جريدة الجرائد

الأسد: نحن دائماً مع فكرة لقاء ثلاثي سعودي مصري سوري

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



الأنباء الكويتية


أجرى الحوا ر: بيبي خالد المرزوق وعدنان خليفة الراشد

بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية الصحافية، كان اللقاء مع الرئيس السوري د.بشار الأسد في دمشق صباح أمس الأول.

وإن كانت هناك عناوين فهي واضحة، وإن كان هناك حديث فتصوغه الكلمات، لكن ما كان بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية، العفوية الصادقة التي كانت السمة الرئيسية في أجوبة الرئيس السوري د.بشار الأسد قبل أن تكون في أسئلة "الأنباء".

وعلى مدى الساعتين، كان هناك أكثر من الحديث الصحافي التقليدي ليتقبل الرئيس السوري د.بشار الأسد بكل رحابة صدر مدى السؤال، وإن حمل "الجرح" العربي قبل "همه" في بعض الأحيان، لكن التفاؤل كان سمة حديث الرئيس السوري د.بشار الأسد.

البداية كانت بالمحيط العربي المطلق، ثم تتوجه بوصلة الأسئلة إلى حيث نقاط الجذب و"التجاذب"، أما الإجابات فكانت ملامسة لـ "واقع يجرح" في أغلب الأحيان، وأيضاً معالجة للخروج من أطر ذلك الواقع، بدلاً من الانكفاء في تلك الأطر.

ولا يتحرج الرئيس السوري د.بشار الأسد من قول "لا أعلم"، أو حتى أن يبادرنا بالسؤال إن كنا نرصد ـ كصحافة ـ الأمور بصورة مغايرة، مثل هذا الأمر يحسب له لأنه كرئيس سورية لا يكتفي بهموم بلاده وشعبه، والنطاق المباشر لها، بل يتخطى الإطار الجغرافي المباشر وانعكاسه على بلاده إلى مدى أكبر وأعمق، ويعبر ذلك الإطار ليدخل في الإطار الأهم وهو "الهم العربي".






وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس السوري:

بداية نتحدث عن الهم العربي. تطورات كثيرة حدثت منذ آخر لقاء بكم، وإذا قسمنا الهم العربي إلى ثلاثة أقسام، فما هي الأولويات الثلاث في الهم العربي لديكم؟

أولا أعتقد هي وجود رؤية موحدة لدى العرب لمستقبل المنطقة، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في منطقتنا، وهي طبعاً بالنسبة لمستقبلها بالمعنى الشامل وخاصة السياسي، ولكن أعتقد بأن الأولويات في الدرجة الأولى الآن بعد موضوع العراق وموضوع انتشار الإرهاب، هي موضوع الاستقرار، لأننا كلنا أصبحنا معرضين، حتى بعد اللقاء الأخير بيننا، بدأت سورية تشهد بعض العمليات الإرهابية التي كانت قد نسيتها لأكثر من عقد ونصف من الزمن، أو ربما عقدين، إذن الأولوية هي بالدرجة الأولى للاستقرار وهذا مرتبط بالجانب السياسي وبالجانب الأمني.

الأولوية الأخرى هي الوضع الاقتصادي، الذي يتأثر أيضاً بالوضع الأمني والسياسي، ولكن الاقتصاد أيضاً يتعلق بموضوع العلاقة العربية ككل، أي على سبيل المثال تجارتنا مع كل العالم أكثر من تجارتنا البينية كدول عربية، أعتقد ان هذه الأولويات هي أولويات أساسية، طبعاً يمكن أن نقول التطور بالمعنى العام الذي هو التطور الاجتماعي، لا شك أن الظروف التي مرت بها المنطقة العربية على مدى عقود من الزمن أثرت على تطور المجتمع العربي بشكل عام، فتطور المجتمع أيضاً ينعكس على اقتصاد أفضل وأداء سياسي أفضل، وعلى استقرار أفضل.

فأعتقد أن الأولويات هي مرتبطة ببعضها، ولكن تتغير ربما بحسب الظرف، نستطيع أن نسير بالتوازي، لا أقصد بالأولوية أولاً ثم ثانياً ثم ثالثاً، بل أقصد كل هذه الأولويات يجب أن نسير بها في نفس الوقت، لكن علينا أن نركز على شيء قبل الآخر، لكن أعود وأقول إن الشيء الشامل هو الرؤية التي تنطلق أساساً من التضامن العربي، فأنا أعطيتك أكثر من ثلاث أولويات ولكن أعتقد أنها كلها مهمة.

رفض المعسكرات

سيادة الرئيس، التضامن العربي اليوم، وأنا أتحدث هنا بصفتي كويتية، عام 1990، احتُلت بلدي، سقط التضامن العربي، لم يكن هناك إجماع على رفض الاحتلال العراقي من قبل الدول العربية، سواء أكانت ضمن إطار جامعة الدول العربية، أم ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك، الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موقفه واضحاً، حيث قال في اجتماع مؤتمر القمة الطارئ بالقاهرة إن الكويت يجب أن تُحرر، وأصبح هو الميزان الذي رجح كفة الإطار العربي لتحرير الكويت.


طبعاً إضافة إلى مصر والسعودية. أنتم اليوم تشعرون بأن هناك فريقين، الفريق الأول ما يقوله المعتدلون كما تقول وزيرة الخارجية الأميركية رايس، والمتشددون المتطرفون، أين موقع سورية اليوم؟


الحقيقة، وكما قلت أنت، من وضع هذا التقسيم هم الأميركيون، أنا لا أضع نفسي في معسكرات. عندما كنّا نتحدث في السؤال السابق عن موضوع التضامن العربي أنا أضع نفسي مع العرب، لأن البعض حاول أن يصور سورية من خلال هذه المعسكرات بأنها خارج المعسكر العربي، ولكن علينا أن نحدد ما هي مصالحنا كعرب، أنا أعتقد أن مصلحتنا أولاً أن نرى من هي الدول التي تحيط بنا، التي تعيش معنا منذ آلاف السنين، وأن نبني معها علاقة جيدة.


هذا أولاً. ثانياً، أن نعزز الحوار لا أن نكون وقوداً كما حصل في القرن الماضي، في بدايته، لنأخذ مثالاً العلاقة العربية ـ التركية التي كانت سيئة تقريباً لثلاثة أرباع العقد الماضي، أو ربما أكثر، وقمت أنا بزيارتها، والآن العلاقة السورية ـ التركية هي علاقة أكثر من ممتازة، تتسم بالصدق قبل كل شيء، وانعكس إيجاباً علينا وعليهم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وفي كل المجالات، فإذن لن نكون في معسكر من المعسكرات، أي معسكر هو سيئ، وأي معسكر هو مرفوض، لذلك أتمنى ألا نقسم كعرب إلى معسكرات، وأن نكون عرباً، أما إذا كان لدينا كعرب وجهات نظر، فهذا شيء جيد، وهذا يجب أن نحترمه، نحن كعرب لماذا لا نتفق على كل شيء؟ نحن بشر. يبقى بيننا نقاط اختلاف، وبالحوار نردم هذا الخلاف، ويظهر موضوع آخر ويظهر خلاف ونردمه.

فإذن أنا أرفض فكرة أن نكون من المعسكر الأول أو من المعسكر الثاني، أنا من المعسكر العربي.

موقف الكويت

إذا سمحت لي سيادة الرئيس، اليوم في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر مع وزيرة الخارجية الأميركية بالقاهرة، سبق هذا الاجتماع تصريح لوزير الخارجية الكويتي، حيث رفض أن تكون الكويت ضمن محور موجه ضد أي جانب من العرب، وكذلك تكلم عن سورية وقال هي المعادلة الصعبة في عملية السلام، ونسمح دائماً لأنفسنا نحن في الكويت، أن نمثلكم إذا سمحتم لنا، وكان واضحاً من تصريح وزير الخارجية الكويتي حين قال نحن نمثل سورية في هذه المباحثات، هذا التنسيق هل هو تنسيق مسبق أم انطلق من قاعدة عامة؟

هو ينطلق من قاعدة عامة، وأعتقد بأن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطبق مع ما قلته أنا، علينا أن نرفض فكرة المعسكرات، لأننا سنتحول إلى وقود في الصراع الدولي، سواء عرب ضد عرب أو عرب ضد آخرين، هذا الكلام ينطلق من مبدأ عام ويجب أن نحافظ عليه. نحن لا نعتبر أن الاجتماع موجه ضد سورية، لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن هذه الدول العربية اجتمعت لكي تقف في وجه سورية أو للتآمر على سورية، ولا يوجد لدينا قلق من هذا الموضوع، بل بالعكس نتمنى من كل العرب أن يجتمعوا مع أي شخص في هذا العالم، لأننا نتوقع أن يقولوا ما يحقق مصلحة المنطقة، هذا بشكل طبيعي، لذلك أعتقد أن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطلق من قاعدة عامة ولم يكن هناك أي تنسيق، وتستطيعين أن تستنتجي من جوابي الأول أنه يتحدث فعلاً باسم سورية في هذه النقطة.

سيادة الرئيس، اسمح لي إن كان لدينا قناعة بشيء ما، أو ننطلق من قاعدة ما، فعلينا أن نكون شيئاً مؤسساً له، وليست مصادفة أن تكلم وزير الخارجية الكويتي أو وزير الخارجية السعودي في مصلحة سورية أو دفاعاً عن سورية، فهذا واجب علينا، كما هو واجب عليكم. إذن أنتم لا تقبلون على السعودية في أمر، ولا تقبلون على الكويت بأمر، هذا كمثال، ولكن هناك فعلاً فجوة في الاتصالات، ليس بالضرورة أن تكون معلنة، وليس بالضرورة أن يكون لها أجندة مسبقة، ولكن يجب أن يكون لها هدف واضح، نحن اليوم بعد احتلال الكويت، بعد العراق، بعد ما حدث في لبنان، وما حدث بإلصاق تهمة الإرهاب بأي إنسان يخالف الآخر، إما معي أو ضدي، أين نحن؟ أين الهدف كعرب؟


هذا هو جوهر الموضوع، القسم الأخير من السؤال، هل نقبل الاختلاف بين بعضنا كعرب؟ يجب أن نقبل الاختلاف، إذا قبلنا الاختلاف لا توجد مشكلة، فنحن لماذا نلتقي؟ نلتقي لكي نتحاور، إذا كنا متطابقين فلماذا نلتقي؟ نلتقي كجلسة عائلية؟ هي ليست جلسة عائلية، هي جلسة عمل الهدف منها البحث في نقاط الاختلاف والفجوات التي تظهر كل يوم في العمل السياسي في البلد الواحد فكيف بين بلدان مختلفة؟ يبقى أن تكون لدينا مبادرة نحن كعرب ونبتعد عن الرسميات في العلاقة بيننا، المفروض أن لدينا طبيعة اجتماعية واحدة، وعقلية متشابهة، يبقى أن نبادر بمستويات مختلفة.


طبعاً إحدى نقاط الضعف أننا نربط العلاقة فقط على المستوى الأعلى، لا يمكن للمستوى الأعلى أن يحيط بكل العلاقة، هو يعطي غطاء لها ودفعاً لها، لكن المستويات الأخرى بالنسبة للعمل العربي فيها ضعف على مستوى العلاقة المؤسساتية والشخصية بين المسؤولين، هذا يضعف العمل العربي، لذلك نرى أحياناً أن فكرة رفض الرأي الآخر ليس بالضرورة أن تنطلق من المستوى الأعلى أي من رئيس الدولة أو من رئاسة الدولة، تنطلق من مستويات أخرى، ولكنها تنعكس على العلاقة.


وكيف يعالج هذا الأمر؟


هناك طريقتان، الطريقة التي تتبع في العالم العربي، وهي فقط إطفاء الحرائق، لذلك تُطفأ حريقة وتندلع حريقة أخرى. يجب أن يكون هناك حل آخر بحوار أكثر شمولية ومن نفس المبدأ، أي أقبل الاختلاف، هناك نماذج، أنا علاقتي مع أمير الكويت على سبيل المثال، علاقتي مع الرئيس مبارك، علاقتي مع الملك عبدالله، علاقتي بأكثر من زعيم عربي، نحن لا نتفق حول كل شيء، نحن نتحاور، ربما نختلف ثم نتفق ونختلف، لا توجد مشكلة، ولكن يجب أن نعمم هذه الحالة أي ألا يعتبر أي طرف عربي أن عدم قبولي برأيه هو رفض له أو رفض لدوره أو لأهميته، هذا رأيي، وهذا بالحوار يُحل، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حوار مستمر، على سبيل المثال بما أن السؤال مهم جداً، فقد طرحته أنا، بأننا أحياناً نستند إما إلى لقاءات قمة ثنائية أو لقاءات قمة عربية دورية لكي نحل مشاكل الوطن العربي، بين هذه اللقاءات لا يوجد عمل عربي، الحل هو أن يكون هناك عمل عربي مستمر، حوار مستمر، لقاءات مستمرة بعيدة عن البيانات، قمم عربية بعيدة عن البيانات، أن تكون هناك أسس لهذه العلاقة، طبعاً الأسس كثيرة ولا أذكرها الآن جميعها، سواء القمة العربية أو القمم الاستثنائية أو لأي موضوع يطرح، عندما أريد أن أطرح مبادرة تجاه دولة ما، فالحد الأدنى أن أتحاور حول هذه المبادرة، عندما ندعو إلى قمة، فالدعوة عادة تسبقها استشارات، أحياناً أشياء من هذا القبيل بسيطة ليست معقدة تستطيع أن توصلنا لحل، الحل ليس مستحيلاً ولا حتى صعباً.


تركيا وإيران


سيادة الرئيس، تكلمتم عن العلاقة مع تركيا، بأنه كانت هناك خلافات شديدة بين سورية وتركيا، خلافات أيديولوجية، اُتهمتم بمساندة الإرهاب، بمساندة الأكراد، إلخ، ثم توصلتم إلى علاقة مميزة، استطعتم ذلك مع تركيا، ماذا عن الدول الأخرى؟


هذا مبدأ عام بالنسبة لنا، وأنا أعتبره نموذجاً، خاصة عندما أشرح للأجانب وأتحدث عن السلام ونعطي نموذجاً بأن العلاقة بين سورية وتركيا كانت لحوالي ثمانين عاماً تقريباً علاقة بين سيئة وغير جيدة، في أحسن أحوالها كانت غير جيدة، هي علاقة أنا أعتبرها الآن نموذجية، خاصة في زمن قصير، نحن كسورية بادرنا ولكن أيضاً هم كانوا مبادرين، لا أدعي المبادرة كلها لسورية، كان لهم دور أساسي، كانت سياستهم أننا الآن يجب أن نبني علاقات جيدة، ونحن كسورية رأينا هذه الرؤية التركية واستغللناها بشكل إيجابي، وكانت هناك معادلة ممتازة، فإذن أعتقد أننا كسورية لا يمكن أن نقتنع بهذا المبدأ مع تركيا، وألا نكون مقتنعين به مع الدول العربية، لذلك أنا في كثير من الأحيان أكسر البروتوكولات وأبني نفس العلاقة مع الدول العربية. كما قلت، القضية ليست قضية القمة، أعود لنفس المشكلة ليكون نفس الجواب، ما تبنيه هنا أحياناً يُهدم عن غير قصد، فعلينا أن نعيد بناءه، لذلك تتأخر العلاقة العربية ـ العربية أحياناً، بينما لماذا نجحت العلاقة التركية ـ السورية، لأن ما بيننا لم يُهدم، فبقينا كل يوم نبني شيئاً جديداً، وكل يوم تزداد الثقة رغم كل الظروف التي مررنا بها، تركيا تمر معنا بنفس القضايا من الإرهاب إلى العراق إلى قضية فلسطين، فهي بشكل أو بآخر تهتم بها.


سيدي الرئيس، اليوم سورية علاقتها مع تركيا وعلاقتها مع إيران أكثر تميزاً من علاقتها مع بعض الدول العربية، لماذا؟


نعود لنفس النقطة، الجواب هو في السؤال، إذا كانت المشكلة في سورية لا يمكن لسورية وهي معروفة بالعروبة، العروبة موجودة في دم كل مواطن سوري، وأحياناً نُتهم بالمبالغة، ونُتهم بأننا عروبيون أكثر من اللازم، كما يقول البعض، الحقيقة لا يمكن لسورية أن تكون غير عربية، لكن نحن نسأل نفس السؤال، لماذا؟ المشكلة هي مشكلة أداء على المستوى السياسي، أي المسؤول عن ربط هذه العلاقة ليس على مستوى القمة لا يقوم بهذا العمل، بينما مع هذه الدول هناك بعض أسس معينة أولها هم يقفون مع سورية في قضاياها، تركيا وإيران، هناك مشاورات مستمرة بيننا وبينهم، هناك اتفاق في الرؤية حول القضايا المطروحة، من لبنان، إلى فلسطين، إلى الإرهاب، إلى العراق، هناك اتفاق، هناك مشاورات، هذا هو السبب لذلك كانت العلاقة جيدة، هناك رؤية متشابهة بشكل عام لمستقبل المنطقة، مع أن لديهم ربما كل دولة من الدول لديها علاقات تختلف حتى عن سورية في علاقاتها وتوجهاتها، وهناك بعض التفاصيل التي ربما لا نتفق حولها ولكن بالخطوط العامة نتفق.


سيدي الرئيس، أنتم إنسان براغماتي، حتى لو اختلفت معي لنفرض في أمر ما، فإن هناك جوانب نتفق عليها فإنك تأخذ بها، وهذا معنى البراغماتية، المفروض أن تكون موجودة أو مسوّقة أو مترجمة، في الإعلام السوري، في الحديث السوري ـ ليس الخاص ـ إذن لماذا صورة سورية بأنها المتشددة وزعيمة المتطرفين؟


لا، نحن نتشدد في شيء وحيد، هو وضع أسس، لأن لدي قناعة كاملة، ولدينا في سورية قناعة بأن سبب الوضع العربي هو عدم وضع أسس للعلاقة، بنيناها فقط على الجانب الشخصي وهذا خطأ، الجانب الشخصي مهم لكن لا يحل محل دولة، هذه النقطة مهمة، نحن نريد أن نضع أسساً، هناك أسس في العلاقة بين الإخوة في المنزل، وهناك أسس للعلاقة بين الجيران، وتختلف من دولة إلى دولة، ومن مجتمع إلى مجتمع ضمن الدولة الواحدة، لذلك نحن يجب أن نضع أسساً، هذه الأسس نحن نتشدد بها، عدا عن ذلك نحن فعلاً براغماتيون، وإلا فلماذا لم نتشدد مع كثير من الدول؟


هناك بيننا وبين تركيا وجهات نظر تختلف، ومع إيران كما قلت، ومع الدول الأوروبية، العلاقة مع أوروبا تتحسن، ومع أنه مازالت هناك خلافات، لكن هناك شخص يرى فقط الخلافات، وهناك شخص ينظر إلى الأمور بشكل أشمل، أما علاقتنا مع بقية الدول العربية فهي جيدة، لا أريد أن أقول إن سورية متشددة وهي مختلفة مع كل الدول العربية، لكن أيضاً هناك مصالحنا، لا نستطيع أن نخرج عن مصالح سورية، لو كانت القضية تمس موضوعاً شكلياً، نحن لا نهتم، لكن مصلحتنا المباشرة، قضايانا، لا نستطيع أن نتنازل عنها إلا إذا ثبت أن هناك توجهاً فعلاً لا يضرنا، فنحن لا مانع لدينا، لكن ألا يكون على حساب مصالحنا، هذا هو التشدد الوحيد.


سيادتكم قلتم في حديث صحافي سابق لصحيفة "البايس" الإسبانية، تحدثتم أنه لو عادت عملية السلام، اتفاقية مدريد، لا تأخذ أكثر من ستة أشهر، على أي أساس قلتم ذلك؟


طبعاً نحن افترضنا أننا قطعنا أغلب الشوط في عملية السلام في ذلك الوقت، وبقيت قضايا أسهل، نظرياً نحن نقول تجاوزنا 80%، ولكن لا يوجد مقياس رقمي دقيق، ولكن تقديرياً يقال 80% من القضايا حُلت وبقي 20%، ونحن كان تصورنا أن كل عملية السلام أساساً تحتاج إلى سنتين، خاصة بعد التوقيع والانسحاب. طبعاً ربما نتحدث عن جانب آخر، في صحيفة "البايس" تحديداً كان المفروض حتى عملية إتمام السلام والانسحاب لاحقاً لا يحتاج إلى أكثر من ستة أشهر، بفرض أن الطرف الآخر الإسرائيلي صادق في عملية السلام، أيضاً يبقى هذا رقماً تقديرياً في ظرف مثالي، ربما أحياناً الواحد بالمائة الأخيرة توقف كل العملية.


مبادرات السلام

سيادة الرئيس، سورية تطمح إلى السلام، وهي الدولة العربية التي فيها أراض محتلة هي الجولان بعد الأراضي الفلسطينية طبعاً، ومزارع شبعا في لبنان، لكن هناك الآن مبادرات سلام تجاه الجانب الفلسطيني، وليس هناك مبادرة سلام تجاه الجانب السوري، لماذا؟


هي نوع من اللعبة القديمة الإسرائيلية ـ الأميركية التي هي استخدام مسار ضد مسار آخر، أو معاقبة طرف آخر بعدم تحريك مساره، لديها وجهة نظر نحن لا نعتبرها ذات قيمة في سورية، لأنه بالمحصلة إن أرادوا سلاماً شاملاً وخلق الاستقرار، فهم بحاجة إلى كل الأطراف، لا سورية تحل محل فلسطين ولا لبنان محل سورية، جميعنا مع بعضنا البعض، لذلك نقول بالسلام الشامل، وعدم العمل من أجل السلام الشامل يدل على عدم الجدية من قبلهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر هم يبحثون أحياناً عن حركة وهمية تجاه السلام لأسباب داخلية لا علاقة لها بالوصول للسلام الحقيقي، لديهم وضع داخلي صعب، لديهم فشل في مواقع أخرى، كالعراق، وأفغانستان، كمشاريعهم التي طرحوها، بما يسمونه نشر الديموقراطية ومكافحة الإرهاب، الحرب الاستباقية، كل هذه العناوين فشلت، فلا بد من البحث عن نصر ولو كان وهمياً، لذلك أنا لا أعتقد أن هناك عملاً جدياً في عملية السلام.


سيدي الرئيس، ما التوجه الحقيقي إذا كانت هناك اتفاقية مدريد، ثم المبادرة العربية، مبادرة الملك عبدالله في قمة بيروت، سورية كان موقفها جيداً من الأمر، لكن لا يوجد آلية؟


صحيح، أولاً يجب أن يكون لديك الإرادة، ثانياً أن يكون لديك الرؤية، ثالثاً تأتي الآلية. عندما لا تتوافر الإرادة ولا الرؤية لا قيمة لوجود الآلية، ولا يمكن أن توجد آلية، الإرادة تبدأ وكل عملية سلام تنطلق من طرفين، سواء قلنا العربي بشكل عام والطرف الإسرائيلي والراعي، الراعي فيه الأمم المتحدة، فيه الولايات المتحدة، فيه أوروبا، فيه دول أخرى مهتمة، لكن نحن نعرف بأن الراعي الرئيسي هو الولايات المتحدة، لكونها دولة عظمى، لكونها دولة لها علاقة خاصة بإسرائيل، فهي أكثر فعالية، ولكن هذا الراعي لا يكفي، لأنه لا يعرف المنطقة بالتفاصيل، فهو بحاجة إلى مساعدة الآخرين، ربما الاتحاد الأوروبي، ربما روسيا، الصين، أو أي دولة أخرى لها وزن على المستوى العالمي، بالإضافة إلى الأمم المتحدة. المشكلة أن هذه الإدارة تتحدث عن مبدأ الحرب الاستباقية، لا يمكن أن تكون هناك حرب استباقية مع السلام، مبدآن متناقضان، هذه النقطة الأولى.


ثانياً بشكل واضح نحن في حديثنا معاً بعد حرب العراق قالوا نحن الآن في المدى القريب، لسنا مهتمين بعملية السلام، كولن پاول قال هذا الكلام خلال لقائه معي، نحن غير مهتمين بعملية السلام، وهناك رؤساء عرب وأوروبيون سمعوا هذا الكلام من الرئيس الأميركي بأنه الآن غير مهتم، فإذن الإرادة غير موجودة. بكل الأحوال لا توجد رؤية للسلام، ولم يحاورنا أحد حول هذه الرؤية، فإذن الحديث عن الآليات لا قيمة له.


حزب الله

سيادة الرئيس، في الموضوع الإيراني أيضاً ما حدث في لبنان في العدوان الإسرائيلي، السيد حسن نصرالله قال في خطابه الأخير، مع احترامي لإيران واحترامي لسورية، نحن لا نؤمر، نحن نتفق معهم في أمور، ولكن نحن لا نؤمر. بكل الأحوال هناك قلق من الهلال الشيعي، ما حدث في لبنان كانت كلفته عالية جداً كبشر. الدمار سهل ولكن الإنسان وإعادة الثقة مع الآخرين ككل، انعكس انعدام الثقة حتى مع إيران، وإن كان هناك تحسب في العلاقة بين إيران والخليج قبل الحرب، فإن الحرب قد جعلت الخليج يتوجس من إيران.

أنا أعود وأقول إن هذا يرتبط بالسؤال الأول، قضية المعسكرات. لا شك أن هناك الآن في لبنان قوى ترتبط بالسفارة الأميركية أو بهذه السفارات أو بهذه القوى، فهي تمثل معسكراً من المعسكرات المطلوب أن تكون موجودة، وبما أن المعركة الأساسية الآن للولايات المتحدة هي إيران في منطقتنا فمن الطبيعي أن تساهم كل هذه الأمور بخلق هذه الصورة، بمعنى كما تقول هي ضد إيران، لكن بالعودة إلى كلام السيد نصرالله، ينفي هذا الكلام ويحسمه، هل من المعقول لو كان هناك دعم إيراني أو دعم سوري أو كل هذا الكلام، بل ليست القضية هنا، هل يمكن لشخص أن يذهب ليموت من أجل سورية، أو إيران في بلد آخر ومن جنسية أخرى؟ هذا الكلام غير منطقي، كأن يقولوا إن الإسلاميين يفجرون أنفسهم ـ بالمنطق الغربي ـ لأن هناك منظمة ترسلهم. أنا أقول لهم إذا كان شخص غير مستعد للموت لقضية غير مقتنع بها فلا يمكن أن يكون مستعداً للاستشهاد، وتجربة حرب 1982 تدل، هناك من قاتل وهناك من لم يقاتل، من قاتلوا هم مجموعات عقائدية من الفلسطينيين في ذلك الوقت، وقسم كبير منهم من لم تكن لديه عقيدة وكان لديه كل دعم العالم العربي، لم يقاتل بل هرب. فمن غير المعقول أن نقول أن يقاتل حزب الله ويخوض هذه الحرب بسبب إيران أو بسبب سورية، هم استغلوا هذا الموضوع ليزيدوا العزلة الإيرانية في العالم العربي، ويعيدونا إلى نفس المرحلة في بداية الحرب العراقية ـ الإيرانية على أساس أن القضية هي قضية عربية فارسية. إيران فارسية ما الذي يمنع من أن يكونوا معنا في القضية الفلسطينية؟ لا يوجد شيء يمنعهم، دائماً هم معنا منذ ذهب الشاه. مع سورية في قضايانا، لا أعرف أنهم ضدنا في موضوع واحد، فلماذا تكون المشكلة ضد إيران، هل بسبب الحرب؟ الحرب سببها إسرائيل. هل إيران من دمرت لبنان أم إسرائيل؟


العرب وإيران

إن حصل اعتداء على إحدى الدول الخليجية من قبل المتهم الأول إيران، بشكل مباشر أم غير مباشر، ماذا سيكون دور سورية؟

هذا جواب أجابه الرئيس الراحل حافظ الأسد لمسؤول خليجي، وأنا سمعتها منه، عندما كان يقول لهم إذا كانت إيران ستعتدي على دول الخليج فإنني سأرسل جيشي. فالشيء البديهي إن كنا نحن مؤمنين بمعاهدة الدفاع العربي المشترك أن تذهب كل الجيوش للدفاع، سواء كانت إيران المعتدية عليكم أو أي دولة أخرى.

أنا ليس لي بالدفاع المشترك، أنا لي بالرئيس بشار الأسد؟

هذا واجبنا، عندما تتوافر الإمكانية كما ساهمنا بجزء من قواتنا في موضوع تحرير الكويت، في الحقيقة نحن نعرف أن أهميتنا كانت سياسية في هذا الموضوع، ربما، ولكن ضمن الإمكانيات العسكرية ساهمنا بما نستطيع، فأنا أتكلم عن فكرة مساهمة، واجبنا أن نقف ضدهم، أي دولة، عسكرياً وسياسياً وبكل المواقع، هذا الأمر محسوم بالنسبة لنا، مبدأ.

أوضاع لبنان

الانقسام الموجود الآن في لبنان هل يدفع إلى الهاوية؟


نحن نخشى أن يدفع إلى الهاوية، البعض من اللبنانيين هم أقدر على التقييم، يقولون إن الأجواء تشبه أجواء عام 1975، لا أستطيع أن أقيّم أجواء ما قبل عام 1975 بدقة، أو السنوات التي سبقتها، ولكن بالنسبة لنا في سورية نعتبر أنه إذا ما حصلت مواجهات في لبنان فإنها خسارة مباشرة لسورية، لأن الحرب الأهلية في لبنان وإيقافها عام 1990 دفعنا ثمنه دماء، وأموالاً، وكل شيء. كانت مكلفة جداً بالنسبة لسورية، حتى في تداعياتها السياسية الأخرى، وهذه الحرب الأهلية هي التي شجعت إسرائيل لدخول لبنان عام 1982، وأيضاً دفعنا ثمنها. فنتمنى ونسعى، ونحن عندما نلتقي مع أي شخص لبناني نقول له لا تدعوا أحداً يجركم إلى المواجهة، أحياناً وجود الدولة بمعنى الدولة الحقيقية في لبنان، لا يخلو من بغض، هناك عقلية ميليشياوية موجودة بشكل أو بآخر في لبنان، هناك مصالح ضيقة، شخصية سياسية توضع أمام مصلحة الوطن، فعندما يكون هناك دولة، لو لم تكتمل، البعض لا يوافق على هذه الدولة، البعض يقول الطائف غير مثالي، طبعاً الأمور تتطور، الوطن يطور ما لديه، ولكن وجود الدولة بشكل أو بآخر يضرب هذه المصالح، فلديهم مصلحة، نحن نعمل ما بوسعنا لمنع تدهور مثل هذه الأمور باتجاه الأسوأ.


كيف تعملون؟

بنفس المنطق الذي ذكرته سابقاً، خلال حديثنا معهم نقول لهم لا تدعوهم يجروكم، كونوا أكبر، أحياناً يبدأ الموضوع بتصريحات وبتوتر.

من هم؟

كل أصدقائنا المعروفين. (لو أردت أن أعدد أسماء، ربما لا يكون لديهم رغبة بأن نقول من هم).

هل من ضمنهم الرئيس فؤاد السنيورة؟

الحقيقة أن الرئيس فؤاد السنيورة دُعي إلى سورية ثلاث مرات، ولم يأت، لم نتمكن من أن نقول له هذا الشيء ولا أي شيء آخر. أول مرة طلب مقابلتي في قمة الخرطوم، عندما التقيت به في قاعة الانتظار قبل الدخول إلى القمة، قال أريد أن آتي إلى سورية، فقلت له أهلاً وسهلاً ضعوا جدول الأعمال ونحن بانتظاركم. لم يأت. لاحقاً أتى الرئيس نبيه بري وطلب مني أن يأتي السنيورة، فقلت له ضع جدول أعمال. فطلب الرئيس بري أن تكون الزيارة بدون جدول أعمال، لتكن زيارة علاقات عامة، كسر جليد. فقلت له سمها زيارة كسر جليد وأنا موافق. وتمنى الرئيس بري أن تكون الزيارة خلال أسابيع قليلة. وذهبت أسابيع وأشهر ولم يأت. أتى الشيخ حمد أمير قطر في زيارته الأخيرة إلى لبنان ومر إلى سورية وقال لي نريد أن ندعو السنيورة، يجب أن تدعو السنيورة إلى سورية. فقلت له هو مدعو. قال لي: لا سنأخذ له دعوة ثالثة ـ وذلك بعدما شرحت له ـ قلت له لا مانع. وقام الأمير بدعوة السنيورة، وحتى الآن لم يحصل أي شيء. فلا يوجد حديث بيننا وبين الرئيس السنيورة الآن لهذه الأسباب.


لو تحدثت إلى الرئيس السنيورة الآن، ماذا تقول له؟

نفس الكلام، أي أن يكون أولاً رئيس حكومة كل لبنان وليس رئيس حكومة كتلة. هذا شيء بديهي، لأي رئيس حكومة ولا أقصد السنيورة بالتحديد. أي رئيس في أي موقع، أي مسؤول حتى، يجب أن يكون مسؤولا يمثل كل البلد، لا يمثل طائفة ولا تياراً.

لكن الرئيس السنيورة كذلك قام بجهد خارق، عندما بكى السنيورة، ما كان هذا البكاء خطأ، أو عيباً بحقه، بل بالعكس، لكنه أعطى انطباعاً بأنه لا يستطيع أن يعمل شيئا لوحده، بل هو بحاجة إلى الآخرين، حتى أن الإنسان يحتاج أحياناً إلى العدو، فالدواء أحياناً يأتي من السم. لماذا نجعل السنيورة يضطر لأن يتجرع السم؟

لا أحد يتمنى أن يكون الوضع سيئاً، أما هذه التفاصيل فتبقى ضمن صراعات لبنان. جزء منها له علاقة بتاريخ لبنان، وجزء مستجد نتيجة الظروف الدولية المستجدة، لكن نحن نتمنى. قلت أنا في خطابي قبل أن ننسحب من لبنان في 5 آذار 2005، اننا مع كل ما حصل، سنبقى اخوة للبنان وإذا طلب لبنان مساعدة سورية، فنحن مستعدون. لكن كما تعلمين نحن لم نعد جزءاً من المعادلة اللبنانية بتفاصيلها، نحن الآن نتحدث في العموميات مع اللبنانيين، أما الأسماء والتفاصيل الدقيقة، فلم تعد جزءاً من اهتمامنا.

أنتم تقولون هذا، ولكن هناك أصواتا لبنانية أخرى تتهمكم مباشرة؟

لا. الحقيقة لا. ان اللبنانيين يأتون إلينا ونستقبلهم. لا يوجد لدينا لا جيش ولا شيء، بمعنى إذا أتى لبناني وتحاور معي وأخذ وجهة نظري فهو حر، وإذا لم يأخذ وجهة نظري فهو حر أيضاً. فهناك أناس، لكن هناك انقساماً في لبنان تجاه العلاقة الجيدة مع سورية، وتجاه من يريد ان تكون علاقته وانتماؤه السياسي لدول أخرى، خاصة الآن فرنسا وأميركا. هذه هي الحقيقة، حقيقة الانقسام. فلذلك يقولون تدخلوا، نحن لا نتدخل. هذه القوى بالأساس تعتقد بأن سورية بلد جار وشقيق وقديم للبنان، ولا يمكن ان يستقر لبنان بحسب قناعتهم بدون علاقة جيدة مع سورية، وهذا صحيح. هذه طبيعة العلاقة بين الدول.

سيدي الرئيس، لبنان كذلك ربط علاقته مع سورية بنتائج التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، في حال ظهرت الحقيقة، هل سيكون هناك انفراج في العلاقة مع لبنان، أم سيكون هناك شيء آخر؟


المشكلة لديهم وليست لدينا. نحن لا نربط العلاقة مع لبنان لا بالتحقيق ولا بغيره.


ولكن هذا الأمر انعكس على علاقتكم حتى مع دول في الخليج ودول أوروبية.


ولكن الدول الأوروبية الآن بدأت تفتح صفحة جديدة والتحقيق لم ينته. وأنا سألتهم هذا السؤال، قلت لهم أنتم عزلتم سورية، حاولتم أن تعزلوا سورية بحجة التحقيق، والآن لم ينته التحقيق وأنتم تعودون إلى سورية، لماذا؟ هذا نفس السؤال. لكن المهم أن الشيء الصحيح هو ألا نربط الأمور ببعضها، ما العلاقة؟ إذا ثبت التحقيق، أي عندما تقول انني أربط العلاقة مع سورية بنتائج التحقيق، فهذا يعني أنك تتهم سورية بدون دليل. أما أنت فعليك ان تنتظر نتائج التحقيق، وعندما تظهر الحقيقة، ستحدد هذه الحقيقة إن كان لسورية علاقة أم لا، وعندها تغضب من سورية أو ترضى عليها وليس العكس، هذا بشكل بديهي، لذلك سواء كان لبنان أو أي دولة عربية أخرى أو غير عربية فكرت بربط التحقيق بالعلاقة مع سورية فهذا خطأ كبير غير مبرر.


العراق

وماذا عن العراق؟

مأساة، ولكن ما قلناه سابقاً للأميركيين يحصل الآن. ما قلناه قبل الحرب، قلت لهم هذا الكلام. قلت لهم ستربحون الحرب، ستكون هناك مقاومة، ستكون هناك فوضى، ستدفعون الثمن، ستغرقون، لن يكون هناك حل وستدخلون المنطقة في فوضى، أي بقي الجزء الأخير لم يطبق مما قلته، وان تدخل المنطقة كلها في الفوضى، ولكن المنطقة غير مستقرة أنتم تعانون في الكويت بسبب ما يجري في العراق، نحن نعاني أيضاً بسبب ما يجري في العراق، والدول الأبعد من سورية والكويت ومن جيران العراق، ستعاني بشكل أو بآخر. الانعكاس بدأ يظهر سياسيا واجتماعيا. هناك توتر، حقد، إرهاب، كله انعكاس لما يجري في العراق. هل هناك مخرج الآن؟ ربما. ولكن لا نعرف أي دواء يشفي أو لا يشفي، ينجح أو لا ينجح، الله أعلم.

وما الدواء؟

هو أن تكون هناك مبادرة عربية تجاه العراق لا تستند إلى رؤية مسبقة، تستند إلى رؤية عراقية، محاولة لأن نرى ما هو القاسم المشترك بينها، ومن ثم نحاول أن نساعد العراقيين، طبعاً يجب أن يكون الحل عراقياً بمساعدة عربية وليس بمعنى حل عربي، أنا أقصد مبادرة عربية لحل عراقي، ولكن يجب أن يصاغ هذا الحل بمعزل عن القوى الأخرى. ما صعوبة هذا الموضوع، ان القوى الموجودة في العراق وفي مقدمتها القوات الأميركية لن تسمح بهذا الشيء لسبب أو لآخر. هذه القوى مؤثرة، هي القوى الأكثر تأثيراً، أي قوى الاحتلال، ولكن لا توجد لديها هي نفسها رؤية لحل الوضع في العراق، وكلنا نعرف أنهم لا يمتلكون رؤية، ولكنهم في نفس الوقت يمنعون أية رؤية أخرى من التحقيق. فهل سيسمحون بأي معالجة أخرى؟ الله أعلم.

الأعمال الإرهابية

سيادة الرئيس، ذكرتم أن سورية تأثرت بما يجري في العراق، وقلتم ان سورية شهدت أعمالاً إرهابية لم تشهدها من قبل، من أين أتت هذه الأعمال الإرهابية، هل من العراق؟

بكل بساطة نعم. لأنه ولا عملية من هذه العمليات استهدفت الدولة بمعنى الدولة، حتى العملية التي استهدفت الإذاعة لم يكن المقصود منها إسقاط نظام ولا عملاً ضد نظام، كان لديهم فكر متطرف، اعتقدوا ان هذه الإذاعة لا تمثل الفكر الذي يفكرون به، الذي يعتقدون انه يسمى الفكر الإسلامي الصحيح. الحقيقة هم خارجون عن الإسلام، لكن اعتداء الآخرين على السفارة الأميركية والمحاولة التي سبقتها والتي كانت أيضاً للاعتداء على السفارة الأميركية، والاعتداء على مبنى الأمم المتحدة، في التحقيقات بكل بساطة اتضح الهدف وهو الانتقام لما يحصل في العراق، أما هم فسوريون. وهذا هو الأخطر، لأنك لا تستطيعين وضع حدود للحقد، تستطيعين ان تضعي حدوداً للسيارات وللأشخاص، أما انتقال التوتر والحقد والتطرف فليس بإمكانك وضع حدود له.

من أين حصل هؤلاء على الأسلحة والمتفجرات؟

التحقيقات ستنشر قريباً في سورية، فقد انتهت مؤخراً أو اقتربت من الانتهاء. في الحقيقة، تبيّن في العملية الأخيرة أن الذين قاموا بها هم مواطنون سوريون عدد منهم يعيش في السعودية، ويبدو ان أحد رجال الدين اخذهم باتجاه التطرف وحصلوا على السلاح من لبنان.

التعاون مع السعودية

هل يوجد تعاون من قبل السلطات السورية والسلطات السعودية في الجانب الأمني؟

نعم، هناك تعاون قوي ومازال مستمرا.

تهريب السلاح

لبنان يشكو من تهريب السلاح إليه من قبلكم؟

على العكس، الحقيقة عندما تقولين تهريب، أي تهريب هو باتجاهين لا يوجد تهريب باتجاه واحد، عندما تقولين تهريب فهو بكل الاتجاهات. لأن كل من يحتاج سلاحا يذهب إلى المكان الممكن ان يشتري منه هذا السلاح وتجار السلاح موجودون في كل المناطق فهناك تهريب من العراق، من لبنان، بالاتجاهات المختلفة، طبعاً سلاح وغيره، ولا يمكن ضبطه.

القاعدة

هل لتنظيم القاعدة تواجد في لبنان؟

المعلومات تقول نعم، ولكن تنظيم القاعدة ليس تنظيما له رأس وأفرع، هو تيار، الآن العمليات الإرهابية التي حصلت في سورية هي من فكر القاعدة، الفكر المتطرف جداً، لا يوجد لهم علاقة بأي تنظيم لا قاعدة ولا غيره ولكنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً منه بالتوجه، فكتوجه طبعاً موجود، لكن هل هناك رابط مع قيادة القاعدة، لا، لا توجد لدينا معلومات.

سيادة الرئيس، على ضوء ما يحصل الآن في إسرائيل من اختلاف في التصور لكيفية التعامل مع سورية هل سورية قادرة الآن وجاهزة لرد اعتداء اسرائيلي او لخوض حرب مع اسرائيل وخصوصاً بعد إعلان حالة التعبئة القصوى وانخفاضها الآن. وهل هناك ضغط شعبي عليكم لحلحلة موضوع الجولان بعمل عسكري، او بمقاومة، أو بمجابهة؟

خلال العدوان على لبنان نعم، كان هناك ضغط، لا أستطيع ان اقول انه ضغط شعبي بالمعنى الشامل وليس لدي إحصائية ما هو حجم هذا الضغط ولكن هناك الكثير من الطروحات التي طرحت معي مباشرة وبشكل غير مباشر وأغلبها بشكل غير رسمي بأنه يجب أن نتحرك، طبعاً نحن بالنسبة لنا السلام لا يرتبط بالظروف المتبدلة هو مبدأ عام ولكن بنفس الوقت نحن نتوقع أن يكون هناك عدوان إسرائيلي في أي وقت، كلنا نعرف ان اسرائيل قوية عسكرياً وخلفها الولايات المتحدة مباشرة ولكن السؤال أنتم أنفسكم تعرضتم لغزو من دولة أكبر منكم، هل كان الجواب ان تهربوا من الدفاع عن بلدكم، هذا منطق بديهي، فإذن لا نستطيع ان نناقش استعدادك او عدم استعدادك، يجب ان تبقى مستعداً دائماً ولدينا مبدأ بأن إسرائيل منذ تخلت عن عملية السلام خاصة مع مجيء حكومة شارون تحديداً، مجيء حكومة شارون كان مؤشراً لتخلي إسرائيل ككل عن عملية السلام، وأتت الإدارة الأميركية الجديدة لتعزز هذه الرؤية لدى سورية بمعنى انه لن يكون هناك سلام في المدى المنظور. فالشيء الطبيعي ان تتوقع ان لم يكن هناك سلام ربما تأتي الحرب. حالة اللا حرب واللا سلم ماذا تعني؟ إما حرباً او سلماً، فبدأنا بالاستعداد ضمن إمكانياتنا، الآن نأخذ مثالاً ما حصل في لبنان، من كان يتوقع ان حزب الله يستطيع ان يقاتل بهذه الطريقة، عندما قسنا بشكل حجم بلد كبير ومنظمة صغيرة أو حزب صغير وبضع مئات من المقاتلين لم يكن بالإمكان ان نقيس منطقياً. نفس الشيء يجب ان تفكر، عندما يدافع الإنسان عن بلده يجب ان يكون شرساً في الدفاع عنه لكن نحن بالنسبة لنا في سورية دائماً نقول ان الحل البديهي بدون كلف وبدون أثمان عالية في كل المنطقة ليس فقط في سورية، هو بعملية السلام.


العلاقات مع العراق

تأخر موضوع العلاقات الديبلوماسية والسياسية بينكم وبين العراق، رغم العلاقات الشخصية والسياسية الجيدة مع القيادة العراقية، فهل هناك من معوقات تعيق عودة العلاقات أو تأسيس علاقات جديدة، بحيث يكون هناك تعاون أمني واقتصادي، وسورية من الممكن أن تلعب دوراً جيداً بين العراق وإيران، أيضاً ما يشاع وتتناقله الأخبار وما قد يسرب من تقارير عن التغلغل الإيراني داخل العراق، هناك تأثير إيراني قوي في جنوب العراق، نحن في الكويت الدولة الأقرب، وعلى الصعيد الشخصي نشعر بهذا التأثير ولا نستطيع ان ننساه أو نتغافل عنه، هل من الممكن ان تلعب سورية دوراً في استقرار العراق؟


نعم، لو نظرنا إلى المسؤولين الكبار في العراق الذين بدأوا من المجلس الانتقالي حتى اليوم، أغلبهم إما عاش في سورية أو كانت له علاقة قوية جداً مع سورية، أو كانت سورية ترعاه، والكل يقر بهذا الشيء، لذلك بالنسبة لنا كان وجود هؤلاء الأشخاص هو فرصة كبيرة لكي نبدأ علاقة مع العراق بمعزل عن الاحتلال، وعلى العكس، قلنا لهم نحن ضد الاحتلال، العلاقة بين سورية والعراق تاريخياً كان هناك ما يمنعها، خلال الاحتلال البريطاني كانت ممنوعة، ولاحقاً الصراعات التي حصلت في العراق ولاحقاً الصراعات بين سورية والعراق منعت قيام أي علاقة جدية على مدى قرن كامل، فرأينا ان لدينا فرصة الآن ان نفتح علاقة مع العراق وحاولنا والحقيقة كانت هناك رغبة لدى عدد من المسؤولين العراقيين تجاه هذا الأمر، وبدأت الحركة خلال الحكومة الأولى التي يرأسها إياد علاوي، طبعاً كانت هناك معوقات أميركية لأنهم لا يريدون علاقة بين دولتين عربيتين وخاصة سورية والعراق بشكل أو بآخر، عندما أتت حكومة الجعفري بادرنا نحن في سورية وأرسلنا وفداً إلى العراق في صيف 5002 لكي يفتح سفارة بشكل رسمي ويقيم علاقات ديبلوماسية، بقي الوفد عشرة أيام ولم يسمحوا له بلقاء أي أحد في الخارجية ومنعوا علينا إنشاء علاقات ديبلوماسية.

الآن طلبنا مع مجيء الحكومة الجديدة برئاسة نوري المالكي وهو عاش في سورية لعشرات السنين، اتصلنا معهم لكي نحدد موعداً لإعادة إنشاء علاقات ديبلوماسية وحتى الآن لم يصلنا جواب، بادرنا وطلب وزير الخارجية السوري في نيويورك لقاء الطالباني، وكان هناك لقاء جيد بين الطالباني ووزير الخارجية السوري وقرأتم التصريحات الإيجابية للطالباني عن سورية، قال في هذا اللقاء انه يدعو وزير الخارجية الى زيارة العراق، نحن لن نضع شرطاً ان تكون العلاقات الديبلوماسية هي المفتاح لزيارة الوزير، كما قلت بين الدول العربية لا توجد بروتوكولات ليقوم الوزير بزيارة العراق بدون العلاقات الديبلوماسية، فإذن على خلفية لقائه مع الرئيس الطالباني ودعوته لوزير الخارجية نتمنى ان تكون هناك زيارة سيتم ترتيبها مع الإخوة في العراق بعد رمضان. أما بالنسبة للجانب الثاني من السؤال، طبعاً لا شك ان إيران لها تأثير في العراق وهذا شيء واضح، حتى إيران لا تنفي ان نقول انها إشاعة، لا ليست إشاعة، ولكن أنت تعرف من منطق الأمور ومن تجربتنا في لبنان لا يمكن ان يكون لك تأثير في بلد بمعزل عن شعبها، هذه النقطة الأولى، فإذن أهم من أن نقول التأثير الإيراني، أن نقول ما هو حجم القوى العراقية التي تريد علاقة مع إيران أو تأثيرا إيرانيا أو أي شيء آخر. لن أسميه تغلغلاً، لا تهم التسمية، لأن كل مجموعة ربما تنظر الى الدور الإيراني بطريقة، من أقصى اليمين الى اقصى اليسار، فإذا كان هناك دور يجب ان يرصد العراق لا أن نقول لإيران لا تتدخلي، نفس الكلام يقولونه لنا، لا تتدخلوا في لبنان، ولكن هناك قوى في لبنان تريد العلاقة مع سورية، وتأتي الى سورية وتحاورها ونقول لهم وجهة نظرنا، لا نستطيع ان نقول انه لا يجوز ان يكون هناك تأثير لسورية في لبنان.

أو تأثير لسورية في العراق، الآن بمعزل عن هذه الصورة أنا دائماً لدي وجهة نظر وطرحتها مع الاخوان العرب خاصة الكويت، السعودية، مصر، ودول أخرى لا أذكرها الآن، قلت نحن من الخطأ أن نتعامل الآن مع قضية العراق بأنها قضية عرب وفرس وطائفية سنة وشيعة هذا هو الخطأ الذي نقع فيه كعرب. هذا خطأ كبير، يجب ان نتعامل مع العراق كعرب وأن نتعامل معهم كبلد عربي وليس كطوائف وان نقوم بمبادرة عربية، البعض تحمس ولكن لم يتحرك بمعنى ان نتحرك كلنا كدول عربية فنحن كسورية تابعنا الحركة لوحدنا، طبعاً عندما نتحرك لوحدنا لن نكون أقوياء كأن تكون الحركة فيها غطاء عربي، هذا التحرك يعتمد على استقبال العراقيين ومحاولة إيجاد القاسم المشترك، خصوصاً في ظل ظروف ما بعد سقوط بغداد، والفراغ السياسي الذي حصل، القوى السياسية لم تتبلور سريعاً وهناك تبلور يومي لأشياء جديدة، فأيضاً الصورة السياسية في داخل العراق لن تتبلور، فليس من السهل الآن ان يتبلور دور واضح لذلك. أنا لا أتحدث عن نفوذ سوري وإنما أتحدث عن دور سوري تقريبي بين العراقيين يعتمد على أسس معينة كاستقلال العراق، ووحدة الأراضي العراقية تهمنا جداً وأن يكون لديهم دستورهم المبني على أسس تناسب العراقيين.


زيارة لبنان

بالعودة إلى لبنان، بالنسبة لدعوة فؤاد السنيورة، في خطابكم الجريء أمام مجلس الشعب اعترفتم بارتكاب أخطاء في لبنان، والجرأة متوافرة لديكم بالقول أو بالفعل، ما الذي يمنع رئيس الحكومة السورية من زيارة لبنان، وكنا نتمنى ان نرى الرئيس بشار الأسد يزور الرئيس اميل لحود وان يزور رئيس مجلس الشعب السوري رئيس مجلس النواب اللبناني، وخصوصاً ان سورية لديها أرضية "نفسية" في لبنان، وخصوصاً ان على سورية الآن ان تحتضن لبنان. فلبنان الآن يعيش في حالة مخاض وحالة تجاذبات غير صحية في الداخل، وكنا نتمنى من الأخ الأكبر ان يحنو على الأخ الأصغر ويحاول ان يوجهه ويقومه.


كلامك صحيح واتفق معه وفي هذا الإطار بعد الحرب مباشرة اتصل رئيس وزرائنا أكثر من مرة مع السنيورة وأعرب عن استعداد سورية للمساعدة، وذهب وزير خارجيتنا والتقى السنيورة في هذا الإطار، طبعاً، إذا ذهب رئيس الحكومة أو وزير الخارجية لا فرق، وزير الخارجية يمثل كل الدولة ويأتي بموافقة الرئيس ويعبر عن رأي الرئيس، وحتى انه أمضى ليلة في لبنان وكان من الممكن أن يعود في نفس اليوم ولكنه كرسالة أراد ان يمضي ليلته في لبنان. ما هو العائق في وجه هذا الشيء؟ أولاً لأن سورية مازالت تتهم بكل شيء في لبنان، وهي خرجت من لبنان ومازالت تتهم بكل مشكلة، كل مشكلة يضعونها في إطار التدخل السوري، هذا لا شك يجعلنا أكثر حذراً أحياناً، بمعنى أقل حرية في تطبيق وجهة النظر التي تقولينها وأنا أتفق معها تماماً، الجانب الآخر هناك مبادرات تقوم بها سورية ولا تلقى الاستجابة، هذا لا شك يجعلنا ننكمش، ولا استطيع ان أقول نتخلى، الأخ الأكبر يجب ان يبقى ـ شاء أو أبى ـ مسؤولاً عن الأخ الأصغر ويحتضنه ويساعده، ولكن أحياناً أنت كأخ أكبر لديك أخ أصغر تريد أن ترعاه وهو يقول لك أنا لا أريدك، أنت لا تكرهه ولا ترفضه لكن لا تستطيع ان تساعده إذا لم يكن يرغب فنحن نريد ان نصل الى هذه المرحلة ولكن هذا الشيء يبقى بحاجة الى الجانبين. مع ذلك نحن نقول دائماً ان الأخ الأكبر يبقى دائماً هو المسؤول، يجب عليه الاستمرار في المبادرة، نحن نبادر ولا ننقطع عن هذه المبادرة ولكن حتى الآن مازالت هذه العوائق موجودة ونتمنى ان تذلل قريباً. ولكن لا يوجد اي عائق او حاجز، لا نفسي ولا غيره من قبلنا كسورية.

إذن لا يوجد أي عائق نفسي أو رسمي من قبلكم كسورية تجاه لبنان؟

على المستوى الرسمي لا يوجد، ولكن على المستوى الشعبي طبعاً يوجد، السبب المظاهرات التي خرجت واعتبرت تنكراً للدماء السورية، ولا يوجد تقريباً عائلة في سورية لم تساهم بشهيد أو أكثر، لبنان أصبح جزءاً من قضيتنا السورية بسبب هذه الدماء والوجـود لمـدة 03 سنة، ولكن في السياسة تتجاوزين هذا الإحساس والعواطف وتقولين ان هناك مصالح، هل استطيع ان أعيش في خلاف مع لبنان وهل يستطيع ان يعيش لبنان في خلاف مع سورية، كلا، فإذن بمعزل عن العو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف