جريدة الجرائد

الحريري لـ «حزب الله»: الكلام على الالتزامات الخارجية مردود إلى أصحابه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخميس: 2006.10.05


"السوريون" يواصلون تحريضهم الطائفي
ورئيس "المستقبل" يؤكد أن التلاعب بالمعادلة اللبنانية غير مسموح

الهجوم على الحكومة بشعار الوحدة الوطنية يتصاعد وقوى 14 آذار تؤكد أن أوان التغيير لم يحن بعد

فيما كانت قوى 14 آذار تنسِّق تطلعاتها الوطنية مع البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، وفيما أطلَّ رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري معلناً ان لبنان هو وطن الحياة المشتركة بين الإسلام والمسيحية وأن أحداً من اللبنانيين لن يسمح بأي تلاعب بهذه المعادلة التي لا بديل منها وصارت جزءاً لا يتجزأ من المصير الوطني اللبناني، واصل "السوريون" في لبنان تحريض المسيحيين على الدولة، إلى درجة أن النائب السابق سليمان فرنجية أطلّ من دارة النائب ميشال عون للاشادة بما كان عليه واقع المسيحيين قبل سنتين، بطريقة أنسته أن صاحب المنبر كان هو أحد أهم منفيي النظام الأمني اللبناني السوري الذي كان فرنجية، قبل سنتين، أحد أعمدته.
وإذا كانت "دينامية" قوى 14 آذار ومواقف النائب الحريري تهدف إلى تفويت الفرصة على المحرضين طائفياً، في منهجية متعمّدة، كشف عنها نكء جراح حرب الجبل الذي تولاه النائب عون، يوم السبت الماضي، فإن اللافت لانتباه المراقبين السياسيين انّ مطلب إقامة حكومة وحدة وطنية حوّله أصحابه إلى سلوك تحد وطني، بحيث تكون الوحدة مجرّد عامل فرض واستفزاز، في ظل توسل "حزب الله" للغة العسكرية، بحيث لجأ تلفزيونه إلى "الاستخفاف" بتهدئة قوى 14 آذار لوتيرة خطابها، في مقابل الاعتزاز بما سمّاه "استمرار وابل القصف السياسي من قبل أركان المعارضة(..) لإسقاط الحكومة الحالية"، والافتخار ببقاء "حزب الله على وتيرة هجومه حاسماً مسألة أن أحداً لا يمكن أن يحكم في لبنان من دون حكومة الوحدة الوطنية".


"حزب الله" والحريري
وحال نواب "حزب الله" كحال تلفزيونه، إذ واصلوا التصعيد السياسي، مكرّرين الهجوم التخويني، معتبرين انّ قوى 14 آذار هي مجرّد أداة لدى الإدارة الأميركية.
ويُعتبر هذا الكلام مجرّد تكرار لموقف مبني على ضلال، أطلقه في حديث صحافي نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري، بحيث اعتبر ان الحريري غير مستقل برأيه لأنه مرتبط بالتزامات للإدارة الأميركية ولحلفائه.
ولأن المسألة كذلك، وجد الحريري نفسه مرة جديدة مضطراً للردّ على "حزب الله"، ليؤكد من موقع العارف ان "هذا الكلام على الالتزامات الخارجية مردود إلى صاحبه".
وقال المكتب الإعلامي للحريري إنه يأسف لإصرار بعض قيادات "حزب الله" على تناول النائب سعد الحريري بتحليلات ومواقف يُدركون قبل سواهم أنها أبعد ما تكون عن الحقيقة.
أضاف: "إن الكلام المنسوب إلى الشيخ نعيم قاسم لا يُجافي الحقيقة فحسب، إنما يصبّ في اطار الإصرار على إجراء فحوص دم وطنية تُساهم في تأجيج الأوضاع السياسية في البلاد، ولا تفسح في المجال أمام كل الدعوات الصادقة إلى وجوب إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز مناخات الحوار".
وختم: "ان الالتزام الوحيد للنائب سعد الحريري وتيّار المستقبل هو تجاه مصالح لبنان العليا، ومصالح شعبه واستقراره، وإعادة إطلاق عجلة الإعمار والنمو فيه، أما الكلام على التزامات خارجية فهو مردود إلى أصحابه، مع الشكر، وكل شخص بالتزاماته عليم".


"الوحدة الوطنية": الحكومة بالفرض
في هذا المناخ أبقى تحالف "حزب الله" ـ عون ـ "السوريون"، ما يسمّونه حكومة وحدة وطنيّة نصب أعينهم، رافعين وتيرة التحدّي والاستفزاز.
وقال النائب حسين الحاج حسن: "إن المخرج الوحيد اللائق لجميع القوى السياسيّة والخلافات القائمة، بتأليف حكومة اتحاد وطني ليتحاور الأفرقاء على طاولة مجلس الوزراء". وإذ أشار إلى ان "حزب الله وحلفاءه لا يريدون إلغاء أحد بل إعادة صياغة الحياة السياسية ورسم خريطة جديدة إلى جانب قوى الأكثرية" كرر مقولتين، الأولى "إن قوى الأكثرية تمثل لنا أداة للوصاية الأميركية" والثانية ان "أحداً لا يستطيع أن يأخذ الطائفة السنّية العربية المقاومة إلى الموقع الأميركي".
أما مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق فاعتبر ان "رفض قوى 14 شباط لمشروع حكومة الوحدة الوطنية هو رفض أميركي بالدرجة الأولى" زاعماً "ان أميركا ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية لأنها ترى في ذلك تهديداً لمشروعها في المنطقة"، مفترضاً "ان أميركا أوعزت إلى أدواتها في لبنان بأن يحرضوا على المقاومة وسلاحها(..) لذلك فإن الأدوات الأميركية في لبنان قد بالغت في الرهانات الخاسرة على المشروع الأميركي وفشلت في تحقيق الشعارات التي رفعتها أمام اللبنانيين".
وكما قال النائب السابق عبدالرحيم مراد والوزيران السابقان سليمان فرنجية ووئام وهاب، تكلم النائب عون، أمس فاعتبر ان الوقت قد حان "لنتكلم بالأساليب العملية ونترجم مواقفنا السياسية التي لا تجيد الحكومة الإصغاء إليها ضاربة عرض الحائط بكل ما يثير من قضايا حول عدم الممارسة الشرعية في الحكم وعدم الأخذ بمطالبنا المحقة".
ورداً على سؤال حول توافر معطيات لتغيير الحكومة أجاب: "أعتقد ان الحلول القريبة تأتي بسواعدنا وليس من السفارات ولا الدول الغربية"، مشيراً إلى انه سوف يستعمل الشارع "إذا كان الدستور يسمح" بذلك.
إلا ان هذا الجو التصعيدي الذي يندرج تحت عنوان التغيير الحكوي، وجد رداً هادئاً من قوى 14 آذار، بحيث أكد النائب السابق كميل زيادة بعد زيارة وفد من هذه القوى للبطريرك صفير ان "حكومة الوحدة الوطنية ليس الآن وقتها".
قباني
وكانت الحكومة قد حظيت، أمس بتهنئة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على انتصارها الذي تجسّد بانتشار الجيش اللبناني في القرى الحدودية الجنوبية، شاداً على يدها من أجل "أن تسارع بديبلوماسيتها الدولية الى حمل اسرائيل على الانسحاب من قرية الغجر ومن مزارع شبعا".


"الجماعة الاسلامية"
في سياق متصل بالواقع الحكومي والسياسي العام، وغداة لقائها وفد قوى 14 آذار، تطرح "الجماعة الاسلامية" مواقف من التأزم السياسي الداخلي، خلال مأدبة الافطار السنوية التي تقيمها غروب اليوم.
وعلم ان الامين العام للجماعة المستشار الشيخ فيصل مولوي سيتحدث في كلمة عن تصور الحركة للمرحلة المقبلة بعد الحرب الاخيرة، بما فيها ابرز عناوين السجال القائم كالوضع الحكومي ومستقبل المقاومة.
اشارة الى ان مولوي كان سبق له تأكيد جملة "ثوابت"، للعلاقة بقوى 14 آذار، وهي "سيادة لبنان واستقلالية قراره، رفض التدخل الخارجي بالمطلق، والحفاظ على عمق لبنان العربي". وذكّر بان مسألة العيش المشترك "قضية عقائدية اساسية".
وهو اذ أبدى اعتزازه بالمقاومة، رأى ان بقاءها بصيغتها نفسها بعد تحرير لبنان والخروج السوري أدى الى "اختلال في التوازن الطائفي".


الرد على التحريض الطائفي
وسط هذه الصورة كان الرد على التحريض الطائفي محور اهتمام النائب الحريري وسائر قوى 14 آذار.
وفي هذا الاطار، أقام الحريري مأدبة افطار غروب أمس في قريطم على شرف الهيئات الروحية والدينية في لبنان، حيث أكد في كلمة له ان لبنان لا يمكن أن يصبح دولة دينية ولا دولة لدين واحد، بل ان لبنان هو دولة الأديان وتحديداً وطن الحياة المشتركة بين الاسلام والمسيحية، مشدداً على أن اتفاق الطائف هو الترجمة السياسية لهذه المعادلة وقال: "هناك كلام يريد البعض ان يضعه في الواجهة السياسية يتعلق بالتوطين وهذا كلام أقل ما يقال فيه انه غير بريء ويرمي الى شحن العواطف لغايات وأهداف لا علاقة لها مطلقاً بالتوطين".
وأضاف: "نحن كما كان الرئيس الشهيد نعتبر التوطين عدواً لفلسطين بقدر ما هو تلاعب باستقرار لبنان واستحضار الحديث عنه لا يبتعد عن محاولة التلاعب بهذا الاستقرار".
في هذا الوقت، أكد وفد من قوى 14 آذار زار بكركي تطابق وجهات النظر مع البطريرك صفير في جميع القضايا بدءاً بموضوع السيادة والاستقلال والحرية مروراً بتنفيذ كل ما طالب به البطريرك صفير في عظاته وبيانات مجلس المطارنة الموارنة من انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والحفاظ على النظام البرلماني الديموقراطي والدعوات القائمة من أجل التهدئة.
وقال النائب السابق كميل زيادة باسم الوفد "ان مواقف 14 آذار، كانت منذ الأساس، تستلهم مواقف بكركي الوطنية. ونحن لا ننسى ان بكركي لعبت دوراً أساسياً في استرجاع الحرية والسيادة، والاستقلال والقرار اللبناني الحر، ويجب ألا ننسى أن بكركي كانت تضع الحجر الأساس للمصالحة في الجبل ولدعم العيش المشترك وترسيخ الوحدة الوطنية".


فرنجية
وكان لافتاً لانتباه المتابعين ان النائب السابق سليمان فرنجية أطل من الرابية ليُعلن انه يزور الرئيس السوري بشار الأسد "كل شهرين اذ من غير المنطق أن تتواصل عبر الهاتف"، مؤكداً استمرار تحالفه مع سوريا، داعياً الى أن يتوقف الدعم الاعلامي السوري "لأنه سيضرّ بنا"، وسأل كل مواطن لبناني، بعدما أعلن عن أنه خائف، كيف كان وضع المسيحيين منذ سنتين وأين أصبح؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف