جريدة الجرائد

البحث عن مشكلة !

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

زيّان (الياس الديري)


ربما هناك أناس يبحثون عن مشكلة كبرى بالفتيلة والسراج من شأنها قلب الطاولة وقلب الوضع، أو يسعون الى اشتباك سياسي، الى اصطدام تظاهرة بقوى الامن، بالجيش، بتظاهرة مضادة من لون آخر. ويصير ما يصير.

ربما. وربما هناك مَنْ لا يريد اي اتفاق، اي توافق بين اللبنانيين، فيرفض كل الحلول والاقتراحات والدعوات الى الحوارات والتفاهم بالتي هي أحسن، ويخطط للقفز مباشرة الى ما وراء الخطوط الحمر. وهذا وارد ايضاً.

ربما. وربما هناك من يحاول جرّ البلد المشلول الى مأزق وطني جديد، بل الى مواجهات مباشرة في الشوارع والزواريب، تؤدي بدورها الى اضطرابات تعم لبنان و"تستجلب" حروب الآخرين من هذا الباب او من ذاك الشباك.

وربما هناك ما هو أعظم وأشد وطأة.

وربما المطلوب نتيجة كل هذا الغزْل وهذه الحياكة أزمة حكم كبرى، تستولد مأزقاً معقّداً داخل مجلس الوزراء فيضطر فؤاد السنيورة الى رفع يديه. وتفرط الحكومة عندئذ، ويفرط ائتلاف 14 آذار، ويفرط التآلف والتعايش، فينكسر الدف ويتفرق العشاق.

ومن طرف "حزب الله" وسلاح المقاومة بالذات، فالاصطدام مع الشرعية الدولية وقراراتها، مما يجعل لبنان مستفردا وسط شريعة الغاب مرة أخرىـ، فيسهل، عندئذ، سقوطه في شرك الوصايات وشباكها، ويمهد لعودة جوقة الزجل السياسي وفرقة الردح والشتم على غرار ما عاناه اللبنانيون طوال ثلاثة عقود...

انما الاهم من كل هذه المحاولات، والمساعي غير الحميدة، والنيات المبيّتة، والمظاهر التي تكاد تقول، كالمريب، خذوني. انما الأهم هو وعي الناس، وعيهم ومعرفتهم بانهم هم وبلدهم أصبحوا مجدداً في مرمى الاهداف والخطط.

حتى الان لم يفقدوا صوابهم. لم يفقدوا صبرهم. لم يفقدوا ايمانهم بالعيش المشترك. وما زالوا متمسكين بالميثاق الوطني واتفاق الطائف. ولم يتجاوبوا مع الاغراءات والافلام والمسرحيات على توافرها وتنوعها.

مرّ ما يقارب العام وهم في مواجهة شرسة وموجعة. فلم يَلِنوا ولم ينثنوا ولم يستسلموا ولم ييأسوا.

ربما لهذا السبب كان الاستنجاد بالتظاهرات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف