أسـرار مقتـل الخـزنـوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مجلة الشراع: الإثنين: 20 ـ 06 ـ 2005
خطف الشيخ محمد معشوق الخزنوي ثم قتله بعد تعذيبه
الكردي الاصل عربي الهوية الاسلامي التوحيدي
علاقته بتنظيميأنصار الإسلام والقاعدة
بعد نحو ثلاثة اسابيع من خطفه من مقر مركز الدراسات الاسلامية التي اسسها في دمشق ويشرف عليها النائب الاسلامي محمد حبش عثرت سلطات الامن السورية على جثته في منطقة دير الزور قرب الحدود السورية مع العراق.
انه الشيخ محمد معشوق الخزنوي، احد ابرز قادة الفكر الديني المستنير في سوريا، كردي الاصل عربي الهوى توحيدي الفكر متسامح، حضاري، عصري يرفض قيام الدولة الدينية وينادي بفصل الدين عن الدولة، حتى لا تكون الدولة عبئاً على الدين فيحمل اوزار مؤسساتها ورجالها وتلاعباتهم، نصير المرأة، رجل الحوار الداعي الى الاجتهاد بديلاً عن القمع الفكري الذي لا يقل دماراً عن القمع الامني والسياسي، داعياً الى تصحيح الفهم الديني للديموقراطية التي حاول اصحاب الانظمة الديكتاتورية والمتطفلون عليها من رجال الدين المسلمين افهامه للمسلمين بإعتبار ان الديموقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب هي بديل عن حكم الله للخلق، والحقيقة ان حكم الشعب للشعب هو بديل عن الديكتاتوريات وحكم الطواغيت، لأن المسألة في الاساس تتعلق بين الحاكم والمحكوم وكلاهما من البشر وليست بين البشر والخالق اما لله ((فأينما وجدت مصلحة العباد، فثم شرع الله)).
دافع الشهيد عن حق الدولة الفرنسية العلمانية في اخذ القرارات التي تمنع المظاهر الدينية (غطاء الرأس، والصليب البارز، والقلنسوة اليهودية) في المدارس الرسمية الفرنسية قائلاً، الا شيء في الاسلام يمنع إمامة المرأة معدداً اسماء 824 امرأة من الاعلام في الاسلام تتملذ على ايديهن رجال ونساء..
رجل بهذا الفهم، وهذا الانفتاح والتسامح والارتباط بل والتعبير عن روح العصر، من له مصلحة في خطفه ثم قتله ثم دفنه في دير الزور بعيداً عن منطقته القامشلي؟
في مقابلة بثتها المرئية الفضائية السورية مع ثلاثة معتقلين اتهموا من قبل اجهزة الامن السورية بقتل الشيخ الخزنوي روى الثلاثة كل على حدة روايته عن الخطف.
اثنان من المعتقلين تحدثا انهما تلقيا تعليمات من المدعو عبدالرزاق.. بمراقبة الشيخ الشهيد دون تبيان اسباب المراقبة انما اشارة الى ان الشيخ خالف طريقته الخزنوية؟ وانه يراسل كثيرين عبر الشبكة الداخلية (انترنت).
وكشف الاثنان انهما ورفيقهما الثالث اصطحبوا الشيخ نهاراً لتناول طعام الغداء في مطعم الشلال الشهير في منطقة المزرعة في دمشق، لكنهما اوضحا انهما فيما بعد اصطحباه الى خارج دمشق حيث لاقاهما عبدالرزاق – المجهول بقية الاسم والصفة، حيث قدموا له كوباً من العصير مع قليل من المخدر لم يكن كافياً كي يغيب عن الوعي مما دفعهم لحقنه بالمخدر بالقوة مرتين ثم لفوا رأسه بمنديل احمر لينقلوه بعد ذلك الى حلب ومنها الى الحدود السورية مع العراق حيث تم خنقه في دير الزور ثم دفنه هناك.
خلال فترة اختطاف الشيخ الخزنوي اهتم كثيرون داخل سوريا وخارجها من رجال امن وسياسة واعلام ومنتديات ثقافية وجمعيات دينية محلية وعربية واسلامية بالحدث ساعين للاستفسار عن العملية ومغزاها ونشروا عبر وسائل النشر المتقدمة معلومات وبيانات عن الرجل ودوره وصلاته العربية والاسلامية الواسعة وحواره الاخير مع جماعة الاخوان المسلمين في لندن.
والشيخ محمد معشوق الخزنوي هو من قرية تل معروف في منطقة القامشلي القريبة من الحدود السورية – التركية – العراقية. والمسافة بين القرية والقامشلي 35 كلم كما هي المسافة بين القامشلي والحدود التركية، وتبعد عن الحدود العراقية 55 كلمتراً.
وتل معروف هي مكان انطلاقة الطريقة الخزنوية النقشبندية وهي احدى الطرق الصوفية المعروفة المنتشرة بقوة في بلاد المشرق العربي ومصر وتركيا، لكن الشيخ محمد معشوق لم يلتـزم بالطريقة الصوفية، بل كان من اعلام الفكر الاسلامي على النهج الوهابي لذا فإن هذا الالتزام للشيخ محمد معشوق سبب له خصاماً وافتراقاً عن والده الشيخ عزالدين احمد الخزنوي الذي قدم عليه اولاده الستة الآخرين وهم، محمد، محمد راشد، عبدالله، معصوم من زوجه الاولى، بهية، ومحمد معشوق وعبدالله (ايضاً) من زوجه الثانية حليمة.
نجح الشيخ محمد معشوق في نسج علاقات مع الجماعات الاسلامية الجهادية خاصة في الوسط الكردي فكان قريباً من انصار الاسلام في العراق، داعياً الى الجهاد ضد الاحتلال الاميركي لهذا البلد العربي – الاسلامي فاتحاً داره لاستقبال مئات المقاتلين من كل البلاد العربية والاسلامية في قريته ومنطقته الذين يريدون القتال في العراق والالتحاق بالمقاومة العراقية، وكان طريقهم الى العراق يمر عبر منطقة القامشلي حيث يستضيفهم الشيخ الخزنوي لعدة ايام ويقدم لهم المسكن والطعام والشراب وحجتهم في الزيارة والاقامة هي زيارة اضرحة آل الخزنوي ثم يتوجهون منها الى العراق.
مصادر مقربة من الشيخ محمد معشوق تحدثت عن اكثر من رؤية لقتل الشيخ:
الرواية الاولى نسبت الى تاجر كردي عراقي قدم من تل معروف ليقول انه لبى دعوة اشخاص من حلب لزيارتهم حيث قصدها لتناول الطعام وكان معه الشيخ احمد بدرالدين حسونة وهو نجل شيخ كبير معروف في المدينة الشمالية، وقد تم دس المخدر له في الطعام الخاص به ثم تمت تصفيته ونقل الى دير الزور لدفنه هناك في مقابر مقابل مرآب حافلات البولمان الكبيرة.
والرواية الثانية تضيف بعداً سياسياً للعملية بأن قتلته كانوا يريدون نقله الى داخل العراق لقتله هناك حتى يبدو انه ذهب ضحية احدى الدوريات الاميركية على الحدود العراقية – السورية.
اما الرواية الثالثة فتعيد تصفية الشيخ الخزنوي الى صراعات بين الطريقة الصوفية التي يقودها اخوته (الاشقاء وغير الاشقاء) وبين نهج الاسلام الثوري الذي يمثله الشهيد.
ابن الشهيد الذي تبلغ نبأ مقتل والده صرخ قتلوه واعداً بالحديث يوماً عن القتلة الحقيقيين وأسباب الجريمة.
اياً تكن دوافع الجريمة فان العمل الاسلامي خسر باغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي رائداً اسلامياً توحيدياً في زمن الفرز المذهبي ضد وحدة الاسلام والشعوبي ضد قوة العرب.