جريدة الجرائد

عاجلاً لا آجلاً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"زيّان" (الياس الديري)


هذه العزلة الشاملة التامة التي يعيشها رئيس الجمهورية، ومنصب الرئاسة، والمقام الرئاسي، والقصر الجمهوري منذ أشهر، لم يسبق للبنان ان عرف مثلها، او مرّ بما يشبهها ولو من بعيد.

هذا ما يقوله المخضرمون من السياسيين. وهذا ما يتحدث به الناس في كل مكان، وكل مناسبة، وكلما اجتمع اثنان.

لم يسبق ان عاشها رئيس لبناني من قبل، ولا حتى في المنام. ولا حتى في ايام الانتداب. ولا حتى في أحلك الظروف والازمات السياسية، ولا في الثورات والحروب القذرة بما فيها حروب الآخرين.

هذه هي المسألة اللبنانية التي تتقدم على كل ما عداها الآن. والمسألة فيها نظر، ولا بد من النظر فيها. وعاجلاً لا آجلاً.

وهذه هي المشكلة الوطنية الكبرى التي لا تنفع معها انصاف الحلول، ولا يعالجها الهرب الى الامام والهاء البلد بأزمات وزارية واخرى جنوبية حدودية، وسواها من الاحداث والحوادث "المنظمة"... لإبعاد "كأس الحقيقة" ما أمكن.

وهذه هي الاسباب التي تجعل الوضع برمته يراوح مكانه، وتدفع "البعض" الى وضع العصي بكميات اضافية في دواليب حكومة السنيورة، ودواليب مبادرة نبيه بري الحوارية، ودواليب المساعي العربية والدولية.القصة من ألفها الى يائها تلخصها العزلة الرئاسية محلياً وعربياً ودولياً، والتي تنعكس سلباً على كل شيء: على الامن والاستقرار والسلم الاهلي، على الوفاق الوطني، على الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية، وعلى المشاريع والاعمال والاستثمارات...

اليوم، غداً، بعد غد، بعد اسبوع، بعد شهر، هناك "استحقاق"سياسي وطني مصيري، هناك مأزق رئاسي دستوري لا جدوى من الاستمرار في تجاهله، سواء من الرئيس ام من جهة مجلس النواب.

والمخضرمون يجزمون انه لا مفر من مواجهة هذا الامر الذي يرخي بثقله على البلد، واهله، ومؤسساته، ودستوره، ونظامه. وبالطرق والوسائل التي يتيحها الدستور، ان استمر رئيس الجمهورية في لامبالاته، وفي قوله انا في الرئاسة حتى آخر لحظة وبطيخ يكسر بعضه.

الناس لا تهمهم التفاصيل والتحليلات والاجتهادات. والحالة "جيم" كما يقول المثل المصري. والمهم والأهم اخراج الوضع اللبناني من عنق الزجاجة، ومن عنق الموقف الرئاسي، ومن عنق المعاناة التي يتخبط فيها منذ كان التمديد، وما تلاه من كوارث وفواجع واغتيالات وخراب ودمار وشلل وأخطار.

فالى مَنْ يتوجّه اللبنانيون بنداءاتهم؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف