جريدة الجرائد

لندن: الشرطي «الباشا» رفض حماية سفارة إسرائيل أثناء الحرب على لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

والده سوري وزوجته لبنانية ... واليمين البريطاني يحذر من تسييس سكوتلانديارد ...


لندن - الحياة


أثار قرار إعفاء اسكندر عمر باشا، الشرطي المسلم في جهاز حماية الديبلوماسيين، من مهمة السهر على امن السفارة الاسرائيلية في لندن "لأسباب أخلاقية" خلال الحرب على لبنان ضجة كبيرة وجدلاً في المملكة المتحدة وتساؤلات من اليمين البريطاني عن تسييس سكوتلانديارد وعما سيكون مستقبل عمل اقسام الشرطة "اذا دخلتها المعتقدات الدينية والسياسية وحتى العنصرية".

وأمر سير ايان بلير قائد الشرطة (سكوتلانديارد) بدء التحقيق في قضية "الباشا" الذي ولد لاب سوري ومتزوج من لبنانية، وما اذا كان تمت فيها مخالفة القوانين والاعراف التي تحكم سلوك العاملين وانضباطهم.

وكانت صحيفة "ذي صن" الشعبية كشفت ان الشرطي طلب نقله من مهمة حماية السفارة الاسرائيلية اثناء الحرب على لبنان. ووافق كبار المسؤولين في الشرطة على طلبه وتم نقله الى عمل آخر. وهاجمت الصحيفة التي توزع ستة ملايين نسخة وتؤيد اسرائيل، القرار بشدة وقالت انه يمثل "بداية النهاية لعمل الشرطة البريطانية".

وثار جدال بين اركان الشرطة، لكن "رابطة رجال الشرطة السود والمسلمين" دافعت عن الباشا، قائلة ان "اجراءات مماثلة تُتخذ أحياناً بسبب بعض الحساسيات، لحماية رجال الشرطة وان ما طلبه كان لشعوره بعدم الراحة وانه غير آمن".

وأعلن بلير انه طلب "مراجعة لهذا القرار، الذي تم اتخاذه في أوج الحرب في لبنان، وانه سيعلن تفاصيل ما سيحصل عليه من تقرير تُعده الجهات المختصة بمسلك الشرطة".

وأشار عضو الرابطة المفتش في الشرطة دال بابو الى ان "ما طلبه اسكندر عمر باشا يتناسب مع معتقداته خصوصاً انه شعر بأنه غير آمن في موقعه لأن والده سوري وزوجته لبنانية، وانه أثار الموضوع مطلع آب (اغسطس) الماضي عندما طلب نقله الى موقع آخر". واستغرب بابو الضجة "الآن"، علماً ان "الباشا" عاد الى مهماته في جهاز الحماية وابدى استعداده للتعامل مع اي حادث تتعرض له سفارة اسرائيل في لندن. ورأى بابو ان هذه القضية كان يفترض ان "تبقى في نطاق الشأن الخاص"، معتبرا ان قرار نقل الشرطي عمر باشا لا تقف وراءه اسباب سياسية ودينية بل ليكون "في وضع افضل".

وقال بعض قادة الشرطة انه ينبغي على كل من افراد الشرطة "ان يطيع الأوامر ولا يعترض على أي مهمة يتم تكليفه بها على رغم اي عوامل شخصية".

وقال عضو اللجنة التنفيذية لرابطة رجال الشرطة المسلمين نديم مالك ان "هناك ما يزيد على 300 ضابط وشرطي مسلم يعملون في لندن ويلتحق بعضهم بالعمل في الجهاز الخاص بحماية الديبلوماسيين". واضاف: "ليست لدى هؤلاء مشاكل لحماية مبنى السفارة الاسرائيلية في لندن".

وذكرت "ذي صن" ان "الباشا" في أواخر العشرينات من عمره وله لحية صغيرة وكان شارك في تظاهرات احتجاج أخيرة مناهضة للحرب. لكن اعضاء في رابطة رجال الشرطة المسلمين لم يؤكدوا ذلك.

وادعى لورد ماكنزي، الرئيس السابق لرابطة مفتشي الشرطة، ان ما جرى "خطوة خطرة"، وقال "اذا كان لرجل الشرطة معتقدات سياسية او دينية او عقائدية او اخلاقية عليه ان يقدم واجباته عليها. ومن غير المعقول ان ننفذ ما يتفق مع معتقداتنا ونرفض واجبات اساسية".

واعتبر جون اوكونور، المسؤول السابق في الشرطة، ان نقل الشرطي على اساس اخلاقي يعني "نهاية الشرطة البريطانية". وقال "عندما يلتحق اي كان بالشرطة فانه يفعل ذلك لخدمة الشعب... واذا ما تعذر عليه القيام بواجبه يغادر". وقال ناطق باسم سكوتلانديارد رداً على استفسار هاتفي "لا نريد الوصول الى موقف يمكن ان نعطي لفئة الحق بعدم القيام بمهمات معينة، خصوصاً ان رجال الشرطة يقسمون قبل الخدمة على القيام بواجبهم".

وكانت السفارة الاسرائيلية في لندن تعرضت لمحاولة تفجير بسيارة "اودي" ملغومة العام 1994 ما أدى الى اصابة 19 شخصاً بجروح وحدوث دمار بالغ في المبنى الواقع في حي السفارات في كينزينغتون بالاس غاردن. وبعد تحقيقات مكثفة اوقف كل من الفلسطينيين جواد البطمة وسمر العلمي اللذين ادانتهما محكمة ولا يزالان في السجن حتى الآن.

واصدرت السفارة الاسرائيلية بعد ظهر امس بياناً اكدت فيه "ثقتها الكاملة بقدرات الشرطة البريطانية على حمايتها وعلى التعامل مع المشاكل التي تواجهها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف