الأسهم... تحارب الإرهاب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي الدخيل
أستطيع أن أقول بملء فيّ إن السعودية واجهت الإرهاب ونجحت في التغلب عليه بالانتعاش الاقتصادي!
بات سوق الاسهم حديث المزارعين والموظفين ولاعبي الكرة وأساتذة الجامعات، وطلاب المدارس المهنية، بل وروّاد الاستراحات من كل الفئات.
وإذا كان عدد المتعاملين مع سوق الأسهم والمستثمرين فيها في العام 2001 لا يتجاوز الخمسين ألفاً، فقد قفز الرقم قفزة سحرية لم يكن أحد مهما بلغ به التفاؤل أن يتصورها إذاك، ليصبح عدد المستثمرين في سوق الأسهم في العام 2005 أكثر من ثلاثة ملايين مستثمر!
أنست الأسهم المزدهرة والاكتتابات المتوالية الناس شؤون الإرهاب، وهموم سجالات التيارات الفكرية تلك التي أصبحت حديث السعوديين وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، عندما أفقنا على كون خمسة عشر سعودياً ضمن فريق سخّره أسامة بن لادن لضرب نيويورك وواشنطن، في سعيه لدق اسفين في العلاقات الإستراتيجية السعودية- الأميركية.
ولا زلت أتذكر جملة لزميل عربي يزور المملكة من حين لآخر، ويعلق على هذه الحوارات بقوله: كان السعوديونس صامتين فيما يتعلق بالأفكار داخل المجتمع، ثم تحولوا من الصمت إلى الثرثرة.
أحسب زميلنا صادقاً، فالتصنيفات الفكرية باتت تتردد على ألسنة طلبة المتوسطات والثانويات في استجابة بالغة الأثر لهذا المُوار الفكري!
اندلاع الإرهاب دولياً، ممثلاً في 11 سبتمبر وما بعده، ومحلياً، في 12 مايو 2003، بتفجيرات شرق الرياض وما تلاها، جعلنا نواجه حقيقة خطيرة ومؤلمة تتمثل في أن هناك من يستخدم ديننا وهويتنا للتدمير والقتل، وهو ما يسيء إلى الإسلام أولاً، كما يسيء إلى كل منتم إلى هذا الدين!
الدكتور ضياء الدين ساردار قدم فيلماً وثائقياً من انتاج BBC بثته قبل أيام "العربية"، وكان عنوانه "المعركة من أجل الإسلام"، كان يحاول من خلاله أن يبحث عمن سرق جنته، وتحدث باسمه كمسلم ليقدم الإرهاب والتفجير على أنه هو الناطق الرسمي باسم الإسلام!
زار ساردار باكستان، اندونيسيا، ماليزيا، تركيا، والمغرب، وأكد من خلال مقابلات جميلة أن التنمية الاقتصادية هي التي تواجه التطرف، كما لا يستطيع غيرها...
من واقع ما حدث من ازدهار في سوق الأسهم السعودية، أبصم مع ساردار موافقاً ومؤيداً