النيران تشتعل من جديد في الضواحي الفرنسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء:03. 01. 2006
رغم كل محاولات التهدئة فيrlm;2005rlm;
رسالة باريسـ نجاة عبدالنعيم
أصبح شبح الضواحي هاجسا تتحسب له السلطات الفرنسية محاولة إيجاد سبل للتصالح معهاrlm;,rlm; فمن المفترض أن تعمل علي تسوية وضع المهاجر واعتبار انه فرنسي في الحقوق كما هو في الواجبات والواقع أن الحكومة الفرنسية لم تصل بعد لتصحيح أوضاع المهمشين بضواحيهاrlm;,rlm; ففي حين أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد ابدي استعداده لإعادة النظر في ملف المهاجرين والعمل علي إدماجهم في المجتمع وتحسين أوضاعهم واعترفrlm;'rlm; دومنيك دوفيلبانrlm;'rlm; ـ رئيس الوزراء ـ أن فرنسا أهملت المهاجر و همشت مشكلاته وانه يأسف علي عدم الاستفادة من طاقات وقدرات هؤلاء المستبعدين واعدا بإعادة النظر في قانون الهجرة إلا انه أصبح التعامل مع هذا الملف مجرد وعود لم ترتق بعد إلي حيز التنفيذrlm;.rlm;
وربما كان لسلبية التعامل مع قضايا الفرنسيين من ذوي الأصول العربية والأفريقية علي وجه التحديد عاملا مهما في عودة أعمال الشعب والعنف التي اختتمت بها فرنسا عامها المنصرمrlm;.rlm; وان كان المتضررون من حالات العنصرية وتبعاتها من سوء أحوال المعيشة والفقر يعيشون حالة من الضجر والاستياء لمجتمع تتوافر فيه سبل الرخاء والمعيشة الراقية في حين أنهم يعانون الفقر والاحتياج قد ولد لديهم الرغبة في الضرب بعرض الحائط بكل ما يرمز إلي هذه الرفاهية المقتصرة علي الفرنسي من الدرجة الأولي أو الوجه الآخر للمغترب الذي استطاع أن يمسك بقبضة من حديد للحفاظ علي الاندماج والمواطنة ليتوصل لمستوي معيشي لائق وان كانت نسبتهم قليلة داخل المجتمعrlm;.rlm; لذلك عاشت فرنسا حالة من الترقب والتوجس في الفترة الأخيرة من عودة رواد حركة انقلاب الضواحي وإفساد تلك الليلة التي ينتظرها الشعب الفرنسي ويستعد لها علي جميع المستويات نظرا لأنها تنعش السياحة الفرنسية بعائد مادي من جهة و من جهة آخري لما لها من تأثير معنوي ليس في فرنسا وحدها ولكن في الدول الأوروبية بلا استثناءrlm;.rlm; و كان وزير الداخلية الفرنسيrlm;'rlm; نيكولا ساركوزيrlm;'rlm; قد تحسب لما يمكن أن يتم في فترة أعياد الميلاد وضاعف
من قوات الأمن منذ سبعة أيام تأهبا لأي أعمال عنف أو شغب تتربص للبلاد وتخوفا من اندلاع الفوضي في تلك الليلة التي تسودها حالة من عدم الانضباط النسبي سنويا نظرا لتوافد السائحين من شتي أنحاء العالم ونزوح الكثير من الفرنسيين إلي باريس وبصفة خاصة للشانزليزية وميدان الكونكورد وأسفل برج ايفل والحي اللاتيني حيث كثفت السلطات قوات الأمن ب بنحوrlm;1000rlm; شرطي في منطقةrlm;'rlm; سن سان دونيrlm;'rlm;التي كانت مسرحا للأحداث وبداية لفتيل أزمة الضواحي السابقةrlm;,rlm; كما أعلن محافظ منطقة المرن الفرنسية حالة الطوارئ منذ يوم الجمعة الماضي وحلقت في سماء فرنسا طائرة هليكوبتر مزودة بكاميرات خاصة للمراقبة واستمرت حتي الساعات الأولي من العام الجديد ونزل الشوارع ألاف من رجال الأمن وقوات الدرك إضافة إلي تزويدrlm;600rlm; رجل امن بأقسام الشرطة لتكون الحصيلة النهائيةrlm;25.000rlm; رجل امن بالإضافة إلي تكثيف مراكز الإسعاف و المطافئ تأهبا وتخوفا من تعانق النار والنور وبداية عام جديد من العنفrlm;.rlm;
إلا انه لم تسلم البلاد من اندلاع حرائق في مناطق متفرقة من الضواحي والمدن الفرنسية لتصل حصيلتها في ليلة الاحتفالات بنهاية العام إليrlm;425rlm; سيارةrlm;.rlm; لتعيد للذاكرة الفرنسية ما عانته علي مدي ثلاثة أسابيع متتالية بداية منrlm;27rlm; أكتوبرrlm;2005rlm; تلك الفترة التي أطلقت عليها السلطات الفرنسية شغب وعنف أو انتفاضة الضواحي كما سمها بعض الكتاب والباحثينrlm;.rlm;
ليخيم ستار من الخوف خاصة قبيل الأعياد التي أعدت لها فرنسا العتاد منذ شهرين قبل نهاية العام تقريباrlm;.rlm; ففي الوقت الذي اعتادت العاصمة الفرنسية باريس أن تستقبل ليلة العام الجديد وأعياد الميلاد باحتفالات تميزها علي الساحة العالمية حيث تصبح المدينة باقة من الأضواء المختلفة الألوان لتزين كل ما هو متاح من أشجار ومبان ومحلات ويتوازي ذلك علي المستوي الشخصي فنجد اهتمام الفرنسيين بتزيين منازلهم ليس فقط علي المستوي الداخلي من إقامة الشجرة الشهيرة وتزينها بطرق مختلفة أو تزين الحوائط والنوافذ بل تمد الزينة إلي وجهت البيوت والحدائق والممرات المحاطة به لتكون باريس بصفة خاصة والمدن الفرنسية عامة منظومة متناغمة من الزينة نهارا والنور ليلاrlm;.rlm; تعود أعمال الشغب من وقت لآخر لتذكرهم بخطورة الوضع واحتمالية انفجاره من جديد إذ لم تجد فرنسا حلولا جذرية ترتقي إلي حيز التنفيذ خاصة وان هؤلاء المتضررين أصبحوا في حالة تأهب ضد الدولة ورموزها وان كان ما حدث يبرهن علي غضب المهاجرين بل محاولة للفت النظر ألي سوء أحوالهم واعتراضا علي تشديد الإجراءات والقوانين التي اعتمدتها سياسة وزير الداخلية نيكولا ساركوزي ضدهم في الفترة الأخيرةمما عظم لديهم الشعور بتكبيل الحريات والخوف من أي تصرف قد يؤثر علي بقائهم بفرنسا لذلك يعترض هؤلاء الغاضبين علي كل ما أتت به فرنسا في الفترة السابقة من حلول مؤقتة لم تأت بثمارها خلال المرحلة الأخيرة ولم ترتق إلي أهداف ثورتهم التاريخية التي أضحت الحكومة ترددها بين الحين و الآخر لتهدئة الأوضاع حينا من المطلوب و بشدة تطبيقها في مثل هذه الظروف حيث شعور الغاضبين بانصرام عام آخر عظم لديهم الإحساس باليأس وانه لا مفر للخروج من دائرة البطالة والفقر وأصبح السبيل الوحيد لديهم انتظار غد لم يأت بعدrlm;!rlm;
حتي لو وعد شيراك بتفاؤله لعامrlm;2006rlm; وانه يطمح بتحقيق ما عجز عنه في العام الماضي الذي نعته بالعام الأسود ليس فقط لما أتي به من كوارث طبيعية وحروب واغتيالات أنما لما عانت منه فرنسا من أعمال شغب وعنف كادت تعصف بالبلاد وتقحمها في خضم حروب أهليةrlm;.rlm;