أصاب عريقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
في كلام مباشر، طالب صائب عريقات من حماس المنتصرة في الانتخابات التشريعية، ان تعلن بشكل واضح موقفها ومشروع عملها. قال لم يعد مجديا المداورة الكلامية في قضايا تهم الشعب كله، لا مجرد حملات دعائية انتخابية. انتهى التصويت ولم يعد هناك مبرر ان نتفادى الحديث عن مسائل اساسية حول واجبات ترتبت على الدخول في الحكم، فالحكم ملزم باتفاقيات دولية واحترامها شرط توارثي واجب على الحكومة الجديدة، فما رأي قادة حماس؟
في منفاه في دمشق لم يقل جديدا خالد مشعل، في مؤتمره الصحافي، سوى ان حركته، حماس، مستعدة للتفاهم مع الدول العربية والإسلامية. والإسلامية هنا لا نظن انه يقصد بها نيجيريا او اندونيسيا، بل ايران وحدها. فأي تفاهم يمكن لحماس ان تتوصل اليه مع الدول العربية والإسلامية؟ لا توجد هناك تفاهمات يمكن ان تفرزها الاتصالات، سوى واحدة من اثنتين. اغلبية ستنصح حماس بإكمال المفاوضات بمشاركة رموز السلطة المهزومين، واحترام الاتفاقيات السابقة، وتسليم سلاحها للسلطة، لأنها اصبحت هي السلطة. ودول أخرى، أي ايران، ستوصيها بان تضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات، ولا تسعى وراء المفاوضات، وان تزيد من تسلحها استعدادا لجولات حرب مقبلة. وهذان الرأيان لا تحتاج حماس لمعرفتهما ان تنتدب سفراءها الى الدول المعنية لسماعهما لأنها سمعتهما من قبل. لكن، كما تحدث عريقات، فان حماس دخلت الانتخابات، وبالتالي صارت عليها التزامات. ان ارادت التهرب منها فعليها ان ترفض ادارة حكومة لها خطوط لا تتقاطع مع خطوطها والتزاماتها السياسية.
حماس تتهرب حاليا من أخذ مواقف واضحة وعلنية في قضايا التفاوض والالتزام بخريطة الطريق، وما تم التوقيع عليه مع اسرائيل، وتتهرب من اعلان موقفها تجاه الادارة الأمنية للسلطة، ضمن صلاحيات محتملة لها تعني اوتوماتيكيا انها مسؤولة عن أي خروقات مع اسرائيل. فقد كانت حماس في الماضي تندد بسلطة فتح يوم كانت تمنعها او تلاحقها، عندما تطلق صواريخ على مواقع اسرائيلية، الآن ماذا ستفعل. هل تمتنع التزاما بالاتفاقات؟ أم ستسهل على مسلحيها الاشتباكات العسكرية. إن فعلت ستعلن اسرائيل فورا الحرب على السلطة وستندلع معارك طاحنة؟
لهذا لا يمكن ان تتهرب حماس عن الاجابات الصريحة من باب المراوغة السياسية، لأنها ستضع نفسها والمنطقة في مواجهات بسبب عدم وجود رؤية واضحة. فهي ورثت مؤسسة سياسية عليها التزامات واضحة، حتى انه الى اخر يوم توفي فيه الرئيس ياسر عرفات، ظل يشجب بوضوح اي عمل عسكري فلسطيني، ويسميه ارهابا، وكان ذلك يزعج حماس. وفعل خليفته ابو مازن الشيء نفسه. الآن ماذا ستسميها حماس.. عمليات مباركة ان فعلتها كوادر من حماس او من الجهاد؟