أطفال الجريمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء: 2006.10.04
فنجان قهوة
أبو خلدون
سؤال: كيف يظهر الله الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون؟ الجواب، كما ورد في محكم كتابه الكريم هو: أن يترك الله غير المسلمين لما اختاروه، ثم يطبع على قلوبهم بحيث لا يدخلها شيء من الإسلام، ولا يخرج منها شيء مما يؤمنون به، لكي تظل معتقداتهم صافية تماما، ثم يتركهم يصرفون أمور دينهم ودنياهم كما يريدون، ويرتبون شؤون مجتمعهم على النسق الذي يرونه مناسبا، وبعد فترة سوف يكتشف هؤلاء انهم أقاموا دعائم مجتمعاتهم فوق الرمال، بدليل إن هذه المجتمعات سقطت في وهدة الانحراف والجريمة والعنصرية والفوضى، بينما المجتمعات المبنية على أسس إسلامية راسخة ومتينة.
وتلك حكمة الله في خلقه، وما أبلغها من حكمة، تترك الناس لما اختاروا، ثم تجعلهم، بالتجربة، يكتشفون خطأ اختيارهم، فيتراجعون عن الاختيار وهم أكثر اقتناعا بصحة المبادىء الإسلامية. والذين يشعرون بالانبهار من الحرية الموجودة في المجتمعات الغربية ويقولون إن المجتمعات الإسلامية لا توفر لهم حرية مماثلة، نضرب لهم مثلا عن النتائج التي أدت إليها هذه الحرية في مجتمع دولة تتزعم الآن الدعوة إلى الحرية والديمقراطية هي الولايات المتحدة، فقد نقلت الأنباء قبل مدة ان طفلا في الحادية عشرة من العمر حضر إلى المدرسة وهو يحمل مسدسا محشوا بالرصاص، وقال لأحد أصدقائه إنه يرغب في قتل مدرسته لأنها وبخته أمام زملائه الطلاب. ومن حسن حظ المدرسة أن زميل الطالب أبلغها بالأمر، فأبلغت بدورها الإدارة، ونجت من موت محقق.
وقبل أيام، أقدمت طفلة في الثالثة عشرة من العمر على ذبح زميلة لها في مثل سنها، من الوريد إلى الوريد، ويوم أمس إعاد مسلح إلى الأذهان ذكرى مذبحة كولومبيين عندما اطلق النار على الطلاب ما ادى الي سقوط 16 ضحية من أطفال المدرسة، وفي هذه المرة كان الضحايا من مدرسة تابعة لطائفة أميش فقد اطلق مسلح النار على الطلاب ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. وفي كل الحالات المذكورة، كان الضحايا من الأطفال، وفي بعضها كان المجرمون من الأطفال أيضا: أطفال يفترض إنهم في سن البراءة، حيث الحياة كلها جمال وفضيلة وصدق وسلام، يتحولون إلى مجرمين يقتلون زملاءهم ويذبحون من الوريد إلى الوريد، ولا أذكر أن حادثا من هذا النوع حدث في أي من الدول الإسلامية في تاريخها.
صورة بائسة بالفعل أين منها تلك الحماية الأخلاقية التي يوفرها الإسلام للإنسان، والتي يتعلمها الطفل منذ سنواته الأولى، وقبل اختلاطه بالعالم الخارجي يتعلم الحلال والحرام، ويعامل الناس من خلالهما، ويدرك، رغم صغر سنه، أن هنالك إلها فوقه يحاسبه على كل شيء. لقد حصل المواطن في المجتمع الغربي على الحرية، ولكنه فقد الإحساس بالأمن، وبالحياة، وفقد حتى حقه في الحياة، فقد بات هذا الحق محكوما بمزاج طفل يحمل مسدسا محشوا بالرصاص.