جريدة الجرائد

الأمن الألماني يرصد عدة مجاميع غادرت للقتال في العراق وعاد بعضها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلايا "جهادية" صغيرة حولت هامبورغ إلى محطة للإرهابيين

كولون (ألمانيا) ـماجد الخطيب

بعد دورها الشهير كمركز لخلية الطيارين الانتحاريين الذين نفذوا عمليات 11 سبتمبر(ايلول) 2001 في الولايات المتحدة، تحولت مدينة هامبورغ الالمانية اليوم، حسب رأي دائرة حماية الدستور الألمانية (الأمن العام)، إلى محطة استراحة وانطلاق لـ"المجاهدين" العائدين من القتال في العراق. وتحدث أمس مانفريد مورك، نائب رئيس هذه الدائرة في هامبورغ، عن أدلة على انطلاق عدة مجاميع إسلامية صغيرة من هذه المدينة إلى العراق للمساهمة في "الجهاد"، ومن ثم عودتها مجددا إليها بعد عدة أشهر. وتم ربط هذه الخلايا بالتنظيمات المتطرفة الناشطة في العراق عبر شبكة واسعة تقيمها المنظمات الإرهابية على المستوى العالمي.
وحسب تصريحات مورك لصحيفة "دي فيلت"، فان دائرته تخضع هذه المجاميع إلى رقابة مشددة منذ عمليات 11 سبتمبر(ايلول) 2001. وهي مجموعات صغيرة تنشط بأسلوب الصلات الفردية وتوفر الدعم المالي واللوجستي للمنظمات الإرهابية العاملة في العراق. وأكد مورك أن حماية الدستور لم تعتقل أي شخص عاد إلى هامبورغ من العراق وأفغانستان حتى الآن، وإنه لا وجود لمؤشرات على خطر داهم قد يسفر نشاطهم عنه.

وغادر نحو 12 "أصوليا" من هامبورغ إلى العراق منذ عام 2003، عاد 8 منهم إلى المدينة، وغادرها بعضهم إلى مكان مجهول بسبب ملاحقتهم بأوامر القاء قبض أوروبية. وجمع موظفو الامن معلومات عن تحركات خليتين صغيرتين بين العراق وهامبورغ، تتمحور الخلية الأولى حول الإسلامي الجزائري المعتقل في ايطاليا عبد الرزاق محجوب. تحركت هذه الخلية بمجاميع صغيرة (شخص او شخصين) إلى العراق عبر سورية وتم وقف تسلل بعضهم إلى العراق من قبل المخابرات السورية. مجموعة أخرى منهم عادت إلى هامبورغ بعدة أسابيع قضتها في العراق، وما زالت مقيمة في هامبورغ. والمعتقد أن الهدف من العودة هو تحويل هامبورغ إلى محطة استراحة وانطلاق لـ "المجاهدين" للقتال في العراق وأفغانستان وآسيا الوسطى. وهم، حسب رأي مورك، إما نذروا أنفسهم للقتال وتنفيذ العمليات الانتحارية، أو تخصصوا في أعمال الدعم اللوجستي والمالي مثل توفير الوثائق المزورة والسيارات.

المجموعة الثانية التي تم رصدها تحمل اسم "تبليغ الجمر" وتتألف من إسلاميين عراقيين تقدموا بطلبات اللجوء قبل سقوط حكم صدام حسين. وأفراد هذه المجموعة رحلوا إلى العراق بمجموعات صغيرة بين منتصف 2004 وخريف 2005. وكانت هذه المجموعة تنشط في مسجد النور الذي كان مسرحا لنشاط جماعة محمد عطا أيضا، لكنها ابتنت أخيرا مسجدا جديدا هو مسجد السلام في شارع بوكمان.

وتزامنت هذه المعلومات مع أول التصريحات الرسمية عن مجريات محاكمة العراقي الكردي لقمان. المتهم بقيادة تنظيم أنصار الإسلام في ألمانيا. وكان قاضي المحكمة قد حول ستا من جلساتها إلى جلسات سرية تحدث فيها لقمان. عن التهمة الموجهة إليه.

وقال النائب العام لوثار لينرت إن تهمة العمل في منظمة إرهابية وتجنيد المقاتلين للعراق قد تعززت ضد المتهم خلال هذه الجلسات. وتبين أن لقمان. نجح في تهريب نحو 20 شخصا من تنظيم أنصار الإسلام إلى ألمانيا وغيرها من دول أوربا، بينهم خبير متفجرات المنظمة الذي فقد يديه بسبب محاولاته تحويل الألغام إلى قنابل هجومية. عدا عن ذلك، فقد خرق المتهم القوانين الألمانية من خلال تحويل الأموال إلى الخارج بشكل غير شرعي وتزوير الوثائق الرسمية.

يذكر أن محاكمة "أنصار الإسلام" هي الأولى من نوعها في ألمانيا التي تحاكم أجنبيا مقيما في ألمانيا بسبب دعمه لمنظمة أجنبية. وهي محاكمات أتاحتها قوانين مكافحة الإرهاب التي صدرت بعد 11 سبتمبر.

وأعلنت المحكمة الاتحادية إقامة الدعوى ضد العراقي ديمان أي. من مدينة نورمبيرغ (جنوب) بتهمة دعم منظمة إرهابية أجنبية وخرق القوانين التجارية الألمانية. وذكر النائب الاتحادي العام كاي نيم أن المتهم حول أموالا من ألمانيا إلى منظمة أنصار الإسلام الناشطة في العراق ثلاث مرات منذ ابريل(نيسان) 2002. كما نشط ديمان أي، 40 سنة، في محاولات تجنيد "المجاهدين" للقتال في العراق، ودعا في أحد المراكز الإسلامية في هامبورغ، بصفته الخطيب، إلى تقديم التبرعات لمنظمة "أنصار الإسلام". ودعا في مناسبتين أخريين علنا إلى "الجهاد الإرهابي" ضد المسيحيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف