مونيكا ليونسكي والموساد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء:17. 01. 2006
أبو خلدون
ما قاله جيري فالويل في المقابلة التي أجرتها معه مجلة ldquo;فانيتي فيرrdquo; خطير جداً، ومع ذلك فإنه لم يثر أية ردود فعل داخل الولايات المتحدة، وكأنه من الطبيعي أن يتآمر مواطن أمريكي مع رئيس وزراء دولة أجنبية ليجبر الرئيس الأمريكي على التراجع عن مواقفه السياسية. وافتحوا آذانكم جيدا واسمعوا ما قاله فالويل، وهو واعظ على علاقة جيدة باللوبي ldquo;الإسرائيليrdquo; في أمريكا: ldquo;أثناء زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن عام ،1998 اتصل بي وطلب مقابلتي، فجمعت ما يزيد على 1000 شخص وذهبنا إليه في فندق ماي فلاور، كانت فضيحة مونيكا ليونسكي التي زرعها الموساد في البيت الأبيض قد بدأت تلوح في الأفق، وكان نتنياهو يرغب في استغلال هذا الاجتماع للضغط على كلينتون الذي طلب من ldquo;إسرائيلrdquo; الانسحاب من الضفة الغربية، وفي اليوم التالي قابل نتنياهو كلينتون، فقال له كلينتون: ldquo;أعرف أين كنت ليلة أمسrdquo; وكان من المفروض أن يناقش كلينتون مع نتنياهو قضية الانسحاب من الضفة الغربية، ولكنه ألغى هذا البند من جدول المحادثات، فقد كان كل همه هو إنقاذ نفسه من ذيول الفضيحة.
وما قاله فالويل معروف لدى الجميع، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها عضو بارز في اللوبي ldquo;الإسرائيليrdquo; بذلك، فراهم ايمانويل، نائب رئيس وحدة الموساد لأمريكا الشمالية الذي كان يعمل بوظيفة كبير مستشارين في البيت الأبيض في إدارة كلينتون هو الذي تولى تجنيد مونيكا، ووالدها كان عميلاً خامداً للموساد جنده ايمانويل أيضا، ويجري تنشيطه كلما اقتضت الحاجة.
وفضيحة مونيكا ليونسكي خرجت إلى العلن على نطاق واسع في 20 يناير/كانون الثاني ،1998 في الفترة التي بدأ كلينتون يتحدث فيها عن ضرورة انسحاب ldquo;إسرائيلrdquo; من الضفة الغربية وغزة، وأطلقت زوجته هيلاري تصريحها الشهير بضرورة إقامة دولة للفلسطينيين في الأراضي التي تنسحب منها ldquo;إسرائيلrdquo;. وقبل انتشار الفضيحة بأسبوعين نشرت جريدة الجيويش ويك الأمريكية أعلانا يظهر فيه الرئيس الأمريكي من الخلف، وتحته عبارة ldquo;أدار ظهره لrdquo;اسرائيلrdquo;rdquo;. والإعلان نشره أنصار اللوبي ldquo;الإسرائيليrdquo; في أمريكا، والمثير في الصورة هو: إنها الصورة نفسها التي ظهر فيها كلينتون في شريط فيديو مسجل إحدى الحفلات في البيت الأبيض، وهو يدير ظهره للكاميرا ويحتضن مونيكا. وقبيل انفجار الفضيحة بأيام قال ويليام كريستول، مستشار نتنياهو الإعلامي في الولايات المتحدة، الذي ينتمي إلى غلاة المحافظين الجدد، ldquo;إن فضيحة عاطفية في البيت الأبيض على وشك الخروج إلى النورrdquo;.
والمسرح كان مهيأ تماما للفضيحة. رئيس أمريكي درس اللوبي ldquo;الإسرائيليrdquo; تاريخه منذ وصوله إلى الحكم عام ،1992 فتبين أنه ضعيف أمام النساء، فزرعوا له متدربة في البيت الأبيض استغلت كل ما لديها من امكانيات للتقرب إليه، وعندما حاول في فترة حكمه الثانية أن ينتهج سياسة فيها شيء من الاستقلالية عما يريده اللوبي ldquo;الإسرائيليrdquo;، حضر رئيس وزراء ldquo;إسرائيلrdquo; نتنياهو إلى الولايات المتحدة، تحت ستار مقابلة الرئيس الأمريكي، وأشرف بنفسه على تفجير الفضيحة. وعندما ذهب نتنياهو لمقابلة كلينتون في البيت الأبيض لم يجد كلينتون ما يقوله له سوى: ldquo;أعرف أين كنت ليلة أمسrdquo; وشطب بند الانسحاب من الضفة الغربية من المحادثات، وتوقف عن الضغط على ldquo;إسرائيلrdquo;.
والغريب أن مجلة ldquo;فانيتي فيرrdquo; التي نشرت المقابلة مع فالويل لم تعط أهمية لتصريحاته عن تآمره مع نتنياهو لحمل الرئيس كلينتون على التراجع عن مواقفه، فقد جاءت التصريحات ضمن المقابلة، ولم تظهر في العناوين. ولم تتابعها المجلة أو أية وسيلة إعلامية أمريكية أخرى.