جريدة الجرائد

عبد اللطيف الدعيج: ويل للسـافـرات..!!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بادئ ذي بدء.. ليس لدي مشكلة مع المحجبات او حتى المنقبات. مع انني اعتقد ان الكثير منهن قد تحجبن او تنقبن بسبب إملاءات وتوجيهات خارجية ومواقف مسبقة وليس نتيجة قناعة ذاتية وابتداع فردي. لكن مع هذا يبقى التحجب او التنقب شأنا فرديا ليس من حقي او من حق غيري التفكير فيه، ناهيك عن الاعتراض عليه. هذه حقيقة وموقف اردت اثباتهما حتى لا يساء تفسير ما سوف يأتي.

قبل ايام راجت بقوة اشاعة توزير السيدة فريدة الحبيب. ثم نشر بعد ذلك خبر عن اعتراض المتدينين الشيعة من نواب مجلس الامة، لتضع الاشاعة السيدة معصومة المبارك والسيدة فايزة الخرافي محل او الى جانب السيدة فريدة الحبيب. قد يبدو هذا عاديا للمراقب العادي، وقد يكون عاديا بالفعل ولا غبار ولا مشكلة في التصارع والتنافس بين الاتجاهات والكتل والانتماءات على المناصب العامة. لكن على عادتي، وبنظرة المدقق والمشكك، فأنا لا املك الا ان الاحظ انه بعد اعتراض البعض فان السيدة الحبيب قد استبدلت بالسيدتين معصومة المبارك وفايزة الخرافي. والان ما الفرق بين السيدة الحبيب وبين السيدتين البديلتين.؟!! الثلاث مؤهلات ولاشك، والثلاث يملكن الكفاءة لادارة اي مؤسسة، والسيدة الخرافي اثبتت ذلك وبجدارة عبر الواقع والتجربة. لكن في نظري شخصيا، فان الفرق الذي لاحظته خصوصا بعد اعتراض النواب المتدينين، ان البديلتين او من اضيف الى قائمة القادم من وزيرات هما «محجبتان». في رأيي فإن الحكومة، مع الاسف، قد استجابت لشروط وضوابط قوى التخلف و«استعرّت» من السيدة غير المحجبة فريدة الحبيب، واحلت محلها سيدتين محجبتين لارضاء المتزمتين من اعضاء مجلس الامة. ليس في تفضيل محجبة كما قلنا مشكلة، فقد تكون الافضل والاجدر.. لكن كما أرى، فان السيدة الحبيب تم استبعادها بسبب كونها «سافرة».

هذا يعني تمييزا ضد السافرات وانتهاكا رسميا وحكوميا لحقوق المواطنة واولوياتها. لقد سيطرت السلطة وقوى التخلف المتحالفة معها على كل مؤسسات الدولة خلال الثلاثين سنة الماضية. وتم تطويع وترويض الناس لكي يصبحوا او، ان تعذر، ان يبدوا كما تريد لهم قوى التخلف حيث اضطر البعض الى التحجب او اطلاق اللحية على ما قال احد الاصدقاء «ليمشي شغله» اليوم، وكما اعتقد فان الحكومة تذكرنا باصرار وبصراحة على ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف