربية بأنها "تدهور أخلاقي" يعكس مستوى الخطاب لدى بعض المسؤولين الجزائريين، في وقت تتصاعد فيه التوترات حول ملفات التراث والهوية في شمال إفريقيا.
هذا التصعيد الجديد، يفتح فصلا آخر من الصراع الرمزي بين البلدين، حيث أصبح التراث الثقافي فضاء إضافيا للتجاذب الدبلوماسي، موازيا للخلافات السياسية المعروفة.