بَّر دبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
استقبلنا الشيخ محمد بن راشد، الاستاذ غسان تويني وعائلته والداعي لكم بطول العمر، في منزله الصحراوي الصغير في بَّر دبي. ولكن اين هو بَّر دبي؟ قبل سنوات كان "البَّر" في شارع الشيخ زايد، حيث تقوم الآن "مانهاتن" الصحراء. او مانهاتن الخور اذا شئت. والكلام عن "بَّر" في دبي مسألة رمزية وقضية مصطلحات، لا اكثر ولا اقل. وفيما كنا نقطع مساحة الاربعين كيلومترا من ميناء السلام الى خلوة الشيخ محمد مع الليل والخيول والقمر، كنا نرى على جانبي الطريق مدنا صغيرة تقوم.
في منزله الصحراوي الصغير، جاء محمد بن راشد بلباس "البَّر" البسيط. وظنت حرم غسان تويني وحفيدته ان هذا احد معاوني الحاكم جاء يبلغنا بأن الشيخ محمد سوف يتأخر قليلا. وبعدما صافح غسان تويني معزيا وشاكرا على التعزية، ادركتا ان هذا هو الرجل الذي جئنا للسلام عليه.
اصغيت هذه المرة الى رجل لم تتغير لهجته ولا بساطته ولكن تغير خطابه على نحو عفوي طوعي تلقائي. حاكم دبي الجديد وحالمها القديم اصبح يتحدث من موقعه الاتحادي: بماذا يحلم لكل امارة. وأي وقت سوف يعطي للاتحاد. وكيف سيضع معرفته وخبرته وتجربته، وخصوصا احلامه، في خدمة الامارات.
وقال له غسان تويني: "ربما ان دبي اكتملت الآن ولم تعد في حاجة منك الى المزيد". وقال الشيخ محمد: "كل ما رأيته ليس سوى بداية. فالشعوب التي تتوقف عن البناء تتراجع. كل يوم توقف هو عام من التراجع". وتمنى ان تخرج تجربة العمران في الامارات الى العام العربي كله. وقال ان في هذا العالم سياسة كثيرة وعمران قليل. والامم لا تقوم الا بالعمران، فهو يرفع مستوى المعيشة ويلغي البطالة وينشر العلوم والرخاء.
واقترح غسان تويني ان يقام في دبي مركز للتطوير التكنولوجي على غرار "وادي السيليكون" في كاليفورنيا، او على غرار ما هو قائم في الهند المجاورة. وابتسم الشيخ محمد، وتطلع الى محمد القرقاوي قائلا: "كم مضى علينا في تأسيس هذا المشروع حتى الآن؟"، وقال القرقاوي: "عامان. وسوف تنجز المرحلة الاولى في وقت قريب".
في طريق العودة قال غسان تويني يشرح لعائلته، "ان دبي تتغير كل عام. فاذا غاب المرء عنها عاما وعاد، تغيرت ملامحها عليه". وقلت ان المعدَّل من خلال تجربتي اقصر من ذلك بكثير. ربما اربعة اشهر او ستة على ابعد تقدير. وسوف يكون من المستحسن ان نعود الى هنا بعد هذه الفترة ونرى ماذا حدث للصحراء، وقالت نايلة تويني: "ولكن اين الصحراء؟".