جريدة الجرائد

ريميال نعمة: مذيعات مطلقات·· لكن ناجحات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بأحسن حلة وأجمل حال يظهرن على الشاشة، وفي الأماكن العامة، مبتسمات سعيدات، يقدمن الصورة الأحلى والوجه المشرق، وربما يقدمن أنفسهن أحياناً كمدافعات عن حقوق الآخرين في السياسة والفن، والقضايا الاجتماعية وفي الحياة عموماً· حاضرات بقوة·· واثقات من أنفسهن جريئات ومستعدات دوماً لخوض نقاشات لا تنتهي، يتمتعن بالشهرة والأضواء وبمخزون كبير من المعجبين والمعجبات، ومن الرصيد الشعبي، فهل يحظين بحب رجل واحد إلى الأبد؟ هل هن سعيدات في حياتهن الزوجية؟ هل يعشن حياة مستقرة هن فيها النموذج والمثال؟ أم أن وراء الأبواب حكايات أخرى ووجوه أخرى للحقيقة؟ خصوصاً إذا ما عرفنا أن عددا كبيرا من الإعلاميات المتواجدات على الساحة هن إما مطلقات أو لديهن تجربة زواج ثانية، أو تخطين سن الزواج، ولا زلن حتى اليوم يبحثن عن الرجل المناسب!!
لماذا لا تنجح المرأة الإعلامية في زواجها؟ سؤال طرحناه على عدد من الإعلاميات، وما هي مواصفات الرجل الذي يستطيع إكمال الدرب مع تلك المرأة القوية والذكية - كما يصفها البعض- وهل لاستمرار الزواج، شروط ليس أقلها الخضوع لسلطة الرجل؟ وما هي إشكالية هذه العلاقة؟ ولماذا يكون مصيرها الفشل دائماً؟

تجربة مبكرة

تقول زينة فياض، المذيعة في محطة :)bna( ''عشت تجربة زواج مبكرا ولم تنجح، سافرت خلالها إلى أفريقيا وعدت امرأة مطلقة إلى لبنان حيث عملت على تحقيق حلمي في أن أكون مذيعة في التلفزيون· لم يتوقف الأمر عندي عند حدود كوني مطلقة، بل سرعان ما استعدت ثقتي بنفسي وبأن الحياة يجب أن تستمر ولكن بنجاح هذه المرة''·· تتابع زينة: ''كنت ولا زلت أرفض الحياة التقليدية وفرض سلطة الرجل علي، دون خلفية وحوار ديمقراطي وقدرة على الامتناع والنقاش ذلك أن هذا الأمر كان كفيلاً بأن يجعلني أتمرد وأعلن العصيان''·
وعن مواصفات الرجل الذي قد تختاره شريكاً اليوم، تقول زينة: ''أحبه شرقياً بامتياز ولديه أفضل ما في الشرق من مواصفات ليس أقلها الشهامة والكرم والالتزام والوفاء، إضافة إلى سعة أفق الرجل الغربي واحترامه لقدرات المرأة وحريتها في اتخاذ القرارات· أتمنى أن أجد رجلاً يستوعبني كإمرأة ويهتم بعملي دون أن يحاول فرض آرائه علي، وأظن أن نجاح المرأة وذكاءها يخيفان الرجل، خصوصاً إذا كانت معروفة ومشهورة، وهذا يعود إلى نقاط ضعف لديه، وعدم ثقته بنفسه وتلك مشكلة تعاني منها معظم الإعلاميات أو حتى النساء المشهورات اللواتي يتزوجن قبل الشهرة أو في وقت متأخر جداً أو هن اليوم مطلقات وناجحات في عملهن·

الرجال يخافون منها

تقول المذيعة في محطة المستقبل زينة جانبيه فتقول: ''بعد تجربتي ارتباط، الأولى زواج والثانية خطوبة، بت مقتنعة أكثر أن للنجاح ثمن، وهو (أي النجاح) مع ما يتطلبه من وقت وجهد واهتمام سيضايق الرجل الذي يطلب الشيء نفسه· بالنسبة لي حين تزوجت لم أكن قد بدأت في عملي بعد، حينها كنت صغيرة وأعيش خارج لبنان، وأسباب انفصالي عن زوجي مختلفة ولا علاقة لها بمهنتي· أما تجربة ارتباطي بخطيبي فهي أيضاً لم تكتمل لأسباب شخصية، وأظن من الصعوبة على المرأة الإعلامية إيجاد شريك حياتها بسهولة، لما تمتلكه من مواصفات قد لا يتقبلها الرجل الشرقي، إذ يتحفظ الكثير من الرجال من عملها لأنهم يخافون من المرأة الناجحة والمشهورة، وهذا يعود إلى مركّب نقص في شخصيتهم، فالكثير من الرجال مثلاً يرفضون فكرة الدخول إلى مكان تحظى المرأة التي إلى جانبهم بكل الاهتمام أو أن تكون صاحبة سلطة ونفوذ، أو حتى أن تناقشه بشكل كبير، لأن الرجل الشرقي قد اعتاد على أنه السيد الآمر الناهي، فنحن نعيش في مجتمع ذكوري بامتياز· شخصياً لم أيأس بعد كما أنني لم أتخطى سن الزواج (تضحك) ولا زلت أبحث عن رجل بمواصفات خاصة''·

الأقل حظا

الإعلامية ريما نجم تقول: ''ليس قراراً سهلاً تكرار التجربة، ولكني كررتها بسبب حاجتي إلى رجل متفهم يكون صديقاً لي وأتابع حياتي معه، والاهم أن الزواج الثاني لم يأخذ شكل القصص الرومانسية كما في الأفلام العربية لأنه يصبح زواج منطق وعقل وينم عن حاجة نفسية· في التجربة الأولى كنت صغيرة جداً على فهم معاني الزواج، ولم أكن ناضجة بما فيه الكفاية''· وعما إذا كانت المرأة الإعلامية هي الأقل حظاً في العلاقة مع الرجل وإيجاد الشريك المتفهم والمناسب تقول ريما:'' لا أظن أن حال المرأة الإعلامية يختلف عن حال أي امرأة في مجتمعنا إلا بكونها ناجحة ومشهورة والأضواء مسلطة عليها أكثر رغم أن هناك نماذج كثيرة لإعلاميات متزوجات ومرتاحات في زواجهن، وبالتالي قصص الطلاق والزواج متداولة أكثر، وأنا أعتقد أن ذكاء المرأة يلعب دوراً مهماً في تعاملها مع الرجل، وهي بقدر براعتها مع زوجها أو حتى شريك حياتها لتكسبه إلى صفها، ذلك أن في تركيبة الرجل الداخلية طفل صغير يحب الدلال والغنج والاهتمام· وتضيف ريما: بالمقابل أعتقد أن ما يحصل اليوم بالنسبة لعدد من الإعلاميات منطقي ومعروف ذلك أن الزواج يحد كثيراً من طموحات المرأة المهنية، فالإعلامية التي تود التفرغ تماماً لبيتها لا يمكن أن تبرع في مجالات أخرى، ومن تبرع وتنجح في عملها كثيراً لا بد ان هذا سوف يكون على حساب بيتها وزوجها أو ربما على حساب علاقتهما معاً!·· هل هذا ما حصل معي؟ (تسأل ريما) ··· ربما ··· لا أعلم، ولكن ما أعلمه أن طموحاتي المهنية لم تتوقف بعد، ولدي اليوم رجل متفهم ومحب وهذا هو الفرق!

قدر المرأة القوية

''إنه قدر المرأة القوية والذكية'' هذا ما تقوله سوسن السيد ملكة جمال لبنان السابقة، إعلامية وناشطة في ميدان مباريات الجمال في لبنان· تتابع سوسن قائلة: ''للأسف نحن نعيش في مجتمع ذكوري بامتياز يعطي سلطة مطلقة للرجل ويصنف المرأة الحاضرة والقوية والذكية إما بالمسترجلة أو بالشاذة عن التقليدي والمألوف· لن أتكلم عن تجربتي التي أثمرت عن شاب اعتز به كثيراً وهو اليوم بمثابة صديق ورفيق لي، إنما أريد التأكيد أن المرأة وحينما تتخلص من وصاية الرجل المادية، والتي تعطيه نوع من السلطة، في حين أن المرأة التي تحاول بناء شخصية مستقلة وناجحة سوف تصطدم بعقبات كثيرة، بدءاً من البيت مروراً بالمجتمع الصغير المؤلف من الأهل والجيران وصولاً إلى المجتمع ككل، وربما لذلك يصعب كثيراً على شريك المرأة الإعلامية أن يستوعب نجاحها وبريقها وأن يكون الحلقة الأضعف والظل فيما هي تحت الضوء· ورغم ذلك ثمة نماذج قليلة لسيدات ناجحات وإعلاميات يرتبطن بأزواج لا يضيرهم نجاح زوجاتهم ولم يخلق لهم نجاحهن أية مشكلة من أي نوع·· وهذا يعود للتربية البيئية برأيي وأسلوب تعامل الأهل مع أبنائهم منذ الطفولة، الأمر الذي ينعكس على علاقة هؤلاء بالمرأة في المستقبل· شخصياً، زوجي ساندني ودعمني كثيراً، وما حصل بيننا هو مجرد نصيب، وقد يحدث لأية امرأة ورجل عاديين ولأدخل لنجاحي أو لعملي خارج المنزل· لقد تزوجت بعد قصة الحب وكنت حينها مشهورة ومعروفة، وكان زوجي بطل رياضي ومشهور أيضاً وله جمهوره ومحبيه في المجال الرياضي· لم يكن هناك أي خلل في العلاقة، إنما الحياة تخبئ لنا دائماً المفاجآت!!

''المكتوب ما منو مهروب''

تتحفظ بداية المذيعة المقيمة حالياً في مصر ليليان اندراوس حول سؤالنا لها عن علاقتها بالرجل، ولماذا لم تتزوج حتى اليوم مؤكدة أنه القدر والنصيب!! إلا أنها عادت وقالت: ''ربما يكون ابتعادي الدائم عن بلدي حيث عملت ولفترة طويلة في إيطاليا أولاً ومن ثم انتقلت إلى مصر وكنت أتردد إلى لبنان في زيارات متقطعة، وهذا ربما لم يعطني فرصة اللقاء بأحدهم وإقامة علاقة طويلة الأمد تتكلل بالارتباط الأبدي! وبصراحة أكبر، تتابع ليليان: أظن أن اهتمام المرأة الشديد بعملها وبتحقيق طموحاتها ونجاحاتها، يجعلها تقصر بشكل لا إرادي عن الاهتمام بشريك حياتها أو إعطاء المساحة الكافية لحياتها العاطفية، فتصبح الأولوية هي للعمل والنجاح فقط وهذا ربما يصل بالعلاقة إلى نهايات غير سعيدة، وأنا أجد أن تركيبة المرأة الناضجة وعملها في الإعلام حيث الخبرة والعلاقات والمواقف الصعبة التي تحصنها أكثر وتجعلها ذات شخصية قوية، تحولها إلى قلعة محصنة يصعب على أي رجل اختراقها، كما يصعب عليها التوقف عند أي رجل إلا إذا كان ذو شخصية مميزة جداً· بالنسبة لي لم يستوقفني رجال تعدوا الأربعين من عمرهم وقد كان المانع لارتباطي بهم هو وضعهم الاجتماعي، فهم في القالب متزوجين وهذا يشكل عائقاً دون الارتباط بهم، ربما يكون هذا قدري ونصيبي، وكما يقول المثل ''المكتوب ما منو مهروب''!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف