جريدة الجرائد

جوزف سماحة: أسئلة محطة الانتظار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إذا نجح فؤاد السنيورة المكلف من 126 نائباً بتشكيل حكومة تحوز ثقة 126 نائباً فهذا يعني أن الصراع الذي اندلع الصيف الماضي دخل الصيف الحالي إلى محطة انتظار تسمح للجميع بالتقاط الأنفاس. ولكن بعيداً عن الاستشارات والشروع في عملية التشكيل ثمة أسئلة مقلقة تتناول ما جرى وما قد يستجد.

أولاً هل نشهد في هذه الأثناء ارتسام التوازنات اللبنانية الجديدة. ثمة قوى حافظت، تقريباً، على مواقعها النيابية السابقة: lt;lt;حركة أملgt;gt;، وlt;lt;حزب اللهgt;gt;، وlt;lt;اللقاء الديموقراطيgt;gt;. في المقابل عوّض lt;lt;تيار المستقبلgt;gt; عن خسارة قائده الشهيد رفيق الحريري بتوسيع حضوره في البرلمان. وشهدنا الدخول المدوّي للقوى المسيحية التي كانت محجوبة عن الشرعية إلى المجلس النيابي: lt;lt;التيار الوطنيgt;gt; وlt;lt;القوات اللبنانيةgt;gt;. غير أن اللوحة أكثر تعقيداً من احتساب عدد المقاعد. فlt;lt;أملgt;gt; وlt;lt;الحزبgt;gt; قادمان من معسكر الخاسرين، وlt;lt;اللقاء الديموقراطيgt;gt; من موقع المنتصر رغماً عنه، والتعويض عن وزن الشهيد الحريري ليس بسيطاً، والمعطى الجديد في البيئة المسيحية حديث العهد ولم يتعرض إلى أي اختبار. إلا أن الحصيلة ماثلة أمامنا: الرئيس إميل لحود باق، والرئيس نبيه بري عائد. والبحث بات مقتصراً على تنظيم صيغة التعايش في رأس السلطة التنفيذية. ضبط التوازن بين هذه المواقع صعب طبعاً ولكنه ممكن لفترة محدودة. يتوجب انتظار من سيتخذ المبادرة لتعديل الوضع الراهن وفتحه على أفق المواعيد الدستورية القادمة.

ثانياً هل يجوز لنا الاستنتاج بأن هذه التوازنات لم ترتسم إلا على قاعدة التحييد المسبق لعمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ السؤال بالغ الحساسية طبعاً. ولكن، في انتظار الكشف الرسمي عن النتائج، ثمة ما يشير إلى أنه لم يعد أحد يتوقع نتائج دراماتيكية من lt;lt;كشف الحقيقةgt;gt;. لا مصادرة على عمل اللجنة طبعاً. ولكن يمكن الرهان على أن دول الوصاية والقوى المحلية النافذة ترتب الأوضاع من دون أن تنتظر مفاجأة من النوع الثقيل تعيد نسف الحالة الناشئة. وربما كان ضرورياً أن نلاحظ، مع التحفظ المطلوب، التراجع في نبرة موجهي الاتهامات السابقة، والتصعيد في نبرة رئيس الجمهورية الذي وجد في lt;lt;الأصوليينgt;gt;، فضلاً عن إسرائيل، ضالته المنشودة.

ثالثاً هل الحصيلة التي يرسو الوضع عليها (مؤقتاً؟) تسمح بتدعيم القاعدة القائلة بأن lt;lt;لبنان لا يُحكم من سوريا ولا يُحكم ضدهاgt;gt;؟ لن يكون ممكناً على الإطلاق استمرار التجاهل المتبادل والتوتر بين بيروت ودمشق. ولعل فؤاد السنيورة خير من يدرك ذلك. غير أن المبادرة إلى اتخاذ الخطوة الأولى، سلباً أو إيجاباً، هي في يد اللبنانيين. ويمكن القول إن الإقدام عليها ينتظر استكمال التحقيقات. ولكن في اليوم التالي للإعلان عنها سيكون على حكومتنا أن توضح ما تنوي فعله.

رابعاً هل يشهد لبنان المزيد من العمليات الأمنية إذا رست التسوية على ما يبدو أنها متجهة للرسوّ عليه؟ ربما. ولكن هل يمكن، في هذه الحالة، أن تستعاد، ضمن الحكومة هذه المرة، حالة التخندق السابقة؟ كيف ستكون ردود الفعل على الحادث lt;lt;الأولgt;gt; بعد lt;lt;التسويةgt;gt;؟

خامساً هل يجب أن نلاحظ اليوم الدرجة العالية من الصمت في تأييد lt;lt;حزب اللهgt;gt; والمواجهة التي خاضها في الجنوب، أم يجب علينا أن نلاحظ الدرجة العالية من الصمت في استنكار عمله؟ إن lt;lt;هذه الدرجة العاليةgt;gt; حمّالة أوجه، وأي تفسير نعطيه لها له ما بعده.

سادساً هل كان النائب السابق فارس سعيد بادر إلى قول ما قاله عن المواجهة لو كان نائباً حالياً ومرشحاً لدخول الحكومة؟ ليس السؤال من باب الاتهام بل من باب الرغبة في التعرّف على مزاج يعبّر عنه سعيد. أضف إلى ذلك أنه من باب السعي إلى معرفة نوع التسويات الذي يرتضي به هذا المزاج من أجل المشاركة مع آخرين. أخيراً انه من باب التدقيق في الوجهة التي سيسلكها معارضون مسيحيون سابقون يعتبرون أن هناك من نجح في تجاوزهم في ربع الساعة الأخير.

سابعاً هل يمكن، منذ اليوم، وضع معايير لمعرفة مدى نجاح أو فشل الأطراف الأساسيين في مواجهة التحديات المطروحة أمامهم. هذا اقتراح:

إميل لحود: احترام روح الطائف.
فؤاد السنيورة: ممارسة السلطة.
نبيه بري: المشاركة بأفضل من وما لديه.
lt;lt;حزب اللهgt;gt;: الأداء السلطوي المتميّز والاستخدام العقلاني للقوة العسكرية.
وليد جنبلاط: اتباع السياسة الآخذة بالاعتبار تجدد الانقسام في الجبل.
ميشال عون: الممارسة الإصلاحية وأولوية الداخل.
lt;lt;القوات اللبنانيةgt;gt;: التجاوب الجدي مع المصالحة من دون الخسارة أمام lt;lt;التيارgt;gt;.
lt;lt;قرنة شهوانgt;gt;: الاستمرار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف