سعوديون «يهاجرون» إلى أفغانستان لمواصلة «جهاد» بدأ في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات عن استقطاب ... و"تدفق" محدود ..
الرياض - عادل الثقيل
في ظل تواتر الأنباء عن تفاقم العنف في أفغانستان بين مقاتلي حركة "طالبان" وعناصر تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن، والقوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة، تسربت معلومات عن توجّه شبان سعوديين إلى أفغانستان للانضمام إلى "الجهاد"، وذلك في مقابل انخفاض ملموس في عدد السعوديين الذين يقصدون العراق لقتال القوات الأميركية، إثر تشديد الرقابة على الحدود، وتشدد دولة عربية مجاورة للعراق في التعامل مع المتسللين، ممن تسميهم القوات الأميركية "المقاتلين الأجانب".
وعلمت "الحياة" ان شباناً سعوديين قصدوا أفغانستان خلال الشهور الماضية، وانضموا إلى الجماعات "الجهادية" هناك، في مقدمها تنظيم "القاعدة".
وكشف قريب أحد هؤلاء الشبان لـ "الحياة"، أن هناك معلومات تفيد بانضمام قريبه الذي غادر السعودية قبل أكثر من شهرين، إلى مجموعة يقودها السعودي "أبو ناصر القحطاني"، وهو أحد أعضاء تنظيم "القاعدة" الأربعة الذين فروا من سجن قاعدة بغرام الأميركية في أفغانستان.
واستبعد المصدر نفسه أن يكون قريبه (البالغ من العمر 25 سنة وكان يقيم في الرياض) توجه إلى أفغانستان من دون عدد من رفاقه، مرجحاً أن يكون هناك من "حرضهم ووفر لهم الدعم".
وذكر الإعلامي المتخصص في شؤون "القاعدة" فارس بن حزام، أن هناك توجهاً واضحاً لدى الشباب السعوديين منذ حوالى عام، للذهاب إلى أفغانستان، نظراً إلى ان الوصول إلى العراق لـ "الجهاد" لم يعد متاحاً كما في السابق، مشيراً إلى الضغوط التي مارستها الحكومة الأميركية على إحدى الدول التي كانت تتغاضى عن تسلل المقاتلين إلى العراق عبر أراضيها.
وأضاف بن حزام: "ان الوصول إلى أفغانستان سهل قياساً بالعراق، خصوصاً عبر حدودها مع باكستان حيث تنتشر فيها القبائل"، مشيراً إلى عمليات استقطاب الشباب السعوديين إلى أفغانستان، التي يقودها مواطناهما المقيمان هناك: "أبو ناصر القحطاني" و "صالح الغامدي" (أحد المطلوبين في قائمة الـ36 التي أعلنتها وزارة الداخلية، وهو في الأربعينات من عمره، ويتمتع بجماهيرية واحترام كبيرين في أوساط التنظيمات الجهادية).
وأشار إلى أن هناك عاملاً داخل السعودية يسهم في نجاح هذا الاستقطاب، يتمثل في تحريض بعض رجال الدين الشبان على التوجه إلى "الجهاد"، إلى جانب دعوة بعض أئمة المساجد في خطبهم إلى "نصرة المجاهدين".
وأوضح ان القحطاني عمد منذ هروبه من قاعدة بغرام إلى بث أفلام، تصور العمليات التي ينفذها مع جماعته ضد القوات المتعددة الجنسية في أفغانستان، إلى جانب خطاباته عبر "الإنترنت"، التي وجّه في أحدها التحية إلى مقاتلي "القاعدة" في السعودية، ووعدهم بأنه سيأتي إليهم للعمل الى جانبهم.
ولم يستبعد الكاتب الصحافي مشاري الذايدي، وهو متابع لشؤون "القاعدة"، أن تكون هناك عودة للمقاتلين إلى أفغانستان، نظراً إلى ازدياد العمليات التي تستهدف القوات المتعددة الجنسية في هذا البلد أخيراً، ما يشير إلى أن حركة "طالبان" استعادت جزءاً كبيراً من قوتها، باعتراف الرئيس الأفغاني حميد كارزاي والقوة المتعددة الجنسية، وعزا ذلك إلى "الغفلة" التي حظي بها هذا البلد، نتيجة تركيز القوة العسكرية والاستخباراتية (الأميركية) خلال السنوات الماضية على العراق.
طهران وورقة الضغط على واشنطن
وعمّا يتردد عن أن طهران تسهّل وصول المقاتلين إلى أفغانستان، قال الذايدي: "من المعلوم أن إيران تُسهّل وصول أعضاء القاعدة إلى كل من أفغانستان والعراق، وهذا ليس غريباً، باعتبار أنها كانت الملجأ لأعضاء "التنظيم" الذين فروا من أفغانستان بعد سقوط حكومة "طالبان"، ومن بينهم سعد بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي".
وعزا تصرف طهران على هذا النحو إلى اعتقادها بأنها تستطيع السيطرة على تنظيم "القاعدة". واستخدامه ورقة لـ "إزعاج أميركا".
وأكد أن هذا التحول إلى أفغانستان لن يأتي على حساب التوجّه الى العراق، نظراً إلى ان هؤلاء يعتبرون هذا البلد "عراق هارون الرشيد وأحمد بن حنبل"، الذي يجب "تطهيره" من الاحتلال "الصليبي".
ويعتقد الذايدي ان التدفق الأصولي إلى أفغانستان الآن، لن يكون مثلما كان الوضع قبل عام 1992، نظراً إلى تحالف الحكومة الباكستانية - التي تكاد تكون المعبر الوحيد إلى هذا البلد، مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب.
وأشار إلى الخدمات التي قدمتها الأولى في هذا المجال، مثل القبض على قادة في تنظيم "القاعدة"، ومساعدتها في كشف خلية لندن الإرهابية الصيف الماضي.