نصر الله: حديث الهلال الشيعي تحريضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت - غسان شربل
أطلق "نداء أخيراً" مناشداً الحكماء العرب التدخل بين اللبنانيين وبين بيروت ودمشق لتجاوز المحنة "لأن الوضع سيء وانعكاساته خطيرة" ... نصر الله لـ "الحياة": حديث الهلال الشيعي تحريضي... بلا أساس
قال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله ان الكلام عن الهلال الشيعي "لا أساس له من الصحة"، ولفت الى ان الوضع في لبنان "سيء وله انعكاسات خطيرة"، مناشداً الحكماء العرب التدخل بين لبنان وسورية، وبين اللبنانيين.
وكان نصر الله يتحدث الى "الحياة" في حوار تناول الانقسامات في لبنان والمناخات السائدة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من اغتيالات والخلاف الحاد القائم بين رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط و "حزب الله". كما تطرق الحديث الى العلاقات مع سورية وإيران ومسائل أخرى.
وقال نصر الله: "ليست لدى الشيعة أي نية لحكم لبنان. وأقصى ما يطمحون إليه هو الشراكة مع بقية اللبنانيين"، وسأل: "أين هي مقومات الهلال الشيعي؟ بعض الناس يطلق شعارات وفرضيات تطرح فكرة لا مقومات لها. هذا المشروع ليس موجوداً إلا في مخيلة من أطلقوه والهدف منه معروف".
وتحدث عن الصحوة الإسلامية وتطلع "الامبراطورية العظمى" الى ثروات المنطقة وقرارها مواجهة تهديد الحركات الإسلامية بـ:
1- إيجاد نزاع حاد جداً بين المسلمين انفسهم الشيعة والسنّة وداخل الشيعة وداخل السنّة، لكن اخطر شيء هو الموضوع الشيعي - السنّي. 2- اختراق الحركات الاسلامية. 3- دفع الحركات الاسلامية الى القيام بأعمال تسيء الى الاسلام والى الحركة الاسلامية، مثل ما يفعله الزرقاوي في العراق. وكيف تكون النظرة عندها الى الاسلام؟ أنا مسلم وإسلامي وأجد ان الاسلام الذي يحمله الزرقاوي مظلم وأسود ولا استطيع كاسلامي ان اتقبله، فكيف بالناس العاديين. هذا يقدم صورة مشوهة عن الحركة الاسلامية والمشروع الاسلامي، الى درجة اننا بعد قليل لن نعود قادرين على الدفاع عن المشروع الاسلامي والمقاومة الاسلامية والجهاد الاسلامي. كلمة جهاد واستشهاد واستشهادي صارت ملتبسة بعدما كانت من اهم عناصر القوة لمواجهة أي غزو استعماري لبلادنا".
وشدد على أن هناك "مشروع مواجهة، اخطر ما فيه العمل على الانقسام الحاد والفتنة بين الشيعة والسنّة. لذلك من تحدث عن الهلال الشيعي هم ألصق الناس بالأميركيين والانكليز، وأؤكد ان هذا الامر ليس موجوداً إلا في مخيلتهم، وهدفهم هو التحريض ليس اكثر".
وتطرق نصر الله الى المساعدة المطلوبة من العرب لتمكين لبنان من تجاوز المحنة، ولمعالجة التأزم في العلاقات اللبنانية - السورية، قائلاً: "منذ مدة دعوت - ولعلي كنت أول من دعا علناً - الى تدخل عربي بين لبنان وسورية. وذكرت الاشقاء الكبار - مع احترامي للمبادرة السودانية - وسميت المملكة العربية السعودية ومصر او جامعة الدول العربية، وفي رأيي حتى هذه اللحظة، يجب التدخل ولا يجوز اي تخلف عربي عن القيام بما ينبغي، لأن الوضع في لبنان سيء وله انعكاسات خطيرة. ولكن يبدو ان علينا الآن ان نوجه نداء أخيراً، انما ليس فقط لنطلب من الاشقاء العرب مساعدة لبنان وسورية على تخطي المحنة، اذ يبدو اننا في حاجة الى تدخل بعض الحكماء العرب لتخطي بعض المحن الداخلية، لأن ما جرى في الاسابيع الاخيرة يدل على ان من الصعب ان يدير اللبنانيون شؤونهم لو تركوا لأنفسهم. للأسف حتى الآن يبدو ذلك، ربما لأنهم لا يشعرون بالمسؤولية احياناً". وأضاف: "أعطي مثلاً عندما اقوم بالتفاوض معك، وأضع شروطاً غير معلنة كي لا أحرج نفسي وأحرجك، وكي اقدم لك تنازلات وتقدم لي تنازلات في المقابل. وعندما يخرج أحدهما هذه الشروط الى العلن، هل هذا يعني انه يريد الحوار؟ أحس بأنه يوجد اشخاص في البلد لا يريدون بناء دولة ولا يريدون للبنانيين ان يتوافقوا. اذاً، ما العمل؟ نحن لا نستطيع تجاهل بعضنا بعضاً". واستدرك: "هذا يعني اننا في حاجة الى الشقيق العربي ليتدخل بيننا. انا لا أدعو المملكة العربية السعودية او مصر او جامعة الدول العربية فقط الى التدخل بين لبنان وسورية، انا ادعوهم اليوم الى التدخل بين اللبنانيين، لأنه إذا تُرك اللبنانيون لأنفسهم لن يتمكنوا من بناء بلدهم بالعقلية السائدة حالياً. عقلية العزل والإلغاء والشطب. نحن نؤيد اي مبادرة عربية وندين اي اساءة لأي مبادرة عربية، ونعتبر التصريحات التي صدرت سواء التعليق على ما أُجري في جدة والرياض، او على استعداد الأمين العام لجامعة الدول العربية، مسيئة للبنان قبل ان تكون مسيئة للعرب او للجامعة".