جريدة الجرائد

هولندا بين التسامح والانفصال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


آمال عويضة


منذ اغتيال المخرج الهولندي المثير للجدل ثيو فان جوخ في نوفمبرrlm;2004rlm; علي يد محمد بويريrlm;(26rlm; سنةrlm;)rlm; الهولندي الجنسية ذي الأصول المغربيةrlm;,rlm; تعرضت الجالية المسلمة في هولندا لهجمات واعتداءات استهدفت مساجد ومدارس إسلاميةrlm;,rlm; بينما تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول العديد منهاrlm;,rlm; بالإضافة إلي اعتقال أشخاص مشتبه في تحضيرهم لعمليات إرهابية داخل هولنداrlm;.rlm; وكانت هولندا قد بدأت قبل أيام محاكمة المجموعة المعروفة باسم جماعة هوفستادrlm;,rlm; أو جماعة العاصمةrlm;,rlm; بعد مرحلة من الإعداد استغرقتrlm;13rlm; شهرا للتحقيق معrlm;14rlm; شابا من ذوي الأصول المغربية ومن بينهم قاتل المخرج الهولندي فان جوخ المحكوم عليه بالفعل بأقصي عقوبة في القانون الهولنديrlm;,rlm; ولكن الادعاء طالب بمحاكمته مرة ثانية ضمن المجموعة بسبب دوره القيادي المزعوم لهاrlm;.rlm; ومن المقرر انتهاءالمحاكمة فيrlm;10rlm; فبراير المقبلrlm;,rlm; ويتوقع أن يصدر القضاة حكمهم فيrlm;24rlm; من الشهر نفسهrlm;.rlm;

وكانت هولندا قد شهدت بوادر انهيار حالة التعايش السلمي بين مسلميها وأغلبهم من جذور عربية مسلمة وبين الطوائف الأخري عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبرrlm;2001,rlm; ثم وصلت الأمور إلي ذروتها مع مقتل فان جوخ فور إخراجه لفيلم وثائقي بعنوان خضوع بالتعاون مع الصومالية الأصل هيرسي عليrlm;,rlm; التي عملت علي إظهار عنف المجتمعات الإسلامية تجاه المرأةrlm;,rlm; باستخدام آيات قرآنية مكتوبة علي أجساد نساء نصف عراياrlm;.rlm; ولم تكد تنتهي محاكمة المتهم بقتله وإنزال أقصي عقوبة هولندية بهrlm;,rlm; حتي اندلعت أحداث شغب محدودة تورط فيها بعض الشباب من ذوي الأصول العربيةrlm;,rlm; وذلك في ردة فعل عاطفية للتعبير عن تضامنهم مع أقرانهم في فرنساrlm;,rlm; ورفضا للعنصرية التي تستعر في أوروبا تحت رماد الاتحادrlm;.rlm;

وفي لقاء مع دrlm;.rlm; مرزوق أولاد عبداللهrlm;,rlm; نائب رئيس جامعة أوروبا الإسلاميةrlm;,rlm; وأصغر أعضاء لجنة تمثيل المسلمين واتحاد المساجد في هولنداrlm;,rlm; أكد أن الحوادث فردية وغير منظمة ولا تمثل تيارا كالعاصف بفرنساrlm;.rlm;

ويشير دrlm;.rlm; مرزوق إلي أن أحداثrlm;11rlm; سبتمبر كانت بمثابة عملة ذات وجهينrlm;,rlm; ففي الوقت الذي لفتت فيه الأنظار إلي الإسلام واتجاه كثير من الغربيين للقراءة عنهrlm;,rlm; إلا أنها نجحت أيضا في تأجيج مشاعر العداء ضد العرب والمسلمين في الغرب عموماrlm;,rlm; لتصبح بمثابة الفزاعة في يد العنصريين الغربيين الداعين إلي تفريغ بلادهم من كل الوافدينrlm;.rlm; وشهدت السنوات القليلة الماضية محاولات لتضييق الخناق علي المسلمين بوجه خاصrlm;,rlm; لأن بعض الغربيين يرون في الإسلام عائقا في الاندماج باعتباره يحمل أفكارا تحض علي الانعزالrlm;.rlm; هذا ويتراوح عدد المسلمين في هولندا بينrlm;850rlm; ألفا ومليون نسمةrlm;,rlm; نصفهم من أصول عربية من أصلrlm;16rlm; مليوناrlm;,rlm; هم عدد سكان هولندا بالكاملrlm;.rlm; ويشدد دrlm;.rlm; مرزوق علي أهمية التنشئة علي ثقافة الاحترام في البيت وقاعة الدرس والعمل والإعلام والمجتمعrlm;,rlm; حتي لا تتوارث الأجيال الجديدة في المجتمعات الغربية والشرقية تلك الصور الذهنية الخاطئة عن الآخرrlm;.rlm; ويضيفrlm;:rlm; ويجب علي المسلمين أيضا تنشئة صغارهم علي مبدأ ولقد كرمنا بني آدمrlm;,rlm; التي لم تستثن أحدا بغض النظر عن الجنس والعقيدة واللونrlm;.rlm; فالإسلام الذي هو رحمة للعالمين أجمعينrlm;,rlm; يتوجه بآياته للناس أكثر من المؤمنينrlm;,rlm; لأنه لا إكراه في الدينrlm;.rlm; وبدون نشر تلك الثقافةrlm;,rlm; لن تتجاوز كثير من المجتمعات أزمات الاندماج في الغرب والشرق أيضاrlm;.rlm;

وفي النهاية يؤكد دrlm;.rlm; مرزوق أولاد عبداللهrlm;,rlm; الذي عمل إماما للمسجد الكبيرrlm;(rlm; أقدم مساجد العاصمة الهولنديةrlm;),rlm; أن المسلمين في أوروبا يفتقدون لدور المؤسسات الإسلامية العالمية كالأزهر الشريف في رعاية فقه متطور وتأصيل شرعي للمستجدات في الدول الغربية لحماية الأجيال الجديدة من الغرق في أفكار لا تتناسب مع الزمان والمكانrlm;,rlm; مما يسهم في تعميق إحساسهم بالوحدة والانفصال عن جذورهمrlm;,rlm; بينما تضمهم بلادهم الجديدة في ريبة وشكrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف