الأشباح يحوّلون بيروت الحيّة الى مدينة أشباح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نبوءة واحدة أو "شبح خبر" حوّل بيروت أمس الى مدينة أشباح. شوارع خلت من اعداد المارّة المعتادة ومراكز تجارية فرغت إلا من زينة العيد المتطفّلة.المراكز التجارية الكبرى في بيروت وضواحيها، مثل الـ "Geant City Mall" والـ ABC والـ "Galaxy" و"بولفار حبتور"، شددت الإجراءات الأمنية على مداخلها ونشرت أعدادا إضافية من رجال الأمن الخاص الى حد المبالغة، الى أن تجاوز عدد الأمنيين عدد الزوار.
أمام مدخل الـ "Geant City Mall" تلفتك فتاة جميلة ارتدت قبعة بابا نويل تتمشى بين السيارات التي تنتظر دورها في التفتيش قبل دخولها الى موقف المركز، تبتسم للسائقين وتقدم اليهم "البونبون" مع اعتذار لأنهم مضطرون للانتظار في صف طويل "بسبب التفتيش الدقيق على المدخل".
صف السيارات الطويل يجعلك تعتقد بأن المركز مزدحم بالزوار. لكنك تُفاجأ عند دخولك، بعدما نجحت في امتحان التفتيش الدقيق الذي تتعرض له سيارتك، بأن المركز شبه خال. خمسة رجال أمن مزودون بآلة لرصد المتفجرات يفتشون سيارتك، وكلاب بوليسية تتمشى في الموقف علها تصطاد قنبلة. رجال أمن منتشرون في كل زاوية، داخل المركز وخارجه، يمنعون وقوف السيارات في أي مكان قريب من المبنى، حتى على الطريق العام.
في الداخل، المركز شبه خال إلا من الموظفين وبعض الزوار الذين سمعوا بالاشاعات ولكنهم رفضوا تصديقها وفضلوا أن يتحدوا مطلقيها. الموظفون قالوا ان المركز يكون عادة في هذا الوقت وفي هذه الفترة من السنة مكتظا بشكل كبير، وقالوا ان الزوار القلائل الذي جاؤوا يتحدثون بموضوع الاشاعات حول تفجيرات محتملة.
المشهد لا يختلف كثيرا في الـ ABC الذي بدا ساكنا على غير عادته. المقاهي والمطاعم فرغت من روادها الى حدّ مثير للدهشة. وزينة الميلاد والأضواء التي تلف المركز وتبشر بالعيد بدت دخيلة.
لعلها ليست الاشاعات هي التي تفرغ الطرقات والمراكز التجارية من الزائرين قبل أسبوع واحد من عيدي الميلاد ورأس السنة، بل فقط ان اللبنانيين لا يزالون في فترة الحداد على شهدائهم!
وبين الحداد والاشاعات يتذكر اللبنانيون أن ميشال حايك تنبأ بحدث غريب ومفاجئ سيضرب بيروت يوم السبت (أمس)، وتحديدا الوسط التجاري. وسرعان ما تحولت النبوءة المزعومة التي نفاها حايك مرارا الى نجمة أخبار الرسائل القصيرة SMS.
الإشاعة المتناقلة تضخمت مثل كرة الثلج وبلغت ذروتها أمس. وصار مألوفا عند تقاطعات الطرق الرئيسة وأمام مراكز التسوق والتنزه وجود سيارات وعناصر الاسعاف والأمن متأهبين لأي مكروه، في مشهد يشبه كل شيء إلا العيد.
وصباحا استفاق أهالي محلة الاشرفية على مناشير تحذر من وقوع تفجيرات كبيرة، وسرت اشاعات أخرى عن استهداف احد المراكز التجارية الكبرى أو أماكن السهر الليلي كشارع مونو في الاشرفية ووسط بيروت.
الاشاعات الكاذبة والنبوءات حول التفجيرات التي قيل ان ميشال حايك تحدث عنها ونفاها بنفسه، لم تتحقق أمس! لكنها أثمرت النتائج المدمرة نفسها كما لو أنها تحققت. فحال الذعر التي أراد ناشروها إثارتها، كانت بحجم الجريمة أمس.