«إذا طلع العيب....!!»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علامة تعجب!
فؤاد الهاشم
.. هناك قول كويتي قديم وشائع هو.. "غطّت ويهها.. بشليلها"، و"الشليل" ـ لأبناء هذا الجيل الجديد ـ هو طرف ثوب المرأة وقد قيل في امرأة من الجيل الأقدم انها كانت جالسة تحلب "صخلتها" عندما مر أحد الرجال الأغراب ولأن وجهها كان مكشوفا ولم يكن بقربها شال او "بوشيه"، فقد رفعت ذيل فستانها الى أعلى وغطت به.. وجهها، ونظرا لأن اختراع "الملابس الداخلية" لم يكن متوفرا ومعروفا في ذلك الوقت، فهذا يعني انها سترت الوجه وكشفت ما هو.. افدح! خلال دراستي ـ طيلة أربع سنوات في المعهد الديني تخصص المذهب الشافعي ـ اعتدنا ـ بشقاوة أولاد زمان ـ على "نرفزة" مشايخنا الأجلاء وكانوا كلهم من علماء الازهر الشريف وحملة شهادة "العالمية" التي تسمى الآن "الدكتوراة"، فعلى سبيل المثال وفي حصص "الفقه" وأثناء تدريسنا لعلوم "أهل الكوفة" فيما يسمى "بالفقه الافتراضي" كنا نطرح تساؤلات "شيطانية" حولها، إذ تخبرنا كتب المنهاج ان علماء الكوفة ـ وعندما "طفح العلم الشرعي" ووصل الى حناجرهم اعتقدوا انهم لم يتركوا شيئا من أحداث الدنيا إلا وجاؤوا لها بالحل، فتفتقت أذهانهم عن اضافة جملة.. "ماذا لو.." ثم اختراع احداث افتراضية قد تقع أو لا تقع والبحث عن حلول وفتاوى شرعية لها مثل.. "ماذا لو حملت على رأسك إبريقا يمتلىء بالنجاسة وكان مربوطا الى ظهرك وبطنك بالسلاسل ثم حان وقت الصلاة ولم تستطع أن تفكه لتتوضأ وتصلي.. فماذا تفعل"؟! و.. من هذه الشاكلة من التساؤلات.. "خذ و.. خل"!! كنا نمزح مع الأساتذة المشايخ قائلين.. "ماذا لو.. طق عليك بنشر في الساعة الواحدة ظهرا وفي شهر سبعة القائظ وأنت على طريق الصمّان ـ السالمي الصحراوي، و.. ما عندك إسبير، ورمال الصحراء متشابهة في كل الاتجاهات وحان موعد الصلاة ولا تعرف اتجاه القبلة.. فماذا تفعل"؟! الشيخ الأزهري ـ رحمه الله ـ كان يضحك قائلا.. "طيب وبتروحوا الصمان دي ـ واللا معرفش اسمها ايه ـ ليه من غير.. عجلة احتياط"؟! فكنت أنا أرد عليه قائلا.. "ليه الراجل يشيل على دماغه إبريقا يمتلىء بالنجاسة ويربطه بالسلاسل كمان وهو عارف انه فيه خمس صلوات في اليوم"؟! فيضحك من ردي مثلما نضحك نحن على رده! يقولون في مصر.. "إذا طلع العيب من أهل العيب.. ما يبقاش عيب"، وطيلة سنوات أربع من الدراسة وسط هؤلاء العلماء الأجلاء لم نسمع واحدا منهم تلفظ بكلمات خارجة على الأدب تجاهنا.. على الرغم من "شقاوتنا الزائدة"، ولم نسمع منهم إلا جملة.. "ربنا يهديكم ويصلحكم"، هذا لأنهم لم يكونوا من "أهل العيب" بل من أهل التقوى والصلاح! تسعة أعشار الدعاة عندنا في الكويت.. "جمبازية" بدليل انهم ـ كلهم وبلا استثناء ـ "عندهم فلوس وايد" ومن النادر أن نتعرف على داعية "حافي"، على عكس ما كانوا عليه قبل ان يطلّقوا" أمواس الحلاقة "بالثلاث" وقبل ان يقصوا "شلايل دشاديشهم".. بقليل! يظهرون أنفسهم ـ عند الحديث مع العامة ـ وكأن لهم "حكمة سليمان" و"صبر أيوب" و"مسكنة يونس" و"جدل موسى"، وحتى أكشف للناس حقائق ما يبطنون، فقد كنت أستفزهم بمقال عنيف، فان صمتوا، عاجلتهم بالثاني، وان صبروا أكملت عليهم بالثالث.. فينفجرون كامعاء الشاة النافقة فوق أرض رمضاء، و.. يمطرونني بالشتائم من كل نوع وحجم إما بالمقالات في مجلاتهم أو من فوق منابر مساجدهم فأفرح كثيرا وأقول لمريديهم.. "انظروا.. هذه هي حقيقة مطاوعتكم" فينفر منهم من ينفر، ويترك منهم من يترك، حتى جاء.. "الانترنت"! "الردح" الذي يصلني من هؤلاء "المطاوعة الجمبازية" عبر الشبكة العنكبوتية يملأ نصف أوراق كتب معرض الكتاب الحالي والقادم والسابق وهو أشبه بـ "ردح امرأة شارع" أمسكت بطرف "شليلها" ووقفت فوق جدار سطح منزل وابتدأت وصلتها بينما رفع كل من يسير على الارض رأسه لكي "يرى" و.. يضحك ثم.. يبصق!
ہ ہ ہ ہ
.. تستطيع ـ الآن ـ وبخمسة آلاف دينار أن تشتري جهازا يباع حاليا في أسواق الكويت وتضعه في منزلك ثم.. تبدأ البث تلفزيونيا وعلى الهواء مباشرة الى اي محطة فضائية في هذا العالم الفسيح.. اذا حصلت على رقم الشيفرة الخاصة بها! الكرة الأرضية أصبحت بحجم شقة من ثلاث غرف وحمام.. ومطبخ!