البط المهاجر من نوع «الشرشير الصيفي» هو الاخطر ..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة: 14. 10. 2005
انفلونزا الطيور تدق باب مصر .. ربما بسبب صيصان المانيا!
القاهرة - أمينة خيري:
تصاعد الاهتمام الشعبي المصري بخطر انفلونزا الطيور، بسبب التصريحات الحكومية التي غزت صفحات الجرائد. وحملت الصحف في غالبيتها تأكيدات رسمية من نوع «مصر خالية تماماً من انفلونزا الطيور». ويعرف المصريون بحدسهم ان التأكيدات تشير الى وجود «كلام وراء الكلام».
وفي المقابل، أكد وزير الصحة والسكان الدكتور محمد عوض تاج الدين خلو مصر من مرض انفلونزا الطيور، وقدم تقريراً إلى مجلس الوزراء عن المرض وسبل الوقاية واجراءات الحماية والطوارئ التي اتخذتها مصر، وذلك بعد ما ظهر الوباء في كل من رومانيا وتركيا وعدد من الدول الأخرى.
وطالب تاج الدين بضرورة تنفيذ قرارات منع وصول الوباء، وذلك من خلال وقف استيراد كل انواع الطيور الحية من أي دولة في العالم، سواء كانت اتفاقات استيرادية ام قادمة من الخارج مع الركاب·
وطالب كذلك بالتنبه الى خطر الطيور المهاجرة، وإلغاء موسم صيد تلك الطيور هذا العام. وسبق لمنظمات أهلية وجمعيات بيئية عدة ان عبرت عن مخاوفها في الايام الاخيرة، من الطيور المهاجرة التي تتجاوز الحدود المصرية في مثل هذا الوقت من كل عام·
خطر بطة «الشرشير الصيفي»
وأوضح المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشؤون البيئة، ان الطيور التي يحتمل أن تكون حاملة للفيروس هي «العائلة البطية» وأبرز انواعها «الشرشير الصيفي» المهاجر، وهو من الانواع التي لديها قابلية أكبر للاصابة بالفيروس من دون أن تظهر عليه اعراض المرض، ما يعني أنه يحمل المرض فقط· ونفى جورج أن تحمل الطيور المهاجرة الاخرى التي تصل مصر في هذه الاسابيع خطر المرض. وبيّن ان طائر السُمّان لا يحمل الفيروس، وأن الطيور المهاجرة الأخرى التي لا تؤكل ولا يتعامل معها الإنسان، مثل اللقلق والبشاروش وغيرهما، لا خطورة منهما·
وكان قرار صدر في أواخر آب (اغسطس) الماضي يحظر استيراد ريش الطيور المستخدمة للزينة كإجراء وقائي لحماية مصر·
أما جهود الوقاية والطوارئ فتجري على قدم وساق تبعاً للتصريحات الصادرة من وزارة الصحة المصرية. إذ يجري تنشيط مراكز الرصد الوبائي في مستشفيات الصدر والحميات والمعامل المركزية، وذلك لمتابعـــة الوضــع الوبائـــــي العالمــــي للمرض·
وتتوالى التصريحات الرسمية المؤكدة أن «كله تمام» في ما يختص بمواجهة هذا الوباء القاتل ورده عن حدود مصر. وأكد مسؤول في «الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات» ان نتائج تحليل عينات أخذت من خمسة آلاف مصاب بالانفلونزا اسفرت عن عدم ظهور انفلونزا الطيور بينهم. واضاف أن كل وسائل الفحص والتشخيص والعلاج سيتم توفيرها لمواجهة اية احتمالات لظهور المرض بسبب موسم هجرة الطيور الى مصر.
سباق محموم بين جهود احتواء وباء الطيور من جهة وتفشي الاصابات من الجهة الآخرى.
الصيصان الالمانية
تجاهلت الصحف ووسائل الاعلام الرسمية خبر الاشتباه في تسرب انفلونزا الطيور الى داخل مصر من خلال شحنة صيصان مستوردة من ألمانيا. إذ اشتبه مسؤولو الخدمات البيطرية في وجود اصابات بالمرض بين 13 الف «كتكوت» رومي إثر تحليل عينة منها، وتم التحفظ عن الشحنة بأكملها لحين التأكد من التحاليل·
ويذكر أن اللجنة الاقليمية لشرق المتوسط التابعة لمنظمة الصحة العالمية كانت طالبت في اجتماعها الذي انعقد في القاهرة في الشهر الماضي، بضرورة اهتمام دول اقليم شرق المتوسط بضرورة مجابهة انفلونزا الطيور. وأكد مسؤولو المنظمة الدولية أن المكتب الاقليمي (إمرو) سيدعم بلدان الاقليم في إعداد خططها الوطنية والحصول على مخزونات من المضاد الفيروسي لهذا المرض·
واوضح مدير عام المنظمة الدكتور لي يونغ - ووك في الاجتماع أن انتشار مرض انفلونزا الطيور يجب أن يحفز دول الاقليم على بحث تحديات المرض وانتشاره، وذلك للاستعداد لمواجهته· ولقد تحقق ذلك الامر. وتحتم على مصر مواجهـــة المرض ربمــا بأقرب مما تخيـــّل ووك. وربـمــا تكفلـــت الايام القليلـــة المقبلـــة بالتـــأكد من الاستعداد المصري الحقيقي لهذا الوباء، خصوصاً أن لقاحه غير متوافر، كما ان الاختبـــارات التي تجرى للتأكد من الاصابـــة بالعدوى البشرية الناجمة عن فيروس H5N1 والمسبب للمرض صعبة للغايــة من الناحيــة التقنيـــة، بل أن بعضها يعطي نتائج غير مؤكدة، ولا يمكن الاعتماد عليها.