جريدة الجرائد

العراق: الميليشيا الكردية لن تندمج في الجيش

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحد: 14 . 08 . 2005

«نسخة أميركية» للدستور العراقي و «فيديرالية الجنوب» أكبر عقدة والزرقاوي يتوعد أئمة المساجد...

وكثافة السكان معيار لتوزيع الثروات


بغداد - مشرق عباس وخلود العامري، واشنطن، دبي:

بدا أن حل مسألة تشكيل «اقليم شيعي» في جنوب العراق ووسطه، وهي الأكثر تعقيداً في صوغ الدستور الجديد، عشية انتهاء مهلة انجازه غداً، يكمن في تأجيل بتها، الأمر الذي يحظى بدعم أميركي ودولي. وتوقع الرئيس جلال طالباني الانتهاء من صوغ الدستور اليوم، أي عشية المهلة المحددة لعرضه على الجمعية الوطنية (البرلمان)، قائلاً إن «هناك نقاطاً كثيرة توصلنا اليها ويبقى الأقل». وأعرب عن تفاؤله باستكمال مسودة الدستور في موعدها. وأكد أن المحادثات تركز على «دور الدين والفيديرالية في الجنوب»، أي محور دعوة زعيم «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية» عبدالعزيز الحكيم الخميس الماضي. وصرح عضو في لجنة صوغ الدستور الى وكالة «فرانس برس» بأن 14 نقطة حسمت من أصل 18 كانت محور النقاش، ضمنها الاتفاق على حصول المرأة على «كوتا» بنسبة 25 في المئة على الأقل من مقاعد الجمعية الوطنية. وكان القادة العراقيون عقدوا سلسلة من اللقاءات منذ الأسبوع الماضي، وتوصلوا الى تسوية أربع نقاط مهمة هي اسم الدولة الذي أصبح «جمهورية العراق الاتحادية»، ومستقبل الميليشيات الكردية (بيشمركة) التي «لن تندمج في الجيش بل ستتبع اقليم كردستان»، ووضع جدول زمني لتطبيع الأوضاع في كركوك، وتقاسم العائدات النفطية.

وقال عضو اللجنة الدستورية صالح المطلك (سنّي): «توصلنا الى اتفاق مبدئي في وقت متقدم ليل السبت لتقاسم العائدات النفطية بين الشيعة والسنّة والأكراد»، لافتاً الى أن هذه العائدات ستكون بإشراف الحكومة الفيديرالية، وستوزع على المحافظات على أساس كثافة عدد السكان. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن النائب الكردي محمود عثمان أن الأميركيين قدموا «مشروعاً مفصلاً، نسخة كاملة عن الدستور تقريباً»، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ»الحياة» أن السفير الأميركي زلماي خليل زاد وممثل الأمم المتحدة لدى العراق أشرف قاضي حضرا جوانب من المناقشات، واطلعا على آخر ما توصلت اليه و «ايدا بقوة اقتراح تأجيل القضايا الأساسية العالقة». ورجحت المصادر تأجيل حسم قضية الفيديرالية الى «فترة لاحقة»، بعد ممارسة كتلة «الائتلاف الموحد» ضغوطاً لضمان تأسيس اقليم شيعي.

وانضم نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي الى حملة الحكيم للمطالبة بالاقليم، وقال الناطق باسمه انتفاض قنبر لـ «الحياة» إن «الفيديرالية لكل العراق» مطلب لا يمكن التنازل عنه. لكن النائب في الجمعية الوطنية عن تيار الصدر، فتاح الشيخ قال لـ «الحياة» إن «وحدة العراق أمر ثابت لا يمكن المساومة عليه في أي ظرف». وشدد رئيس الحكومة السابق اياد علاوي على أنه يؤيد «الفيديرالية الإدارية» ويسعى الى تشكيل «تكتل سياسي واسع مطلع أيلول (سبتمبر)، يضم قوى ديموقراطية وإسلامية وأحزاباً قومية، وسيكون «مفتوحاً أمام كل الحركات والأحزاب والجهات السياسية التي تبتعد عن المشروع الطائفي والعرقي».

في غضون ذلك، كرر الرئيس الأميركي جورج بوش أن الحرب في العراق والحرب على الارهاب «شيء واحد»، وتعهد عدم سحب القوات الأميركية من العراق «حتى ينعم بالاستقرار». ومع مداولات السياسيين في بغداد في مسودة الدستور، هدد تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» بزعامة «أبي مصعب الزرقاوي» في بيان، بقتل أي إمام مسجد أو خطيب في العراق، يدعو الى المشاركة في صوغ الدستور أو الاستفتاء عليه.

وأعلن مصدر في «حركة الاستفتاء في كردستان العراق» أن تظاهرات حاشدة ستنطلق في مدن السليمانية ودهوك وأربيل وكركوك عشية انتهاء مهلة صوغ الدستور للمطالبة بضمان «حقوق الشعب الكردي».

أمنياً، أعلنت القوات الأميركية أنها دهمت «مركزاً للمتمردين» يُشتبه في انتاجه مواد كيماوية في شمال العراق. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن الكولونيل هنري فرانك قوله: «نواصل التحقيق في منشآت الانتاج والتخزين لتحديد نوع المواد الكيماوية التي صنعت وكميتها». وفي منطقة الرمادي، اتهم مواطنون القوات الأميركية بقتل 15 شخصاً بينهم ثمانية أطفال، كانوا يهمّون بالخروج من مسجد اثر صلاة الجمعة، وذلك في أعقاب تعرض دورية أميركية لانفجار عبوة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف