سقوط 22 قتيلاً و16 جريحًا
فاجعة فاس… حفل عقيقة يتحول إلى مأساة بعد انهيار عمارتين فوق ساكنيها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرباط: في الليلة الماضية، وبينما كان حفل عقيقة يُقام داخل إحدى شقق العمارتين المنهارتين بحي المسيرة بمنطقة بنسودة بمدينة فاس، تحوّل الفرح إلى مأساة غير مسبوقة. ففي لحظات، انهارت عمارة كانت آيلة للسقوط، ولحقتها العمارة المجاورة بشكل مفاجئ، لتتحول لحظات البهجة إلى صرخات واستغاثات تحت الركام.
ورغم أن الرخصة الأصلية لم تكن تسمح سوى ببناء طابق أرضي وطابقين فقط، فإن العمارتين ضمّتا أربعة إلى خمسة طوابق، في خرق صارخ لقانون التعمير. وأكد سكان الحي أن علامات الخطر كانت واضحة منذ أشهر، إذ ظهرت تشققات كبيرة في جدران إحدى العمارتين، فيما كان أصحاب المحلات في الطابق الأرضي يجدون صعوبة في إغلاق أبواب محلاتهم بسبب ميلان البناية.
وأشار أحد الحدادين إلى أنه لاحظ في الأيام الأخيرة ازدياد ميلان البناية، حتى بات يجد صعوبة في إغلاق باب ورشته، بينما أكد آخرون أن بعض أبواب الدكاكين في الطابق الأرضي لم تكن تُغلق إلا بعد قص أجزاء منها بمنشار كهربائي، في مؤشرات تحذيرية لم يُتعامل معها كما يجب.
ومع اقتراب منتصف الليل، انهارت العمارة الأولى، تلتها الثانية بفارق زمني قصير، فسقط المبنيان متداخلين فوق بعضهما البعض. وشهد الجيران مشاهد مأساوية، إذ كان عدد كبير من النساء والأطفال داخل شقة حفل العقيقة لحظة وقوع الحادث. وتشير التقديرات الرسمية، التي أعلنتها السلطات المحلية، إلى أن الحصيلة المؤقتة بلغت 38 ضحية، منهم 22 وفاة و16 جريحًا نُقلوا إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث إلى حدود منتصف نهار الأربعاء، مع إخلاء المباني المجاورة تحسبًا لانهيارات إضافية. كما فُتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة لتحديد الأسباب والمسؤوليات، خصوصًا في ما يتعلق بالخروقات العمرانية وتجاوز عدد الطوابق المسموح بها.
وصف أحد أعضاء المجلس الجماعي لفاس الفاجعة بأنها نتيجة تراكم خروقات كان يمكن رصدها مبكرًا، متسائلًا: “كيف سُمح بإضافة طوابق غير قانونية في عمارتين لا تبعدان سوى خطوات عن ملحقة إدارية؟ ولماذا لم يتم التدخل قبل أن تتحول هذه الخروقات إلى مأساة؟”
وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكّد وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس أن الانهيار وقع ليلة 9 ديسمبر 2025 حوالي الساعة 23:20، وأن إحدى شقق العمارتين كانت تحتضن حفل العقيقة لحظة الحادث. وأوضح البيان أن الحصيلة بلغت 22 وفاة و16 جريحًا، مع التأكيد على أنها حصيلة أولية، وأن التحقيقات لا تزال مستمرة لكشف الظروف الحقيقية التي أدّت إلى هذا الانهيار المأساوي.