جريدة الجرائد

أحمد البغدادي: هذيــــان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 17. 09. 2005

تقول متطوعة يهودية, سيندي هولدن (14 سنة) (وليتنا نجد لتقولها نصيباً على أرض الواقع) »ان تكون يهودياً يعني أن تُظِهر احترامك للتنوع وأن تساعد في تعليم الآخرين, وأهم الأشياء التي يتوجب على الناس فعلها هو إظهار الاحترام تجاه بعضنا البعض, ونقوم بأعمال رؤوفة وأن نصنع السلام«. (ملاحظة: ما ورد بين القوسين () من تعليق الكاتب عادل القصار).
أما المتطوعة إليسا فايسر (15 سنة) من ولاية ماريلاند فتقول: »أهم درس تعلمته من ديني الكاثوليكي - الروماني, كان وجوب أن أعيش حياتي قريباً من الكنيسة وتعاليمها, فمن خلال حضوري القداس الإلهي بانتظام تعلمت كيف أحدد أولويات شؤون حياتي, الكنيسة أولاً ثم عائلتي ثم أصدقائي. لقد علمني ديني المعنى الحقيقي للسعادة«.
هذا ما ورد في مقال عادل القصار في زاويته »بين الاتجاهات« بعنوان »المراهقون الأميركيون.. كفو« منقولاً عن الانترنت, ثم يمتدح هذا التوجه الديني لدى الشباب الأميركي بالقول: (هذا ما يقوله المراهقون الأميركيون حول مدى التصاقهم وتأثير الدين في حياتهم.. فلينظر ويتدبر لدينا مراهقو التفكير العدائي للدين, كيف هم يعبثون اليوم بتنفير الشباب من الدين والقيم المحافظة على الأخلاق والسلوك باسم التحرر ومجاراة حملة التغريب العلماني الماكر, وليتق هؤلاء العابثون ربهم ودينهم فيما تكن صدورهم من غيض وشماتة على الدين والمتدينين).
(القبس الخميس 15/9/2005)
وهذا هذيان وتزوير متعمد للحقيقة, وكذب وبهتان بحق خصوم التيار الديني الذين يناضلون من أجل مجتمع ديمقراطي حر يقوم على مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان, وهي أمور لا يهتم بها المنتمون الى التيار الديني قاطبة, ومشكلة هذا الكاتب أنه حين يكتب لا يعي ما يخطه قلمه, بدليل ذمه للفتاة المتدينة اليهودية وهو ما ورد بين () في بداية المقال, ثم مدحه لها, ضمن السياق العام للخاتمة. كذلك يتجاهل الكاتب حقيقة أنه لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كان هؤلاء متدينين أم علمانيين في حياتهم العملية اليومية, ووفقاً لما ورد في المقال ان هؤلاء من الجنسين يجتمعون معاً في مخيم (يصفه القصار بالمسيحي) وأشك أنه ورد بهذا الوصف في الموقع الالكتروني, وليثبت أنني مخطئ, لأن هذا الوصف يتنافى مع قيم المجتمع الأميركي, وحتى لو افترضنا أنه مسيحي, فإنه لا يعني التفرد والتميز عن الآخرين.
الآن لو افترضنا ان الجماعات الدينية أرادت أن تقلد الغرب المسيحي بالاسلوب نفسه ماذا سنجد? يستحيل أن يجتمع السلف والإخوان والتحريريون وجماعة التبليغ في مخيم واحد, والله ستجدونهم ثاني يوم في غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات القريبة, وبالطبع يستحيل أن يجتمع الجنسان في مخيم واحد لأن هذا ضد الدين, بل ويستحيل أن يقبلوا بينهم المتطوعة اليهودية أو حتى المتطوع الكاثوليكي, كيف يمكن ذلك والجماعات الدينية تغسل أدمغة الصغار بمصطلحات التكفير للآخر, بل وتكفير المجتمع والدولة, ألا ينتمي »أسود الجزيرة« إلى أحد المساجد في الكويت?.
الآن, لو جئنا ببعض شباب السلف الله يخليهم لأهاليهم, وسألناهم عن اليهود والنصارى وموقفه منهم, ستنهمر لآلئ التكفير من أفواههم اللطيفة كالمطر, ولو سألتهم: هل يجوز موادتهم وملاطفتهم? سيجيبك على الفور, إن كان ذلك هدفه تغيير دينهم فلا مانع وكأنه يتفضل
عليهم!
السيد عادل القصار يتجاهل عن عمد الفرق بين الإيمان والدين, ودور الإيمان الإيجابي في تحريك الشعور الإنساني. أما إذا كان لا يعرف الفرق فنصيحتي له أن يترك الكتابة لأن كتاباته تفضح أكثر مما تُفصح, هل أذكر السيد عادل بموقف الجماعات الدينية من بناء الكنائس في بلاد الإسلام?! وبالمناسبة, سأظل أشمت بأتباع التيار الديني كلما أصابتهم قارعة من قارعات الحق.

* كاتب كويتي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف