جريدة الجرائد

إيان بكلي: لماذا يخافون من الإسلام ؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

... المسلمون مكروهون بسبب فضائلهم.. وليس رذائلهم!


البروفيسور هيو كينر كاتب سيرة الشاعر ازرا باوند الذي حظيت بشرف التراسل معه قبل وفاته بقليل كان يقول ان العالم بدون شعرائه كان سيستسلم للانهاك الكامل. ويمكننا أن نعتبر أن الدين يلعب دوراً مهماً مماثلاً في الحفاظ على المجتمعات التقليدية والمحافظة على القيم العليا أكثر مما يفعل الدولار ولكن ليست كل الأديان تمتلك ما يكفي لمقاومة الاتجاه نحو عالم تحول إلى دار حسابات فوق مكب للقمامة.
والواقع ان كلا من اليهودية والمسيحية البروتستانتية قد شاركتا بأدوار متفاوتة في قيام الرأسمالية وإلى جانب ذلك فإن الكاثوليك التقليديين يعتقدون ان كنيستهم الآن ليست سوى ظل لما كانت عليه في الماضي، بينما تلعب الأرثوذكسية الشرقية والشنتوية اليابانية دورهما في مقاومة ثقافة الإباحية القمامة والإسلام هو الذي يشكل أكبر عقبة أمام النظام العالمي الجديد.

الإسلام في المقام الأول دين ديمقراطي إلى حد كبير في مقابل ديمقراطية التزييف والخدع الكمبيوترية التي ميزت انتخاب بوش وبلير.

بالإضافة إلى ذلك فإن المسلمين لديهم ديمقراطية اقتصادية تتمثل في تحريم الربا، وقد كان هذا أحد مبادئ الكنيسة المسيحية ولكن تم التخلي عنه الآن، وهذه النقطة الأساسية لا تجد التقدير من الأنبياء الكذبة للرأسمالية الكونية والذين دائماً يبحثون عن أراضٍ جديدة لتحويلها إلى مورد جديد للكسب غير المشروع.عندما يرفض أولئك الإيرانيون «المتطرفون» مجتمعات بريطانيا والولايات المتحدة فهل هم مخطئون في ذلك؟

أم أنهم أكثر منطقاً وعقلانية في رفضهم للفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء وإدمان المخدرات والانحلال والفساد والانهيار الاجتماعي وانتشار السلاح والجريمة في المدن والتلفزيونية التافه الذي يعاني منه المجتمعان الأمريكي والبريطاني الآن؟.

ان عبارات مثل الأمة ودار الإسلام غير قابلتين للترجمة تماماً وهما تعنيان درجة كبيرة من التماسك والإخاء لا يستطيع الذين يعيشون خارج العالم العربي والإسلامي فهمها تماماً.

وبالرغم من أن القليلين منا يدركون ذلك إلا اننا في الغرب نغذى بصورة زائفة للواقع فصحف التايمز والتلغراف والابزيرفر تتحدث باستمرار عن الدستور الأوروبي الممتاز، وكيف سنقوم بنشر الديمقراطية في العرق، وعلى كل يمكنك أن تقرأ في قسم السفريات في هذه الصحف تعليقات عن الكرم الفياض الذي يجده السائح في ليبيا وسوريا بالرغم من كل ما حدث في السنوات الأخيرة.أمريكا الآن بسبب الانحلال الذي نعيش فيه نادراً ما تنتج مساهمين جدد في عالم الفكر.

الناس هنا أغبياء خاصة الأمريكيون والبريطانيون الحاليون، فهم سعيدون بقبول تقييم واحد من أعظم الأديان في جهات لها أجندتها الخاصة وأفكارها المسبقة من بروفيسيرات تحركهم وكالات الاستخبارات إلى مسيحيين متصهينين أصوليين يريدون أن يجلبوا الارماجادون لتدمير العالم.

إن نبي الإسلام الذي يسخرون منه بجهل كان في الواقع رجلاً إنسانياً إلى أقصى حد بمعايير عصره ومعايير عصرنا وبالنسبة للمسلمين والعرب بشكل عام فإنهم قد يجدون عزاءً في كلمات بيرجوند في رواية سيد الخواتم.

لدينا هذا الشرق وهو أن نتحمل دائماً كراهية العدو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف