جريدة الجرائد

عن وليد جنبلاط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يحيى جابر

يعاتبني أحد الأصدقاء على إعجابي المتواصل بالزعيم وليد جنبلاط. أقول له، هذا رجل يليق به صواب الخطأ، والخطأ الجميل، هو رافع معنوياتي بجملة، أو كلمتين، له اختصار النبرة لتصبح النسمة إعصاراً!
وليد جنبلاط، هو الوفي في عزّ الاختلاف، ألم يكن الرجل قائد جنازة لصديق يخالفه مثل داني شمعون، يودعه بدمعة واضحة وغضب داخلي؟
ألم يكن وليد قائد جنازة ريمون إده، يومها كان الرجل كثيراً في جنازة قليلة، يومها جنازة خائفة ومشيعون على خفر! يومها كان وليد بذراعيه، بجناحيه يقول شكراً، لزعيم مدني مات في حسرة منفى، وحسرة وداع.
ألم يكن وليد جنبلاط قائداً لأضخم جنازة غاضبة، للشهيد رفيق الحريري، متقدماً، راصاً الصفوف، هي جنازة 16 شباط ستقودنا الى 14 آذار؟
ألم تكن آذاننا مشرعة على صوت وليد هنا وهناك، لحظة انتفاضاتنا بين شباط وآذار، يدوزن سيمفونية الاستقلال. مؤطراً، جامعاً، مؤلفاً، ملحناً لنشيد بشري.
يليق بوليد انفراده بالغضب ضد التمديد، ضد الجزمة، وسط إجماع.
يليق بوليد أن يحمي الشيوعيين الهاربين ويحمي يساراً جديداً، وهو الصاعق وصمام الأمان. هو المتسامح، والمصافح، والمعتذر، في عز الشجار الطائفي.
يعجبني وليد جنبلاط، كرجل النقيضين، رجل الجدل بين خطين كسكة حديد لقطار. هو هو هاملت لبنان الحائر، حيث شبح الوالد كروح هائمة، تناديه للحرية، ونكون أو لا نكون. لا يتقلب وليد جنبلاط في خطواته، وإنما هذه البلاد حقل ألغام!


yehiajaber5@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف