الفضائيات شغلت عقول الناس في رمضان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تغريد السليمان- آمال عيسى - سجاد العياشي -جاسم سلمان : تزدحم الفضائيات في هذا الشهر الفضيل بالعديد من البرامج والمسلسلات الرمضانية التي تصيب المشاهد بهوس المتابعة المستمرة، فنلاحظ ان الكثيرين من المشاهدين تقاعسوا عن بعض الواجبات الدينية والاجتماعية، إكراماً لتلك المسلسلات والبرامج التي ما أن انتهت من قناة فضائية حتى بدأت في الاخرى، فقد شكلت تلك الفضائيات حلقة الضعف الاساسية في العلاقات الاجتماعية سواء بين أفراد الاسرة الواحدة أو في المجتمع، بعكس الأيام الرمضانية السابقة التي كان الناس يكثرون فيها من العبادات رغبة منهم في التقرب من الله، والحرص على صلة الأرحام والزيارات، وافتتاح مجالس الذكر وغيرها، وربما ويشار الى المرأة بأنها من عشاق التليفزيون وما يعرض فيه من دراما وبرامج، منشغلة بذلك عن الكثير من واجباتها الدينية والحياتية، خاصة عندما تجتمع النسوة مع بعضهن البعض في المجالس للحديث والتسامر ومتابعة الفضائيات، ولكن في الحقيقة هناك من استغل هذا الشهر الفضيل في العبادات وحلقات الذكر متجاهلات تلك الفضائيات التي أطلق عليها البعض (شياطين رمضان)، الشرق قامت بإجراء العديد من اللقاءات للتعرف على رأي الجمهور والمختصين في مدى تأثير الفضائيات على الواجبات الدينية والعادات الاجتماعية بشهر رمضان فكانت اللقاءات التالية:
مجالس السيدات الرمضانية تجد بعض السيدات حضور الجلسات والدروس الدينية التي تعقد في المنازل أفضل بكثير من الجلوس أمام التلفاز وتغيير المحطات لمتابعة التمثيليات والبرامج التي لا يتناسب الكثير منها مع الشهر الفضيل والتي تنتج خصيصا لهذا الشهر فنجد المسلسل تلو الآخر، والعبادة أصبح لا وقت لها ولكن كون أن هناك بعض النسوة اللائي يفضلن مجالس الدين والتوعية فهذا دليل على أن هناك فئة مازالت تحفظ لهذا الشهر حرمته.
الفضائيات شياطين رمضان وفي أحد المجالس النسائية، أخذت تتحدث السيدة فاطمة الملا عن حال الفضائيات في شهر رمضان المبارك بنوع من الاستياء والغضب: ماذا تقدم الفضائيات للمشاهد بكل صراحة؟ لو تأملنا جيداً هذا السؤال سنجده مبهماً بلا اجابات مقنعة، فأغلبية الفضائيات اليوم متخصصة في الفضائح والشجار والغناء والـ (هز)، واذا كانت هناك برامج فكاهية فهي كلها بصراحة تضحك على عقول الناس، فكلها تقليد للهجات والشخصيات التي لن يستفيد منها المشاهد سوى الضحك على تعاسة ما يقدم لدقائق معدودة، لا أنكر ان هناك بعض الفضائيات الراقية التي تحترم عقلية المشاهدين وثقافاتهم، ولكن الملاحظ اليوم هو الكم لا النوع من اجل الربح والكسب السريع، متجاهلين الانسان المشاهد الذي ينتظر من اجل الفائدة، وللأسف فهناك الكثير من الناس من أصيبوا بداء البلادة من وراء تلك الفضائيات حتى باتوا لا يستطيعون التفريق بين المفيد والضار وعديم الجدوى، خاصة المشاكل الاجتماعية التي تعرضها العديد من القنوات المنقولة من الصحف والمجلات كلها تصيب المشاهد بالملل والرتابة، فالصحف لا تقصر في عرض مشاكل الناس ومآسيهم بشكل شبه يومي، فلماذا تمثل بالذات برمضان؟ ونفتقدها في الايام العادية، لماذا جعلنا من شهر الخير والبركة شهر الفضائيات الباكية؟ اسئلة عديدة نضعها أمام كتاب وكاتبات الدراما الرمضانية، لا اخفيكم ان رمضان باتت البرامج التي تقدم من خلاله جداً تعيسه ولا ترتقي إلى المستوى المطلوب، ولذلك فأنا أما ان اكون مع بناتي في المساجد، أو مدعوة في أحد المجالس النسائية التي تدعو فيها إحدى السيدات الفاضلات المتفقهات في الدين، للإستزادة منها والاستفادة، أما تلك الفضائيات فهي تلهي العبد عن ربه، ومضيعة للوقت ويكفي انها تحل محل الشياطين في رمضان، وأوصي الجميع بالالتفات الى امورهم الدينية والاجتماعية أفضل بكثير من الخيالات التي تعرضها الفضائيات لنا..
إعلامنا مليء بالمتناقضات وفي البداية تحدثت السيدة مريم المناعي والتي تواظب على حضور الدروس الدينية التي تعقد في بيت إحدى الداعيات بعد صلاة العشاء قائلة: للاسف أن إعلامنا العربي أصبح مليئاً بالمتناقضات والتفاهات التي تعرض كل يوم على شاشة الفضائيات، فهناك سباق محموم بين تلك الفضائيات لتنفرد كل واحدة منها بأفضل المسلسلات والبرامج التي لا تتناسب لاشكلا ولا موضوعا مع شهر رمضان الفضيل هذا الشهر المخصص للعبادة والصوم لا لمضيعة الوقت في الإثم والضلال لذا فإنني عودت نفسي كل رمضان أن أكرس وقتي للعبادة فبعد صلاة العشاء اذهب أنا وصديقاتي إلى بيت إحدى الداعيات للتفقه بالدين وقراءة القرآن فهي التي ستنفعنا في النهاية وستقينا يوم القيامة من لهيب النار ومن العذاب، وفي رأيي أن على النساء أن يتركن ذلك التلفاز الذي لا يأتي بجديد حتى أن برامجه الدينية مكررة ولا تقدم المعلومات المطلوبة ليتعرف غير المسلمين على الإسلام من خلالها، فهي تتحدث فقط عن العبادات وما علينا فعله منها وتترك ما يهم الناس ويمس مشاكلهم وهمومهم ويعالجونها من الناحية الدينية فقد يكون المرء منا يعرف ماعليه فعله تجاه دينه لكنه لا يعرف كيف عليه حل أية مشكلة تصادفه من خلال الدين فنحن بحاجة لبرامج تناقش تلك المشاكل حتى يتثقف المرء منا دينيا ويتقرب أكثر إلى الله.
علينا مقاطعة الضجة الإعلامية في رمضان وقالت السيدة نورة الكواري: إن الإعلام عندنا للاسف أصبح مفسدة للشعوب.. ومواجهته تحتاج لأموال كبيرة وتخطيط متقن.
فالوعاظ في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية لم يقدموا شيئا يذكر والمسؤولية يتقاسمها الجميع، خاصة أن البرامج والمسلسلات كلها تعرض دفعة واحدة في هذا الشهر وكان هذا الشئ مقصوداً وأصبحنا نحارب في ديننا وفي احب شهر لدينا وهو شهر رمضان متناسين أن هذا الشهر تفتح فيه أبواب المغفرة والرحمة وتوصد فيه أبواب النار، فهو اكبر فرصة لأي عاص أن يتوب ويبدأ من جديد وعلينا نحن كأشخاص مقاطعة تلك الهجمة الإعلامية في رمضان وان نكثف من عبادتنا ومن حضور الدروس الدينية والاستفادة منها في حياتنا الخاصة والعامة..
أواظب على حضور المجالس الدينية وقالت السيدة أم عبدالله: للأسف وسائل الإعلام نجحت في تغيير مفهوم شهر رمضان لدى كثير من الناس، لا أنكر أنني كنت منهم قبل سنوات قبل أن أعي هذا المخطط الخبيث ويهديني الله.. فكنت مثل غيري أنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لكي أستمتع بمشاهدة المسلسلات الجديدة. لكن أختي جزاها الله ألف خير ظلت ورائي حتى تركت هذه العادة واتجهت للعبادة وللصلاة في المسجد ولحضور ندوات وجلسات دينية فوجدت إنني قد أضعت الكثير من عمري في ما لا فائدة فيه وأنا الآن أسعى لهداية بناتي وجاراتي لذلك لان فضل هذا الشهر كبير وحرام علينا ألا نستغله في شيء مفيد يعود علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير وأنا بدوري انصح كل سيدة أو فتاة تضيع وقتها في مشاهدة المسلسلات الرمضانية أن تتركها وتتحول إلى مجالس العلم والمعرفة والتزود من ديننا الحنيف ويجب أن يكون لنا دور في محاربة تلك المحاولات الدنيئة لطمس الدين وتحويل أفضل شهر في السنة إلى شهر مسلسلات وبرامج تثير الاشمئزاز
رمضان فرصة لوسائل الإعلام لتحقيق الربح وترى السيدة هدى المطوع: أن رمضان فرصة لوسائل الإعلام والقنوات الفاضحة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح في برامج الجوائز بالملايين والمسلسلات فيشهد رمضان بثا إعلاميا فاسدا لا تشهده باقي أيام السنة، وكأن أعداء الإسلام يتعمدون طمس الأثر الإيماني الذي يغلف قلوب المسلمين خلال نهار رمضان، فيغيظهم توحد الأمة الإسلامية في هذا الشهر وهم يريدون تفكيكها والقضاء عليها لكن الله يحفظنا من شر هؤلاء وعليه فهي ترى أن على المسلم أو المسلمة بدل أن يسلوا صيامهم في مشاهدة المسلسلات المتكررة والتي انضمت مؤخرا إلى سباق الفوازير أن يختموا القرآن ويزيدوا ركعاتهم لتزداد حسناتهم في ميزان أعمالهم وعليهم أيضا أن يواظبوا على الدروس الدينية في هذا الشهر لأنها تقرب العبد إلى الله عز وجل
التليفزيون هدام وقالت السيدة ريم السليطي: أنا لا أعترض على كثرة وجود الفضائيات في حد ذاتها، لكن المشكلة في المواد التي تعرض، فهي لا تتفق في معظمها إن لم تكن كلها مع قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وديننا ثم كيف نكون أمة تعاني الفقر ومشكلات في التنمية والإنتاج والتجويد، وكل السبل التي تؤدي إلى التقدم والازدهار، ثم يكون لدينا كل هذا الكم من الفضائيات التي تستهلك جانبا كبيرا وببذخ من ثرواتنا وأموالنا؟ لا أعرف لماذا أصبح تقليدا متعارفا عليه بين كل المحطات التليفزيونية سواء الأرضية أم الفضائية التنافس على تقديم المادة الترفيهية والربط بين ذلك وبين شهر الصوم؟ وهذه المادة سواء أكانت دراما أم استعراضا أم برامج خفيفة، لا تبعد عن كونها لقاءات مع فنانين ورياضيين، أو موضوعات "تافهة" ليس لها علاقة لا بالشهر الكريم، ولا بعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا وهي تمثل ظاهرة خطيرة ذات تأثير مرعب ومفسد ليس في فئة الشباب فقط، بل في كل الأعمار والشرائح. وأبسط شيء يقوله العقل والمنطق انه إذا كانت هذه الفضائيات تريد إعطاء جرعة ترفيهية لتسلية الصائم فالمفترض أيضا أن تعطيه فرصة بعد تناول إفطاره للراحة وأداء الصلوات، خاصة التراويح، لا أن يعقد مقارنة بين طاعة ربه ومتابعة هذه البرامج والمسلسلات التي تجعله يلهث وراءها من قناة إلى أخرى، لأنها تسخر كل إمكانات الجاذبية والتشويق، من خلال حشد نجوم لامعة لها جماهيريتها وجاذبيتها عند المشاهد العادي فهذا بلا شك أمر ممقوت. وأرى أن الأسرة عليها معول كبير لتربية الطفل وتوجيهه إلى عادات وشعائر هذا الشهر الكريم لأن ما تبنيه الأسرة في عام كامل يأتي التليفزيون ليهدمه في أيام قليلة.
ونناشد واضعي خطط رمضان الإعلامية التخفيف من وطأة وكثرة المواد الترفيهية الخفيفة، وإعطاء الفرصة للمواد القيمة التي تزيد من رقعة الثقافة والمعلومات الدينية، التي نحن في أمس الحاجة إليها في العصر الحالي، لمواجهة مفاهيم الترغيب ومسخ الهوية الدينية والوطنية، وفرصة هؤلاء المخططين كبيرة، خاصة أن المشاهد في هذا الشهر الكريم يكون في حالة استعداد نفسي وروحاني لتقبل المواد الدينية الجذابة التي تعيد له الثقة في نفسه.
لكن ما يؤسف له حقا أن هذه المواد الدينية القيمة مع قلة وجودها توضع على الخريطة في أوقات "ميتة" إعلاميا أي لا تكون فيها نسبة مشاهدة عالية، كأن تذاع في الساعات المتأخرة من الليل أو الصباح الباكر وكأنهم يريدون ألا يشاهدها أحد. ولكن للأسف وجدنا هذه المواد والبرامج لا تحترم مشاعر وقيم المجتمعات التي تؤمن بعقيدة وشريعة جاءت متوازنة بين الروح والجسد وتعلي من قيم السمو والفضيلة. فنجد أن هذه الفضائيات على سبيل المثال جعلت من أعظم المناسبات الدينية ألا وهي شهر رمضان، فرصة لالتهام المشاهد الذي يقع فريستها فتحشد له كل ما تملك من وسائل إبهار وجذب، وتبعده عن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وبدلا من أن تحثه على التعبد واستثمار هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات والتحلي بالقيم والمبادئ الإسلامية العظيمة وجعله بداية لفتح صفحة جديدة مع الخالق عز وجل نجدها تدفعه دفعا إلى الرذيلة والإغراق في الشهوانية، قاضية بذلك على البقية الباقية من القيم التربوية والاجتماعية والدينية.وأنا في رأيي أن دور الأسرة هنا مهم فاذا لم تستطع محاربة هذا الغزو فعلى الأقل ترك المشاهدة والالتفات إلى إقامة العبادات وأهمها الصلاة كذلك تعويد الأطفال منذ الصغر بأهمية المسجد وأهمية أيضا المجالس الدينية التي ستفتح لأبنائنا آفاقا واسعة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة في دينهم..
شخصية المشاهد في رمضان وتضيف السيدة مها أكبر: يجب ان يلتفت المشاهد الى خطورة وسخرية ما يعرض عليه من دراما اغلبيتها لا تمت للواقع بصلة، وكذلك البرامج الاخرى الفكاهية منها والراقصة، فهذا كله يخلق لدينا شخصية متناقضة مع نفسها ومع شهر العبادة، لا أنكر انني واسرتي نرى التلفاز ونقيم برامجه ونحاول قدر الامكان الانشغال في شئ نافع، ولكن للأسف لا توجد هناك استبيانات توزع على المشاهدين للنظر في رغباتهم وطلباتهم خاصة في شهر رمضان المبارك، فالبرامج تكون على (مزاج) المسؤولين لا المشاهدين بالرغم من انهم هم الفئة المستفيدة او المتضررة مما يعرض عليهم، وما يضحك في الامر عندما تعلن واحدة من الفضائيات ان المسلسل او البرنامج (حصرياً) عليها، لانك ما ان تتنقل بين المحطات تشاهد ذات المسلسل، وهذه واحدة من أساليب الخداع والوهم الذي تنسجها الفضائيات حول شخصية المشاهد، وكنا نطمح بصراحة إلى ان تعرض برامج توعوية ونفسية بدلاً من المسلسلات التي لا تعالج في الواقع قضايا اجتماعية بل تشوه من صورة المجتمع، لاننا في نهاية المطاف لا نصل لهدف من ورائها، نتمنى حقيقة ان يتم النظر من قبل مسؤولي الفضائيات في سخافة وخطورة مايعرض، فالمشاهد واع جداً ويستطيع التقييم جيداً، خاصة في ظل الانفــــتاح المعرفي.
رأي الدين ... موافي عزب: الإعلام يجب ان يوجه لصالح الإسلام والمسلمين إن من اخطر وسائل الإعلام حاليا الفضائيات التي انتشرت بشكل كبير جدا وتسعى عامدة لمحو كل القيم والمبادئ القويمة التي نؤمن بها في عقيدتنا الدينية، فهذه المواد والبرامج لا تحترم مشاعر وقيم المجتمعات التي تؤمن بعقيدة وشريعة جاءت متوازنة بين الروح والجسد وتعلي من قيم السمو والفضيلة. فنجد أن هذه الفضائيات على سبيل المثال جعلت من أعظم المناسبات الدينية ألا وهي شهر رمضان، فرصة لالتهام المشاهد الذي يقع فريستها فتحشد له كل ما تملك من وسائل إبهار وجذب، وتبعده عن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وبدلا من أن تحثه على التعبد واستثمار هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات والتحلي بالقيم والمبادئ الإسلامية العظيمة وجعله بداية لفتح صفحة جديدة مع الخالق عز وجل نجدها تدفعه دفعا إلى الرذيلة والإغراق في الشهوانية قاضية بذلك على البقية الباقية من القيم التربوية والاجتماعية والدينية. فيجب أن يكون الإعلام موجها لمصلحة الإسلام والمسلمين لا ضدهم فنحن كما نعرف أن الفضائيات الآن أصبحت مصدر لهو لكثير من الشباب الواعد وتلهيهم عن أداء الفروض الأساسية فليس شهر رمضان فقط هو الصيام عن الأكل والشراب وإنما الصيام عن الشهوات وتأدية الصلوات والدعاء، فان لم يفعل ذلك فانه لن يحسب صيامه كما انه لو وجد أن هذه الفضائيات ستخرب عليه صومه فعليه تجنب مشاهدتها والابتعاد عن البرامج اللاهية فيها، أما البرامج العلمية والدينية فلا خلاف عليها فوسائل الإعلام الحديثة أصبحت أحد العناصر والأركان الرئيسية في عملية تربية وتنشئة الأجيال الجديدة، والتليفزيون على وجه الخصوص أصبح الموجه الرئيسي في تشكيل وجدان الصغير والكبير على حد سواء، لذلك فهو سلاح ذو حدين فإما أن يسهم في تخريج أجيال قادرة على تحمل المسؤولية من خلال التربية على أسس القيم والمبادئ التي تغرسها في نفوسهم منذ الصغر. وإما تخريب هؤلاء وتخريج شباب بلا هوية ولا شخصية مميزة وبالتالي على الأسرة أيضا وخاصة الأم والأب التركيز على استعادة دوريهما في التربية والتوجيه، فالأبناء هم الثروة الحقيقية التي يجب أن يحرص عليها كل أب وأم. وليعلم الجميع أن المسؤولية مشتركة ما بين ولاة الأمر والرعية والمجتمع كله وأن فساد أو تراخي عنصر عن القيام بدوره لاشك يؤثر سلبا في الجميع، وليعمل الجميع على إحياء القيم الدينية في حياتنا، لأننا ما تأخرنا إلا حين تخلينا عنها وزادت خسارتنا حينما استبدلناها بقيم ومفاهيم غريبة عنا...
منسق البرامج في القناة الأولى: تلقينا ملاحظات مهمة سيتم الأخذ بها في الدورة الرمضانية المقبلة السيد هلال علي منسق البرامج في القناة الاولى لتليفزيون قطر قال:
تتسم الدورة البرامجية الرمضانية الحالية بوفرة البرامج والمسلسلات المتنوعة.. وقد تلقيت من خلال وجودي في التليفزيون بعض المكالمات من الإخوة المشاهدين تحمل في طياتها ملاحظات مهمة سيتم الاخذ بها في الدورة البرامجية الرمضانية المقبلة، منها على سبيل المثال وقت بث المسلسل المحلي «سوالف دينا» حيث يتزامن عرض هذا المسلسل مع وقت صلاة التراويح وليس له اعادة فيما تحظى بقية البرامج والمسلسلات الاخرى بتوقيتات ملائمة واعادة، وفي الغالب فان اكثر المواد التليفزيونية شيوعا في رمضان هي المسلسلات الاجتماعية والتليفزيون القطري يولي اهتماماً كبيرا للإنتاج المحلي، فتكون الاولوية للاعمال القطرية والخليجية خلال الشهر الكريم، ويراعي في انتقاء الاعمال، جدية الموضوع وشهرة الممثلين القائمين بتجسيد ادواره الرئيسية، والتليفزيون غير ملزم بقبول جميع الاعمال ولكن هناك اعمال تفرض نفسها، ولمحدودية وقت البث تحصل هنالك بعض الهفوات في كل دورة برامجية وفي اغلب التليفزيونات تؤخذ بنظر الاعتبار وتعالج في دورات لاحقة، علما بان الاعداد للبرامج الرمضانية يبدأ منذ وقت مبكر وبعد اقرار مخطط البرامج والشروع في تنفيذه يصبح من الصعب إحداث اي تغيير فيه.
وذلك لان التوقيتات المعمول بها الآن اذا ما تم اجراء اي متغير في احدها سينسحب على جميع الفقرات والبرامج الاخرى، والمادة التليفزيونية التي قد لا تروق لشخص ما ليس بالضرورة ان تكون غير مستساغة من قبل الجميع، لتباين واختلاف اذواق الناس لذلك يصعب الحكم على الاعمال ما لم تدخل محك حكم الجمهور. طالبوا بأن تكون أكثر توعية للمشاهدين ... مواطنون ومقيمون: ما تقدمه الفضائيات يشوه قيمنا وعاداتنا الاجتماعية الأصيلة
استطلعتالشرق آراء عدد من المواطنين والمقيمين عن برامج الفضائيات في رمضان وتأثيرها على العبادات. حيث انتقد الكثيرون اسلوب هذه الفضائيات في إشغال المشاهدين وتقديم برامج اقل مما هو مطلوب لما يناسب شهر رمضان الفضيل.
السيد أيوب محمد قال: هناك بعض القنوات الفضائية يؤخذ عليها هذا الطابع في أنها تشارك في حجب أو تشويه تراثنا وقيمنا الاسلامية والانسانية كذلك، ولان مقصدها التجاري نابع من رغبة في كسب ما يسنح من ربح فان الوسيلة لا تهم في ذلك وهذا طبعا في نظر القائمين عليها حيث ان موجات العري والابتذال تصيب المشاهد بالقرف وتكرس لدى الاجيال القادمة ثقافة مشوهة وتكون معدومة وهذا ما لا نريده حتى إن بعض القنوات الفضائية تتسابق على عرض برامج ومسلسلات ليس لها اي صلة أو علاقة بتفكيرنا وتقاليدنا بل انها تلغي وجودنا وكل همها ملء الفراغ الحاصل وايجاد مادة اعلامية تبثها طيلة الاربع والعشرين ساعة، ولكن الجدير بالذكر ان هناك قنوات اخرى معتدلة وليس لها في هذه الموضة الحاصلة من سخف وعري وتفاهة بل انها تحترم عقلية المشاهد وتهتم برغباته القويمة وميوله السوية وتحافظ على قيمنا وتحترم ديننا بل انها تساهم في نشر الوعي والتقدم وتعتبر منبرا اعلاميا مفيدا ومهما في حياة الانسان العربي لذلك لا اعتقد ان كثرة تلك او قلتها يهم إن كان الوعي موجودا.
ويضيف السيد وليد عبدالله: عندما نفكر في متابعة اي قناة فضائية فانك تصاب بالتشاؤم، والغضب مما قد يصادفك من مشاهد مخزية تنذر بالخطر تجاه اخلاقنا، حيث انها تعتبر كالوباء المستشري في جسد وعقل المتابع لها وحيث انها تقدم برامج لا تصلح حتى للالتفات اليها للحظة واحدة وليس مشاهدتها باكملها كما انه يغلب عليها طابع السطحية وعدم الجودة واحترام المشاهد ولا تلتفت لما في مجتمعاتنا من هموم ومشاكل ونقاشها بطرق اعلامية وثقافية تشد المشاهد، بل إن ما يحصل لا يمت للاعلام والثقافة والفن بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ونحن نطالب بأن توجد رقابة من قبل اولياء الأمور على اطفالهم حتى لا يدمن الاطفال على ما تعرضه هذه الفضائيات كما انه يجب ان تكون هناك رقابة ذاتية من قبل الاشخاص البالغين وعدم متابعة هذه القنوات وبصراحة القنوات الفضائية تدمر عاداتنا وتقاليدنا وخصوصا في شهر رمضان الفضيل.
اما الفنان حمد مراد فيضيف قائلا: إن الجهاز اللاقط «الستلايت» اصبح موجودا في كل بيت ولكن الانسان الواعي يستطيع الحفاظ على نفسه وعلى مبادئه وصونها من التفاهات التي تقدم وتعرض على القنوات الفضائية وكذلك يستطيع توجيه عائلته بما يريد وحسب فكره ووعيه وتميزه للصح من الخطأ وحسب وجهة نظري فإنه ليس للفضائيات اي تأثير على المجتمع فالكل متجه الى حياته واموره الشخصية وهذا شيء منطقي وفطري في الانسان فلا يوجد شيء يؤثر على الانسان من دون رغبته في أن يسيطر هذا التأثير عليه، كما اني لا ارى في الفضائيات اي خطورة على العادات والتقاليد في شهر رمضان الكريم، حيث ان الجميع يهجر المتعة والتسلية في حين يتجه إلى الصلاة والصيام ولو ان الفضائيات تتسابق على تقديم كل ما تملكه في رمضان وتتهافت على عرض الكثير من البرامج والمسلسلات ولكن هذا الامر غير مؤثر بالشكل الذي يجعل القنوات الفضائية تشكل تهديدا لثقافتنا.
ويعلق حسين حيث يقول: اعتقد ان الفضائيات تساهم في نشر الوعي بين الناس وتطلعهم على أمور يومية تهمهم في حياتهم وترسخ الثقافة والعلم في ذاكرة المشاهد وتساهم في تذكير الناس بعاداتهم وقيمهم ولكن هناك فضائيات لا تقدم إلا الاشياء التافهة ولو ان شهر رمضان له نكهته الخاصة ولكن المعروض فيه من دراما وبرامج بشكل كثيف قد يكون بلا معنى وبشكل ملاحظ وبالعكس هناك فضائيات نقلت ثقافتنا الخليجية وبعض عاداتنا للشعوب الاخرى وجعلتهم يطلعون علينا ويتواصلون معنا وهذا ما يحصل الآن في عصر العولمة التي لها مميزاتها وسلبياتها، ويستطيع الانسان الواعي أن يختار ما ينفعه وما يتناسب معه بحيث لا يؤثر على قيمه ومثالياته ويجسد حرص الجميع على دينهم في ان يعرفوا كيف يتعاملون مع هذا الغزو الفضائي التافه.
ويعقب كذلك الفنان سالم العلوي قائلا: اعتقد ان كل قناة فضائية متنوعة تفرض الجيد والرديء معا، والشخص العاقل يستطيع ان يأخذ منها ما يريد حسب ما يفكر وحسب ما يفيده والباحث عن الشيء الجيد يعرف اين يجده، وهناك قنوات دخيلة علينا وتحتاج الى غربلة كما اننا بحاجة الى فضائيات تنمي الثقافة في نفوسنا وتساهم في بناء جيل قادم قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتنقل لنا الاحداث في وقتها بحذافيرها وبشكل مهني محترم، وحرفي بالدرجة الاولى واعتقد ان المشكلة ليست بالفضائيات بل بالذي يشاهد ويقوم بعملية الاختيار، والانسان الحقيقي هو الذي يحافظ على انسانيته بحيث لا يجرح صيامه بالمشاهد غير اللائقة له أو لعروبته ولدينه الاسلامي، كما ان الغث لا يلغي السمين مهما كانت الاحوال.
ويضيف السيد سعد الخرجي قائلا: ان بعض الفضائيات ساهم في تدمير عاداتنا خصوصا في شهر رمضان الكريم ولكن بعضها الآخر يهدف الى أهداف سامية تصب في خدمة المجتمع والناس بكافة اشكالهم ورغباتهم واذواقهم وتهدف كذلك الى تنمية السلوك الصحيح وهناك برامج ومسلسلات تأتي في غير الوقت المناسب لعرضها وهذا امر واضح ومستنكر من قبل الجميع فمثلا يأتيك مسلسل في وقت الصلاة والآذان فهل هذه دعوة لترك الصلاة ومشاهدته مثلا؟! وهذه ظاهرة واضحة في شهر رمضان ولكن هذا لا يعني عدم وجود برامج دينية جيدة ويقدمها اناس متمكنون والذي تقدمه بعض القنوات الفضائية يكون متشابها مثلما هو في كل عام ومعروف الهدف الذي يقدم من اجله كما ان نهاياته معروفة لنا مسبقا ومتوقعة ولا يوجد فيها جديد والافكار مستهلكة.
وتعلق السيدة زهرة نور: الامر متروك إلى الاهالي وهم الذين ينمون داخل اولادهم سلوكا حضاريا يدعمهم ويحصنهم من غزو العولمة وتفاهة ما تقدمه بعض الفضائيات والتي تشكل خطورة على كل شيء جيد في نفوس اطفالنا وتنمي داخل كل طفل نعرة الكراهية والتعود على مناظر الدمار والعري بكثرة ما تعرضه من هذه الاشياء، وعندما يكبر الطفل تجده معتاداً على إلغاء حضارته ودينه بل ومستعدا ومتقبلا لما تقدمه الفضائيات الرخيصة وفي شهر رمضان تساهم بعض الفضائيات في ابتعاد الناس عن دينهم وعبادتهم بشكل كبير وهذا ما نلمسه كلنا وان تحدثنا بصراحة فإن المسؤولية كبيرة والحقيقة مرة ولا نستطيع لوم احد وحتى أنفسنا لا نقدر على لومها فالفضائيات واسم الذي تقدمه موجودة في بيوتنا فكيف نخرجها وهي عدوة لنا وقد اعتدنا عليها وأدمن الجميع عليها. ويقول السيد يعقوب العبيدلي تربوي وكاتب صحفي: إن الراصد للوسائل الاعلامية وخاصة الفضائيات لابد ان يصاب بالسكتة الثقافية او الهبوط الفكري ليس لانها تركز على تقديم صورة النموذج الغربي والعلاقة بين الرجل والمرأة، فحسب بل لانها فككت العلاقات الاسرية وقللت صلة الرحم بين افراد المجتمع.. لانها اشغلت الناس بمسلسلاتها وبرامجها ومسابقاتها، وفي هذا من اخطار تفوق ما يتصوره الوصف ان ما يقدم في معظم هذه الفضائيات ويركز عليه هو ابراز نماذج بشرية مهترئة وقيم منهارة متحللة، ولا ندري كيف يتعامل المشاهد الكريم مع هذه السفاهة الفكرية، إن بعض الفضائيات اقتفت سنة المنحلين والاباحيين، وغايتهم جعل المشاهد وخاصة الشباب ارخص من الذبابة التي تطير فوق صناديق القمامة وركام الزبالة!
بعض الفضائيات هدفها نشر الفوضى الاخلاقية وتفكيك الاسر المسلمة، لقد تحولت بيوت آمنة نتيجة مسلسلات الفضائيات إلى بيوت لا تفكر بالتواصل مع الآخرين، وبعض افرادها قطع كل الروابط والوشائج الاسرية نتيجة ادمانه على بعض القنوات التي تمجد الرذيلة!
معظم الفضائيات عبثت بالاسرة وبالامن النفسي لها والامن الاجتماعي للوطن! ولابد ان نتكاتف وان نعمل معاً لحماية الاسرة القطرية والمسلمة وتسخير الفضائيات والاعلام المعاصر وتكنولوجيا العصر لتصبح رحمة للبيوت لا نقمة عليها.