حلوى هيلاري لـإسرائيل تذهب بعيداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الأثنين:05. 12. 2005
جوشوا فرانك
تبالغ السيناتور الديمقراطي هيلاري رودهام كلينتون قرينة الرئيس السابق بيل كلينتون في تأييدها ل”إسرائيل” وتعاطفها معها، بل تذهب بعيداً إلى حد يصعب معه احتواء موقف تلك السيدة التي قد تصبح مادة كبيرة ودسمة في معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة 2008.
قامت هيلاري وزوجها كلينتون بزيارة ل”إسرائيل” في وقت سابق من الشهر الماضي للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء “الإسرائيلي” اسحق رابين على يد المتطرف اليهودي ييغال عمير، وكان الرئيس السابق بيل كلينتون من أبرز المتحدثين أمام الحشود التي تجمعت بهذه المناسبة. وكانت هذه الزيارة الثانية لهيلاري ل”إسرائيل” منذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عن نيويورك عام 2000.
وفي واقع الأمر فإنني اعتقد أنها قامت بزيارتها أكثر من ذلك خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، بل أكثر من زياراتها لناخبيها ولقاءاتها معهم في الضواحي والمناطق البعيدة من الولاية.
وقامت المشرعة الديمقراطية الأمريكية بترتيب جدول زيارتها الأخير على نحو يوفر لها وقتاً يسمح بلقائها مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ارييل شارون لمناقشة “مسائل أمنية” وتفقد جدار الفصل العنصري بين “إسرائيل” وأراضي فلسطين والذي اكتمل بناء نحو ثلثيه ويصل طوله بعد اكتماله تماماً إلى أكثر من 400 ميل.
ولا يخفى على هيلاري وغيرها انتقاد العالم لهذا الجدار وأن الفلسطينيين على حق وصواب في استيائهم وغضبهم مما يبتلعه من أراضيهم وما يعنيه من تقطيع لأوصالهم كأسر وعائلات وقرى وأراض في الضفة الغربية، إضافة إلى حرمان الآلاف منهم من الوظائف وفرص العمل ومنعهم من الوصول إلى مدارسهم ومزارعهم.
غير أن هيلاري وغيرها من حلفاء “إسرائيل” ومؤيديها لا يفهمون ذلك ولا يدركون مدى معاناة الفلسطينيين ومعنى أن تضعهم في وضع لا حول لهم ولا قوة ضعفاء خلف الجدار وليس أمامهم أي إمكانات أو آمال اقتصادية ممكنة أو معقولة، وحينما تقدم على معاقبة الآخرين وزيادة آلامهم النفسية والجسدية فإن من الحتمي والمنطقي أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الغضب والرفض والسخط تجاه السياسات القاسية والوحشية ل”إسرائيل”. وفي الحقيقة وواقع الأمر فإن الجدار لن يساعد على ردع المقاومين الفلسطينيين ومنعهم من تنفيذ هجمات بل على نقيض ذلك فهو دافع اتهام وتجريم ومحرض على ذلك.
وفي محاولة للتبرير والدفاع عن الجدار قالت هيلاري وهي تمعن النظر في أجزاء منه: “إن هذا الجدار ليس ضد الشعب الفلسطيني إنه ضد “الإرهابيين” وعلى أبناء هذا الشعب المساعدة على منع الإرهاب ويجب عليهم تغيير اتجاهاتهم حول الإرهاب”. إن هذا التعليق يبدو وكأن كلماته اختيرت بعناية فائقة ودقة شديدة كلمة كلمة من مواقف ووثائق اللجنة الأمريكية “الإسرائيلية” للشؤون العامة المعروفة باسم “ايباك” وهي اللوبي الصهيوني وذراع “إسرائيل” القوية في الولايات المتحدة، وقد تكون كذلك بالفعل، فهيلاري تحدثت في أغسطس/آب الماضي أمام مؤتمر “ايباك” وامتدحت بقوة الروابط القوية والمميزة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” قائلة: إن مستقبلنا هنا في أمريكا متشابك مع مستقبل “إسرائيل” والشرق الأوسط، وهناك الكثير من الأمور والأشياء التي يمكننا الحديث بشأنها وحولها.
كما انضمت هيلاري إلى جوقة المؤكدين بصراخ حاد على أهمية نزع سلاح كل من إيران وسوريا وإبقاء القوات الأمريكية في العراق طالما كان ذلك ضرورياً حتى يتم إنجاز المهمة التي ذهبت تلك القوات من أجلها إلى هناك مهما استغرق ذلك من وقت ومهما كانت التكاليف والمعاني وراء ذلك. حقاً لقد كان حديثها محرضاً وقوياً على الحرب ومفاجئاً تماماً لكن هيلاري حظيت بالمقابل بحفاوة وتكريم على ما قدمته من استعراض.
ليس مهماً ما إذا كان العراق لن يرى الديمقراطية الحقيقية أو ينعم بها يوماً ما، فالولايات المتحدة لن تسمح بذلك لأن القوى الامبريالية الكبرى لن تمكن على الاطلاق أية حكومة عراقية من تجسيد الديمقراطية الحقة إذا كانت تنطوي على أقل القليل من العداء ل”إسرائيل” والولايات المتحدة. وهكذا وبكل صراحة وبصوت عال وقوي ومباشر فالديمقراطية في العراق لها حدود.
وبالتأكيد فإن هذه الزيارة من هيلاري ل”إسرائيل” لن تكون الأخيرة وستكون واحدة من زيارات أخرى مقبلة، وأسوة بزوجها الرئيس السابق كلينتون والرئيس الحالي جورج بوش فإن هيلاري لن تقدم على الإطلاق على تغيير أو تعديل سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والقائمة على التأييد المطلق ل”إسرائيل” والدعم اللامحدود لمصالحها.
وإنه لمن دواعي الحزن والأسى الحقيقي أنه إذا تم انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة فإن الاحتلال سيستمر في العراق وفلسطين لأنها ستعمل على استمراره.