جريدة الجرائد

«الإخوان» يؤمنون بالتفاهم مع نظام القذافي ..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

«الإخوان» يؤمنون بالتفاهم مع نظام القذافي والمعارضة تتحدث عن تعاطف بينها وبين «أمل»


لندن ـ من الياس نصرالله:

قال حسن الأمين، المنسق الإعلامي للجنة الإعداد للمؤتمر الوطني الأول لحركات المعارضة الليبية الذي انعقد في لندن، اول من امس وامس، لـ «الرأي العام»، ان مقاطعة حركة «الإخوان المسلمين» للمؤتمر، تعود الى عدم موافقتها على شعار المؤتمر، وهو «تنحية القذافي عن الحكم».
وذكر أن حركة «الإخوان» شاركت في التحضيرات التي سبقت انعقاد المؤتمر وقطعت شوطاً طويلاً في الإعداد له، إلا أن قادتها «تراجعوا في اللحظة الأخيرة لإيمانهم بأنه مازال هناك مجال للتفاهم»، مع نظام العقيد معمر القذافي، وأن مطالبة المعارضة بتنحيته «لن تكون مجدية», وأكد أن «الإخوان عندما خرجوا من اللجنة التحضيرية للمؤتمر خرجوا بود، وقدّروا دعوتنا لهم بالحضور وتمنّوا لنا التوفيق وما زلنا حتى اليوم على اتصال بهم».

من ناحيته، عبّر عضو اللجنة التحضيرية محمد بشير صالح، الضابط السابق في الجيش والمقيم في المنفى في الولايات المتحدة، منذ فراره من ليبيا عقب فشل محاولة انقلابية عام 1993، عن تفاؤله بإنهاء حكم القذافي، وقال أنه يعوّل كثيراً على دور الجيش الليبي، مشيراً إلى أن «الجيش أكبر شريحة تضررت من الوضع القائم ودفعت ثمناً باهظاً من أبنائها», وقال: «إذا تحرك الجيش الليبي فسينضم الشارع له بسرعة»,
وأكد صالح أن ممثلين عن مختلف شرائح المجتمع المدني وعددا من العسكريين المناوئين لنظام القذافي شاركوا في المؤتمر.
وسادت في مكان انعقاد المؤتمر في «فندق فوروم ـ هوليداي إن» في حي غلوستر رود وسط لندن، أجواء تأثر شديد بين المشاركين الذين حضروا من منافيهم في الدول العربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا, وبلغ التأثر ذروته عندما أنشد الحاضرون النشيد الوطني، الذي كان القذافي ألغاه عقب انقلابه العسكري عام 1968. وكانت ليبيا من أوائل الدول العربية التي اتخذت لها دستوراً تحت رعاية الأمم المتحدة في نهاية الانتداب البريطاني عام 1951.

وقال سالم محمد ادموسي، وهو باحث وأستاذ جامعي مقيم في كندا، ان القذافي «اعتدى على استقلال ليبيا عندما ألغى الدستور والنشيد الوطني اللذين كانا مستعملين منذ الاستقلال», وقال أن الأمم المتحدة «تتحمل مسؤولية حماية الدستور الليبي الذي وضع تحت رعايتها وشارك في كتابته عدد من أساتذة القانون العرب من مصر والعراق وفلسطين إلى جانب عدد من الحقوقيين الدوليين»,
وبرز بين المشاركين في المؤتمر، الأمير محمد حسن الرضا السنوسي، نجلُ آخر ولي عهد ليبي الذي كان والده توفي في المنفى, وثمّن إبريك إسويسي، من «الحركة الليبية للتغيير والإصلاح» حضور السنوسي المقيم في بريطانيا، المؤتمر، لكنه قال ان عودة النظام الملكي «مرهونة بإرادة الشعب الذي له الحق في اختيار قادته وشكل الحكم الذي سيعيش في ظله».
وشدّد إسويسي على ضرورة العودة إلى الشرعية الدستورية المتمثلة في دستور 1951 والذي أصدرت الأمم المتحدة وفقه قرارها في 21 نوفمبر 1951 بمنح ليبيا استقلالها, وتحدث عن اندفاع الشعب في تعاطفه مع المعارضة ومطالبها السياسية، مشيراً إلى أنه تأثر جداً من حجم الاستجابة التي أبداها أبناء الشعب في الداخل وفي المهجر للدعوة التي وجهتها اللجنة التحضيرية من أجل جمع التبرعات لعقد الموتمر في لندن, وقال: «هناك من لم تسعفه الحال، فتبرع ببضع جنيهات وهناك الميسورون ورجال الأعمال الذين وصل تبرع الواحد منهم بضع عشرات آلاف الدولارات».

وسألت «الرأي العام» إسويسي، لماذا لا تجري المعارضة أي حوار مع نظام القذافي، طالما أنها مستعدة للتفاهم مع أنصار العهد الملكي، فقال ان «مأساة الوضع في ليبيا عميقة جداً لأن القذافي لم يدع مجالا لأحد يمكن التحاور معه من داخل النظام, إذ انه ركز السلطة بيده وبيد أبنائه, فهو الذي يحكم ليبيا وهو الذي يمثلها في المؤتمرات الدولية والعربية، وإن لم يقدر على الحضور يوفد أحد أبنائه ممثلاً عنه، رغم عدم وجود مناصب رسمية لهم، فدورهم يتجاوز أي دور في ليبيا، ما عدا دور والدهم», وأضاف أن «هذا يحصل فقط لأن البلد بلا قانون وبلا دستور».
وعما إذا كانت المعارضة ترى تحولاً في شخصية القذافي بعد موافقته على التفاهم مع الولايات المتحدة والدول الغربية بعد سنين طويلة من المقاطعة والقطيعة، رد إسويسي: «عفواً، إن القذافي لم يتفاهم مع الغرب، إنما انبطح كاملاً أمامهم».
وتحفظ قادة المعارضة في الكشف عمّا إذا كانت هناك روابط بينهم وبين حركات المعارضة في البلدان العربية، لكنهم أكدوا وجود مثل هذا التعاطف في شكل عام, لكن رد إسويسي حول هذا السؤال، جاء متميزاً عن ردود زملائه الآخرين، بالكشف عن أن هناك تعاطفاً واسعاً بين فصائل المعارضة وحركة «أمل» في لبنان.

ووافق إسويسي على أن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1968 قد تكون سبباً في التعاطف, وحول ما إذا كان القذافي هو المسؤول عن اختفاء الصدر ومدى صحة الأخبار التي تحدثت أخيراً عن أن القذافي بريء من دمه، اعلن إسويسي أن «القذافي هو شخصياً المسؤول عن هذه الجريمة بلا شك»، مشيراً إلى أن الصدر «ليس الوحيد الذي اختفى على يد القذافي، بل مثله الأستاذ الكبير منصور الكيخيا وجاب الله مطر وعزات المقريف والعشرات غيرهم من الليبيين».
ولم يستبعد المعارض أن يكون القذافي تخلص من الإمام الصدر «لحساب جهة خارجية», وأضاف «من غير المعقول أن يجرى شيء على الأراضي الليبية من دون أن يكون للقذافي يد فيه».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف