من الأفضل انضمام رومانيا وبلغاريا الى الاتحاد الأوروبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جون وورد اندرسون - الواشنطن بوست
أوصت المفوضية الاوروبية مؤخراً بقبول رومانيا وبلغاريا في عضوية الاتحاد الاوروبي اعتبارا من اول كانون الثاني/ يناير المقبل، لكنها وضعت لذلك شروطا غير مسبوقة، مشيرة الى استمرار وجود صعوبات جدية تعترض سبيل توسع الاتحاد الاوروبي شرقا، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تقترن بهذا التوسع.
وسترفع اضافة دولتي البلقان هاتين عدد البلدان الاعضاء في الكتلة الى سبعة وعشرين بلدا، وستفضي إلى زيادة عدد السكان فيه بواقع 30 مليونا ليصبح 490 مليون نسمة، وإلى توسيع حدودها حتى تصل الى البحر الاسود. ويتوقع محللون ان تحظى توصية المفوضية الاوروبية التي تعتبر الذراع التنفيذي للاتحاد الاوروبي بموافقة الزعماء الاوروبيين في الشهر القادم.
وقال رئيس المفوضية خوزيه مانويل باروسو مشددا على التطلع للتوسع المستقبلي انه بعد دخول البلدين الى عضوية الاتحاد، فإنه يفضل تجميد العضوية حتى يحل الاتحاد جدلا يدور حول دستوره المقترح الذي رفضه المقترعون في فرنسا وهولندا في السنة الماضية. وقد عكس عدد اولئك الذين صوتوا بـ "لا" مشاعر الضيق التي سادت الشارع بسبب التوسع المستمر في اعقاب انضمام عشرة بلدان معظمها من الكتلة السوفياتية السابقة الى الاتحاد في عام 2004.
وفي الاثناء، يعرب العديد من المواطنين في الدول الاوروبية الغربية الغنية عن القلق حيال الاثر المحتمل من ان تزيد البلدان الفقيرة التي انضمت اخيرا الى الاتحاد الاوروبي من ارتفاع الهجرة وتفشي البطالة وتهديدات الارهاب. وفي فرنسا وهولندا، قال المقترعون انهم يعارضون بشكل خاص ذلك الانضمام المقترح لتركيا التي ستكون البلد الوحيد العضو في الاتحاد الاوروبي بأغلبية مسلمة. وكان خمسة عشر بلداً قد اقر الدستور الذي يتطلب تبنيه اجماعا من لدن الدول الاعضاء.
وفي الغضون، قال كاتينكا باريش، وهو عالم سياسي في مركز الاصلاح الاوروبي في لندن ان اقتراح باروسو بالتجميد هو رسالة للحكومات الخمس والعشرين الحالية في الاتحاد الاوروبي تفيد بأننا "نحتاج فعلا لان نجتمع. ونحتاج حقا إلى إحراز تقدم في الاصلاحات الداخلية". كما انه كان بمثابة تأكيد للجمهور الاوروبي على أن التوسع "لن يكون سياسة مستمرة رغم كل شيء".
وفي رأي معظم الدول، فإن عملية العضوية تنطوي على سنوات من إجراء التغيرات السياسية والقضائية والانتخابية والاقتصادية المؤلمة. ويقول المنافحون عن استمرار التوسع ان من شأن ذلك ان تواكب الدول المعايير الاوروبية، وان يعزز الامن الاقليمي. ويضيفون ان ضم تركيا لتصبح جزءاً من الاتحاد الاوروبي يمكن ان يجعل منها نموذجا للاعتدال بالنسبة للدول المسلمة حول العالم.
وكان الرئيس الروماني ترايان باسيسكو قد حذر في مقابلة مع وكالة انباء رويترز في الاسبوع الماضي من ان منع تركيا سيفاقم من حدة المواجهة بين الغرب والمتشددين الاسلاميين، ويقوض الامن الاوروبي. وقال "ان ابقاء تركيا في الخارج يعني انها ستصبح اسلامية". كما ان كرواتيا ومكدونيا مرشحتان ايضا للعضوية بدورهما.
ويقول العديد من المحللين السياسيين الاوروبيين انهم يتوقعون احراز تقدم بسيط فحسب حول ما يجب عمله بدستور الاتحاد الاوروبي المقترح حتى الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ايار/ مايو المقبل. وتتمتع كل من رومانيا وبلغاريا الان بعضوية حلف الناتو، اذ توجد لهما قوات في العراق وافغانستان. وسيتأتى عن دخولهما الاتحاد الاوروبي ربط مهم للخيوط، مما يضع آلية لمراقبة شديدة على الأعضاء الجدد. ولا ترمي الشروط الى تهدئة روع المتشككين في دول الاتحاد الاوروبي القديمة فحسب، وانما تهدف ايضا الى تشجيع العضوين الجديدين اللذين سيكونان من بين افقر الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، وذلك بغية تسريع وتعميق الاصلاح فيهما.
وسيطلب من كلا البلدين وضع حد للفساد وغسل الاموال والجريمة المنظمة وتحسين مستوى الغذاء وسلامة الطيران والاستمرار في الاصلاحات القضائية والزراعية، طبقا لتقرير نشر في بروكسل يوم الثلاثاء حول جهوزية البلدين للوفاء بشروط عضوية الاتحاد.
ووفق التقرير، فإن الاتحاد الاوروبي سيعلق تقديم بلايين الدولارات على شكل مساعدات زراعية اذا لم يستمر البلدان في تحسين قطاع الزراعة. وقال التقرير انه اذا توقف الاصلاح القضائي وكبح جماح الفساد، فان دول الاتحاد الاوروبي قد لا تعترف بالاحكام الصادرة عن محاكمهما. وشدد التقرير على ان بلغاريا تحتاج بشكل خاص الى تحسين سلامة الطيران او انها ستواجه حظر استخدام خطوطها الجوية للمجال الجوي في دول الاتحاد.
وانتقل التقرير الى القول انه بالرغم من المخاوف المستمرة، فإن كلا البلدين قد احرزا تقدما جوهريا على صعيد الارتقاء الى المعايير الاوروبية. وقال باروسو للبرلمان الاوروبي ان عضويتهما "ستكون انجازا تاريخيا" على الطريق الى "اعادة توحيد عائلتنا الاوروبية". وقال رئيس الوزراء البلغاري سيرجي ستانيشيف ان دخول بلاده عضوية الاتحاد الاوروبي سيؤشر على "السقوط النهائي لجدار برلين".