جريدة الجرائد

كوارث عالمية لا تغطيها وسائل الإعلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فهد عامر الأحمدي


يقتل التدخين 140 مليون انسان كل عام ومع هذا لا يحظى (بخمس) التغطية التي تخصصها وسائل الاعلام لمخاطر المخدرات...
وفي حين يقتل الإسهال (وهو من أبسط أمراض الطفولة) 20 مليون طفل في الدول الفقيرة لا يحظى (بعشر) التغطية التي تحظى بها اليوم انفلونزا الطيور (18 حالة وفاة فقط)!!

وفي حين تركز وسائل الإعلام الامريكية على وفاة 200 جندي في العراق تتجاهل الحرب الأهلية في الكونغو التي حصدت - حتى الآن - حوالي أربعة ملايين انسان!

.. هذه المفارقات الثلاث مجرد نموذج لكوارث عالمية خطيرة لم تعد تغطيها وسائل الإعلام ولم نعد (نحن) نسمع شيئاً عنها..

وما يحدث غالباً هو أن وسائل الإعلام تهتم (وبشكل مبالغ فيه) بأي حدث جديد أو كارثة انسانية مفاجئة. ثم تأخذ بتكرارها وتهويلها والترويج لها حتى تستنفذ بريقها الاعلامي فتنساها تماماً - وتنساها بالتبعية وسائل الإعلام المحلية.. أضف لهذا أن وكالات الأنباء العالمية - التي يحمل معظمها الجنسية الأمريكية - تعتمد (الانتقائية) في نقل الأخبار والتركيز على ميول المالكين واهتمامات المتابعين فقط.. وهكذا لاحظنا كيف مر العالم بموجات إعلامية صاخبة - من الأوزون والإيدز والسارس إلى الوادي المتصدع ومجاعة الصومال وانتفاضة فلسطين. وبعد أن أخذت نصيبها من الاهتمام والمتابعة فقدت جاذبيتها - أو طغت عليها قضايا أكثر جدية وحداثة - رغم بقاء الأصل واستمرار النتائج..

وبحكم متابعتي المستمرة لتقارير المنظمات الإنسانية (كمنظمات اليونسيف والصحة العالمية والبنك الدولي ومعهد مراقبة العالم) فكرت باستعراض أعظم سبع كوارث انسانية لم تعد تغطيها وسائل الإعلام - ولم نعد نسمعها في نشرات الأخبار:

1- فهناك -مثلاً- حرب الكونغو الأهلية (التي تورط بها حتى الآن أكثر من ست دول أفريقية) وحصدت ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مدني!!

2- ورغم انحسار الاهتمام الإعلامي بمشكلة الشيشان إلا أن الصراع هناك ما يزال قائماً - وحصد حتى الآن حياة 200 ألف مدني وشرد خمس عدد السكان!

3- وفي أوغندا هناك المجازر التي ترتكبها منظمة الرب المسيحية التي قتلت حتى الآن 100 ألف مدني واختطفت 300 ألف طفل لتنصيرهم وتجنيدهم في مجموعاتها المسلحة.

ورغم ان وسائل الإعلام اهتمت بمرض الأيدز في بداية ظهوره (حين لم يتجاوز عدد ضحاياه الألف شخص) تتجاهله اليوم رغم تسببه بوفاة 40 مليون انسان حول العالم!!

5- وهناك أيضاً مسألة اللاجئين (في دول مثل كمبوديا وليبيريا وأفغانستان والسودان) الذين يعيشون في ظروف انسانية قاسية وترتفع لديهم نسبة الفقر ووفيات الأطفال بشكل مخيف..

6- أما في هاييتي فتسبب الفساد السياسي وانعدام الخدمات الصحية في و فاة 42٪ من الأطفال، وإصابة عشر السكان بالإيدز، وعيش نصف العائلات بأقل من دولار واحد باليوم (.. وحتى حين ضرب إعصار كاترينا هاييتي لم نسمع عشر ما سمعنا عن ضحايا الإعصار نفسه في أمريكا)!!

7- وأخيراً؛ هناك أمراض مستوطنة تحولت لكوارث إنسانية خطيرة ومع ذلك لا تهتم بها وكالات الأنباء؛ فهناك مثلاً الملاريا التي تصيب 350 مليون شخص في العام وتقتل طفلاً أفريقياً كل 30 ثانية، وسوء التغذية الذي يقتل 145 مليون طفل تحت سن الخامسة في الدول الفقيرة، وفيروس الإيدز الذي يحمله 30٪ من مجمل الشعوب الأفريقية وتحول لسبب الوفاة الأول في جنوب الصحراء الكبرى...!!

...اسأل نفسك كم كارثة - من هذه السبع - سمعت بها من قبل!؟

... وبالمقارنة؛ لماذا التركيز الإعلامي الكبير على (انفلونزا بسيطة) قتلت 18 شخصاً - و300 دجاجة فقط!!؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف