وسط اوروبا يتجه الى التصحر ..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اذا لم تنضم الولايات المتحدة الى اجراءات مشتركة لمكافحة الاحتباس الحراري...
وسط اوروبا يتجه الى "التصحر" و"الهايد بارك" يتحول بحيرة كبيرة!
لندنـ الحياة
سيحاول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، خلال قمة مجموعة الثماني التي ستُعقد في اسكتلندا في السادس من الشهر المقبل، اقناع زعماء اكثر الدول ثراء في العالم و»ضيوفهم المدعوين» باقرار الاتفاق على «اجراءات جذرية مشتركة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري» على رغم ان الولايات المتحدة «تقاوم» اي اجراءات جماعية أقرها بروتوكول «كيوتو» بعدما انسحبت منه عام 2001 بحجة كلفته المرتفعة على الفرد الاميركي.
ويتسلح رئيس الوزراء البريطاني في القمة بتأييد اوروبي، خصوصاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر. كما ان الحكومة اليابانية تؤيد اي اجراءات مشتركة تؤدي مستقبلاً الى خفض الانبعاثات الحرارية التي اصبحت تُهدد حياة البشرية واعادة رسم خريطة الطقس والمناخ في العالم وحتى رسم خريطة الكرة الارضية.
وتتزامن القمة مع دراسة أجراها مركز أبحاث بريطاني رسم صورة قاتمة لمستقبل اراضي المملكة المتحدة وكيف ستتحول، في الربع الاول من القرن الجاري، الى مئات من الجزر العائمة وكيف ستُبنى المطارات المستقبلية على جزر اصطناعية بعدما ترتفع مياه البحر بين 7 و85 متراً لتغطي غالبية اليابسة وانفاق القطارات مع امكان اختفاء «الهايد بارك» وتحوله الى بحيرة كبيرة عندما تُصبح لندن الكبرى مجموعة جزر متناثرة!
ويقول الباحثون في مركز «بنفيلد هازارد» التابع لـ»يونيفيرستي كوليدج - لندن» ان هناك احتمالاً لذوبان الثلوج الكثيفة التي تراكمت على مدار آلاف السنوات في القطبين الجنوبي والشمالي ما يرفع مستوى البحر بين 23 و275 قدماً على مدى السنوات المئتين المقبلة، ويؤدي الى عزل لندن الكبرى عن باقي المناطق، ويجعل المدن البريطانية الساحلية جزراً عائمة!
وفي أسوأ الحالات، واذا ارتفع مستوى مياه البحر نحو 275 قدماً، قد تغمر المياه ثلاثة ارباع الجزر البريطانية الحالية وتختفي لندن وغيرها من الوجود لتبقى فقط المرتفعات الجرداء غير المسكونة فوق اليابسة! كما قد تختفي أجزاء كبيرة في شمال اوروبا واسكندنافيا.
ويأتي نشر التوقعات في وقت تحول فيه الطقس في بريطانيا ومختلف أنحاء اوروبا الى طقس استوائي تتفاوت فيه الحرارة يومياً بنسب كبيرة، وتراوح بين 10 و35 درجة وفقاً لحرارة الشمس والعواصف التي تضرب شواطئ اوروبا.
ويعتقد علماء بان الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي في تحولات الطقس، وان عدم اتخاذ اجراءات دولية كافية، خصوصاً في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية الكبيرة، سيؤدي الى كارثة كبرى.
وبريطانيا وفرنسا أكثر دولتين اوروبيتين تتعرضان لتقلبات الطقس، وهما شهدتا فيضانات عدة وطقساً رطباً وحاراً وبارداً في أوقات متقاربة، رافقته موجة من التلوث الجوي أدت الى اصابة أكثر من مئة ألف شخص بضيق التنفس الحاد وعدد مماثل بانفلونزا صيفية، اضافة الى ان المصابين بالربو في البلدين يعانون أزمات حادة شديدة زادت الضغوط على الخدمات الصحية.
ومع تعرض مناطق بريطانية الى عواصف مطرية منذ بداية الصيف واضطراب درجة الحرارة، شهدت فرنسا تفاوتاً في درجات الحرارة المسجلة التي راوحت بين الثلاثين في الوسط و15 درجة في الجنوب الشرقي. ولوحظ السنة الجارية تكاثر الحشرات السامة والبعوض المؤذي، اضافة الى ظهور بعض الزواحف التي لم تعرفها دول اوروبية سابقاً كما زاد تلوث الجو بدرجة كبيرة.
وكانت منظمة «غرين بيس» أطلقت تحذيراً العام الماضي من ان الاعاصير، التي تضرب مناطق وسط اميركا حالياً والمناطق الجنوبية من الولايات المتحدة ووسطها، ستتحول في السنوات المقبلة الى الشمال وهي قد تُهدد دول غرب اوروبا.
ولاحظت المنظمة ان سنوات 1998 و2002 و2003 كانت الاكثر حرارة في العقد الأخير، اذ ارتفعت فيها درجة الحرارة الى مستويات غير مسبوقة، ما أدى الى اذابة الثلوج في منطقة الألب الفرنسية ? السويسرية بنسبة العشر تقريباً، ما يزيد من امكانات «التصحر» وسط اوروبا.
ولم تستبعد المنظمة ان تشهد اوروبا في «القريب العاجل» أعاصير شبيهة بـ»تشارلي» او «ايفان» او «فرانسيز» التي ضربت مناطق في الولايات المتحدة والكاريبي قبل نحو عامين وتجاوزت خسائرها 100 بليون دولار على الاقل.