جريدة الجرائد

العبيكان: فوجئت بإعلان دخول هلال رمضان في ليلة تستحيل فيها رؤيته كما يؤكد علم الفلك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ناشد خادم الحرمين الشريفين التدخل لاعتماد المراصد في رؤية الهلال
أحدهم كان يشهد دائماً برؤية الهلال فلما عين قاض جديد اختبره في أن يريه الهلال الليلة الثانية من الشهر فلم يستطع رغم كبر حجمه


الرياض: طارق النوفل


شدد الشيخ عبدالمحسن العبيكان على اعتماد الوسائل الفلكية الحديثة وجعلها الأصل في ثبوت دخول الشهر القمري. ودلل على ذلك بآيات وأحاديث ونصوص لعلماء السلف واستعرض قرارا لمجلس الوزراء وقرارات لمجلس الشورى في إثبات الاعتماد على التقنية الحديثة في تحري الهلال.
وأوضح الشيخ العبيكان أنه فوجئ بإعلان دخول شهر رمضان لهذا العام في ليلة السبت، في الوقت الذي كان يتحدث فيه أحد الفلكيين على القناة السعودية الأولى مؤكدا استحالة رؤية الهلال في تلك الليلة. لأن القمر يغيب قبل غروب الشمس في ذلك اليوم.

كما شدد العبيكان على ضرورة الاعتماد على توصيات اللجنة الفلكية المعتمدة في رؤية الهلال والتي اقترحها مجلس الشورى وأقرها مجلس الوزراء وترفع تقاريريها لوزارة العدل بشكل دوري ولكن مجلس القضاء يرى أن الشهود أهم من تلك اللجنة العلمية الشرعية.

كما أورد الشيخ العبيكان بعض القصص التي تثبت أن بعض الشهود المشهورين لم يعد باستطاعتهم الرؤية بدقة ورغم ذلك يشهدون ويتم اعتماد شهاداتهم من قبل المحكمة.
كما طالب الشيخ العبيكان الذين ينكرون دور المراصد الفلكية في تحديد دخول الشهر بأن يعيدوا النظر في أحكامهم التي ارتضت الفلكيين في أوقات الصلاة والخسوف والكسوف ولم ترتضهم في رؤية الهلال؟
جاء ذلك في حديث خاص لـ "الوطن" قال الشيخ العبيكان فيه:

"إنه من منطلق النصح لهذه الأمة والحفاظ على سمعة الدين ودولة التوحيد من أن لا يصور هذا الدين وحملته ودولته بصورة من يعارضون المخترعات الحديثة والتقدم العلمي كما حصل من قساوسة النصارى مما كان سببا في حدوث العلمانية التي كانت رد فعل من محبي التقدم ضد من وقفوا أمامه بحجة معارضة تعاليم دينهم لهذه المخترعات, فإسلامنا ولله الحمد يحث على التقدم والانتفاع بكل وسيلة من شأنها أن ترفع من مستوى المسلمين في كل مجالات الحياة المشروعة. وبما أن خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح العادل عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وجهنا بأن منهجه هو إظهار الأخطاء ومعالجتها لا محاولة إخفائها, فمن هذه المنطلقات أحببت أن أوضح أمرا مهما يتعلق بعبادة من أهم العبادات وركن للدين من بين الأركان ألا وهو طريقة إثبات رؤية الهلال".

مفاجأة

وأضاف "فلقد فوجئت كما فوجئ الكثير عندما أعلن ثبوت دخول شهر رمضان المبارك ليلة السبت لهذا العام 1427هـ في نفس اللحظة التي كان يعرض فيها على القناة الأولى السعودية برنامج عن رؤية الهلال وقد كان من ضمن المتحدثين أحد الفلكيين العاملين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأخ الأستاذ زكي المصطفى والذي أكد استحالة رؤية الهلال تلك الليلة لأن القمر يغيب قبل غروب الشمس, كما نشرت عدد من الصحف تأكيد الفلكيين استحالة رؤيته تلك الليلة, وحتى لا يظن بأن الدين الإسلامي دين تخلف وتصادم مع العقل والعلم الحديث، وبعدما أثير هذا الموضوع، رأيت أن من واجبي أن أبين الحق في هذه القضية وحذرا من كتمان العلم الذي توعد عليه القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله علية وسلم".

صيام المسلمين صحيح

وتابع الشيخ العبيكان "فأقول إنه بالنسبة لعموم المسلمين فصيامهم صحيح ما دام أن ولي الأمر اعتمد الرؤية ولو مع وجود الخطأ في دخول الشهر, لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون" أخرجه الترمذي وحسنه وكذلك أبو داود قال الترمذي: فسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: "إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعُظْم الناس" وترجم أبو داود على هذا الحديث: "باب إذا أخطأ القوم الهلال".

وقال الخطابي معنى الحديث: "أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعة وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض ولا شيء عليهم من وزر أو عيب. وكذلك الحج إذا أخطؤوا يوم عرفة وليس عليهم إعادته وكذلك أضاحيهم تجزئهم وإنما هذا رفق من الله ولطف بعباده".

انتهى

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فيمن رأى وحده هلال رمضان ورد قوله قال: "يصوم مع الناس ويفطر مع الناس وهذا أظهر الأقوال لقوله صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) وأنه لو رأى هلال النحر وحده لم يقف دون سائر الحاج.انتهى
و قال ابن مفلح في الفروع إن رآه عدلان ولم يشهدا عند الحاكم أو شهدا فردهما لجهله بحالهما لم يجز لأحدهما ولا لمن عرف عدالتهما الفطر بقولهما في قياس المذهب. قاله المجد (أي ابن تيمية جد شيخ الإسلام ) ولما فيه من الاختلاف وتشتيت الكلمة.انتهى

مجلس القضاء مسؤول

أما بالنسبة للجهة المسؤولة عن إثبات الأهلة فبما أن الأمر اشتهر بين الناس من أن الفلكيين قرروا استحالة الرؤية تلك الليلة وكتب بعض الفضلاء مقالات في الصحف يؤكدون حصول الخطأ في دخول الشهر, كما أكده عدم رؤية الهلال في مصر تلك الليلة على الرغم من إثبات مجلس القضاء دخوله, ومن المعلوم قطعا أنه إذا رؤي حقا في السعودية فلا بد أن يرى في مصر لوقوعها غربا عنها.

تكرار الخطأ

وتابع العبيكان "وقد صرح صاحب الفضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في إذاعة القرآن الكريم بوجود ذلك الخطأ وبما أنه تكرر ذلك منذ سنين ولم يكن هناك استجابة لتلافي هذا الخطأ ولا تطبيق لما صدرت به القرارات من مجلس الشورى ومجلس الوزراء وتم اعتمادة من الملك. فقد رأيت أنه من المناسب توضيح الأمر براءة للذمة, فإنه لما قال صلى الله علية وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" فإن الخطاب موجه إلى عموم المسلمين لأجل الاعتماد على الرؤية الصحيحة التي تتم برؤية العدل الضابط لما يشهد به مع سلامة تلك الشهادة من القوادح اليقينية والتي توافرت في هذا الزمن خاصة, وكما جاء في توصيات مؤتمر الأهلة الذي تولت عقده منظمة المؤتمر الإسلامي في المملكة بمدينة جدة عام 1419هـ، وألقى فيه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كلمة وحضره عدد كبير من العلماء المسلمين في الشريعة وعلم الفلك وكان لوزارة العدل السعودية دور كبير في إنجاحه وشرفت بترؤس وفد المملكة فيه، حيث كان من ضمن التوصيات عدم قبول الشهادة برؤية الهلال إذا قرر علماء الفلك أن الهلال يغيب قبل الشمس تلك الليلة حيث إن الشهادة المقبولة لابد أن تنفك عما يكذبها حسا وعقلا وشرعا، وأنه متى قرروا أن الشمس ستغيب قبل القمر فعندئذ تقبل الشهادة بشروطها حيث إن الحساب في ذلك دقيق لا يحتمل الخطأ أبدا. فيعتمد الحساب في النفي لا في الإثبات ولا يمكن أن يتعارض الحساب مع الرؤية الصحيحة فالله عز وجل يقول:

(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)

قرار استخدام المراصد

وأضاف الشيخ العبيكان "وبما أن هيئة كبار العلماء في المملكة أصدرت قراراً برقم 108 وتاريخ 2/11/1403هـ بجواز الاعتماد على المراصد, وأوصت بإيجاد مراصد في عدد من مناطق المملكة. وصدر قرار من مجلس الشورى برقم 11/5/18 وتاريخ 3/2/1418هـ وأويد بقرار مجلس الوزراء ذي الرقم 143 والتاريخ 22/8/1418هـ بالموافقة على لائحة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية وتم اعتمادها من الملك, وجاء في هذه اللائحة في المادة الثالثة ما نصه : تقوم وزارة الداخلية بتكوين لجنة أو أكثر حسب الحاجة في المناطق التي تكون مظنة لرؤية الهلال تسمى (لجنة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية).

وفي المادة الرابعة : تكون هذه اللجان على النحو الآتي:

1- مندوب من قبل الإمارة رئيساً:
2 - أحد طلبة العلم من غير القضاة ترشحه المحكمة عضوا
3 - مندوب من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عضوا، وعلى اللجنة أن تستعين بمن تراه من المعروفين بحدة البصر.
ونصت المادة السادسة على: تختار كل لجنة أنسب الأماكن لتحري الرؤية، وفي حالة وجود مراصد تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو تابعة للجامعات فإنها تعد مكانا للتحري, وعلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات تسهيل ذلك.

ونصت المادة السابعة: أخذا في الاعتبار ما ورد في الفقرتين الخامسة والسادسة من قرار مجلس هيئة كبار العلماء ذي الرقم 108 والتاريخ 2/11/1403هـ تؤمن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عند الحاجة مراصد متنقلة ومناظير مكبرة في الأماكن التي لا تتوفر فيها مراصد ثابتة.
ونصت المادة الثامنة: تتولى مدينة الملك عبدالعزيز والتقنية إعداد جداول سنوية أو أكثر توضح مواعيد الاقتران (مولد الهلال) شهريا ومواعيد شروق الشمس والقمر وغروبهما وموقع الهلال وشكله في ليالي مظنة رؤيته ويتم إرسالها إلى وزارتي الداخلية والعدل لتوزيعها على الجهات المختصة.

و نصت المادة الحادية عشرة: يعتمد معدو تقويم أم القرى في حساب أوائل الشهور القمرية على غروب الشمس قبل القمر حسب توقيت مكة المكرمة وتتخذ إحداثيات المسجد الحرام أساسا لذلك".

شهود يلغون عمل اللجان الرسمية

وأضاف العبيكان " وقد تم تكوين اللجان وزاولت عملها وترسل الجداول كل سنة إلى وزارة العدل ولكن من المؤسف أننا ما زلنا نجد الاعتماد على شهادة بعض الشهود الذين لم يقفوا مع اللجان الرسمية, حسبما نصت عليه لائحة تحري رؤية الهلال ومع تأكيد تلك اللجان عدم رؤية الهلال في الليلة التي شهد بها أولئك الشهود ومع عدم إمكانية رؤيته بالمراصد لعدم وجوده في الأفق بعد غروب الشمس, والأدهى والأمر من ذلك أن مجلس القضاء بهيئته الدائمة, طلب ترائي الهلال ليلة الجمعة".

قصص بعض الشهود

وتابع الشيخ العبيكان " ولعلي أروي بعض القصص عما يقع من الخطأ في تلك الشهادات فقد حصل منذ سنوات أن شهد أربعة شهود أنهم رأوا الهلال في تبوك وسجلت تلك الشهادة ورفعت إلى مجلس القضاء لكن لوحظ أنهم شهدوا بأنهم رأوا الهلال معكوساً نوره في الأعلى وهذا يتنافى تماماً مع واقع الهلال لأنه يستمد نوره من الشمس التي غابت في الأفق قبلة كما أن هناك رجلا في بلدة بنجد كان يشهد دائماً برؤية الهلال فلما عين أحد المشايخ الفضلاء رئيساً لمحاكم تلك المنطقة لاحظ على الشاهد ضعف البصر وكبر السن فشك في أمره فأراد أن يختبره فطلب من الشاهد في أحد الشهور أن يريه الهلال الليلة الثانية من الشهر فلم يستطع رؤيته على الرغم من كبر الهلال ورؤية الجميع له, فهدده رئيس المحكمة إن هو شهد بعد ذلك بالعقاب.

كما يروى عن شاهد في بلدة أخرى أنه يقول إنني أرى الشمس والقمر يتسابقان في الظهيرة كما أننا خرجنا قبل ثلاث سنوات في لجنة بصحبة معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد ال الشيخ وفضيلة وكيل الوزارة الشيخ عبدالله اليحيى وفضيلة الشيخ محمد البابطين وسمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعدد من الفلكيين وشاهدين من تبوك لرصد الهلال ومعرفة الفرق بين رؤية الشهود المجردة ورؤيته من خلال المرصد, وقد كان خروجنا أول ليلة في موقع غرب مدينة الرياض وكان الفلكيون يقررون أن الهلال سيغيب قبل الشمس فطلبت اللجنة من الشاهدين ترائي الهلال فلم يتمكنا من رؤيته لعدم وجوده في الأفق.

ثم جرى وقوف اللجنة الليلة الثانية التي قرر الفلكيون أن الهلال سوف يغيب فيها بعد الشمس ويعتبر أول ليلة في دخول الشهر لكن اعتذر عن الوقوف وزير العدل وفضيلة الوكيل وأحد الشهود لارتباطات سابقة فطلبنا من الشاهد ترائي الهلال فقام بترائيه وبعد جهد رأى الهلال ثم قام الفلكي بتوجيه المرصد آليا بضرب الرقم الخاص بذلك الشهر فتحرك المرصد في اتجاه الهلال وخرجت صورة الهلال في الشاشة واضحة وأخذ المرصد يتابع الهلال آليا حتى اختفى في الأفق.

وأخبرنا ذلك الشاهد أنه في شهر من سنة ماضية تم وقوفهما في تبوك مع فلكي معه مرصد فشهد صاحبه بأنه رأى الهلال قال: ونفيت ذلك فقام الفلكي بتوجيه المرصد على ما شاهده الشاهد فإذا هو سحابة خفيفة.

وفي العام الماضي 1426هـ قامت لجنة من الفلكيين من مدينة الملك عبدالعزيز بالذهاب إلى حوطة سدير للوقوف مع الشاهد المعروف في تلك المنطقة لأجل أن يتراءى الهلال أمامهم وذلك في عدة أشهر من ضمنها آخر شهر شوال وآخر شهر ذي القعدة فلم يتمكن من رؤية الهلال مع إمكانية رؤيته بالمرصد, ولذلك لم يؤد الشهادة كالعادة فكيف لا يرى الهلال مع إمكان رؤيته بالمرصد لوجود اللجنة بينما يراه مع عدم إمكانيته بدون حضور اللجنة ألا يدعو هذا إلى التساؤل. فأصدر المجلس بعدها بياناً بإكمال شهر ذي القعدة ثم بعد ثلاثة أيام صدر بيان آخر بأن شاهدين رأيا الهلال في بلدة لم نعرف أنه سبق لأحد من قاطنيها الشهادة برؤية الهلال فتغير وقت الوقوف بعرفة بناء على تلك الشهادة مما سبب إرباكا للمسلمين في العالم في مواعيد الطيران وذبح الأضاحي. وعندما ذهبت لجنة لمناقشة الشاهدين وجدت أحدهما واختفى الآخر فتمت مناقشة الشاهد الحاضر من قبل اللجنة فأفاد بأنه أذن للمغرب وانتظر حضور المصلين وبعد الصلاة والانتهاء من الذكر وأداء السنة الراتبة خرج من المسجد قال: وإذا الهلال (في وجهي) مع العلم أن الشاهدين قد جاوزا الثمانين من العمر ومثلهما في ذلك السن لا يبصر جيدا, وليس من السهولة أن يرى الهلال صدفة بهذه الطريقة، كما أنهما لم يؤديا الشهادة إلا بعد يومين أو ثلاثة مما يدل على خطئهما في تحديد الليلة التي رأيا فيها الهلال.

حصيات الشهود أم مراصد الفلك

وبما أنه تكرر الخطأ من الشهود وربما اعتمد بعضهم على وضع حصيات على قمة جبل لضبط الرؤية, فهل نترك المراصد الحديثة والأجهزة الدقيقة ونعتمد على حصيات وكأننا في القرون الوسطى والغريب أننا شاهدنا في بعض السنين الماضية القمر بعد الفجر وقبل طلوع الشمس مرتفعا, ثم فوجئنا ذلك اليوم بصدور بيان بثبوت رؤية الهلال تلك الليلة وهذا يستحيل لأنه لا بد أن يستسر (أي يختفي) القمر ليلة أو ليلتين أو ثلاثا كما قرره العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية مما يؤكد خطأ الرؤية وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وقال: من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وبما أن الحسابات الدقيقة أثبتت لنا عدم احتمال الخطأ في الكسوف والخسوف كما هو مشاهد في السنين الماضية وبما أننا نتمكن من معرفة خطأ الشاهد بوجود هذه المراصد الحديثة ومن السهولة بمكان أن يكلف كل من أراد أن يتراءى الهلال أن يكون بصحبة اللجنة المختصة الرسمية مع وجود المرصد حسبما نصت عليه اللائحة لبيان ما رآه الشهود هل هو الهلال أو ما يشبه الهلال من كواكب أو دخان أو نحو ذلك كان لابد لنا من التأكد من صحة الرؤية براءة للذمة وتلافيا للخطأ لاسيما وأن الذين ينكرون الاعتماد على الحسابات الفلكية نراهم يعتمدون عليها في الصلوات ,فلماذا يكذب الفلكيون في وقت غروب الشمس والقمر ويصدقون في تحديد أوقات الصلوات"؟.

وختم الشيخ العبيكان حديثه لـ"لوطن" برسالة وجهها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال فيها " إنني أتقدم برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بالتوجيه الكريم على الحرص في تطبيق القرارات واللائحة وتفعيلها والعمل على القيام بكل ما من شأنه أن يحقق دخول الشهر الشرعي بيقين ليطمأن المسلمون على عباداتهم ولأجل أن هذه البلاد قدوة للمسلمين وتتابع من قبل الدول الإسلامية فيما يصدر منها. لما نعلمه من حرصه حفظه الله على إبراء ذمته وإظهار الشرع الحنيف بالمظهر اللائق به ولتستمر بلادنا في مقام الريادة والقيادة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف