جريدة الجرائد

جنبلاط : لحود «مأمور» النظام السوري ..

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جنبلاط : أرفض استعمال الشارع "لأنه سيدخلنا في المجهول"
أكد أن لا وصاية دولية على لبنان ورفض اتهامات التبعية لأميركا


ثائر عباس


حذر رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط من ان لبنان "على ابواب فراغ حكومي" نتيجة اصرار حزب الله على المطالبة بحكومة اتحاد وطني، منبها الى ان هذا الفراغ "يذهب بانتصار المقاومة في الجنوب سدى"، وداعيا الى تجنب اسقاط الحكومة في الشارع "لانهم سيعجزون عن تأليف حكومة من دون ثقة الغالبية النيابة وهذا قد يدخل البلاد المجهول". ونصح بتجنب فراغ رئاسي "قد يدخل البلاد مجهولا ثانيا"، جازما بضرورة رحيل الرئيس اميل لحود "لانه لن يكون للبنان الحد الادنى من القرار طالما بقي في بعبدا مأمور للنظام السوري ولـ(الرئيس السوري) بشار الاسد".

ورأى ان هذا المطلب هدفه "اطاحة المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري"، معتبرا ان "الالتصاق السياسي والعملاني ـ وربما العقائدي ـ بين حزب الله والنظام السوري وعبره الى ايران يجعلهم يدافعون عن النظام السوري وسيدافعون الى آخر لحظة". واشار الى انه "اذا شكلت المحكمة ودانت حتى مجرد جزء من النظام، يصبح هذا النظام في مهب الريح". وقال انه يفضل لسورية نظاما اخر غير نظام بشار الاسد.

وابدى تخوفه من الوضع الأمني "لان المشكلة ليست مع الحزب (حزب الله) بل مع النظام السوري الذي يبدو انه مستعد لاي عمل تخريبي من اجل العودة الى لبنان او لاجل ايجاد فراغ". وفي ما يأتي نص الحوار الذي أجري في بيروت:

gt; المعارضة تطالب بحكومة وحدة وطنية وانتم ترفضون، كيف تنظرون الى الطلب وبماذا تبررون الرفض؟

ـ ما كادت الحرب ان تنتهي، حتى طرح السيد حسن نصر الله حكومة الوحدة الوطنية، وهو الاساس في هذا المطلب لا عون ولا فرنجية ولا سواهما، فهؤلاء مجرد تفاصيل. هو الذي طرح ان هذا الانتصار يجب ان تحميه حكومة اتحاد وطني. وهذا مخالف لما سبق ان ذكره اثناء الحرب عندما حيا جهود الحكومة المشتركة مع الرئيس بري والتي اوصلت البلاد الى القرار 1701 ورفضت ان يكون تحت البند السابع. ويومها وصفها الرئيس بري بأنها حكومة مقاومة. وافقت الحكومة - وفيها ممثلون لحزب الله ـ بالاجماع على النقاط السبع التي ادلى بها رئيس الحكومة وفيها بالتحديد: ارسال الجيش الى الجنوب وحصر السلاح بالدولة وكذلك قرار الحرب والسلم. ما ان انتهت الحرب حتى خرج السيد حسن بهذا الطرح.

انا ارى ان البند الاساسي وراء المطالبة بحكومة اتحاد وطني هو المحكمة الدولية. لماذا الاعتراض على المحكمة ذات الطابع الدولي؟ لانه في ضوء نتائج التحقيق هناك مصير النظام السوري لا اكثر ولا اقل. الالتصاق السياسي والعملاني - وربما العقائدي ـ بين الحزب والنظام السوري وعبره الى ايران يجعلهم يدافعون عن النظام السوري وسيدافعون الى اخر لحظة. واذا شُكلت المحكمة وادانت حتى مجرد جزء من النظام، يصبح هذا النظام في مهب الريح.

gt; كيف يمكن ان تؤثر حكومة الوحدة الوطنية سلبا على المحكمة الدولية؟

ـ هم طالبوا بشكل واضح بالثلث المعطل (في مجلس الوزراء) أي اذا رأوا في تشكيل المحكمة خطرا على النظام السوري يستطيعون ان يعطلوا القرار. ونتذكر عندما وافقت الاكثرية على مبدأ المحكمة ذات الطابع الدولي يوم اغتيال (النائب) جبران تويني، انذاك خرج وزراء حزب الله وجروا معهم وزراء حركة امل واعتكفوا لسبعة اسابيع احتجاجا على مبدأ المحكمة وتوسيع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ليشمل الجرائم الاخرى بدءا بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وحتى اغتيال تويني. لماذا هذا الخوف من تقرير المحكمة؟ (رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتليف) ميليس برأ حزب الله من قضية سيارة الميتسوبيشي (التي نفذت عبرها عملية الاغتيال)، لكن يبدو ان هناك اعتبارات لدى النظام السوري وتتلاقى هذه الاعتبارات مع خطاب السيد حسن. القلق كبير لدى النظام السوري كبير من المحكمة الدولية، لذلك - مع الاسف - صورة القائد السيد حسن في الساحة العربية والاسلامية تضعف عندما يتعلق الامر بالدفاع عن النظام السوري، ولا يملك القرار.

gt; ينطلق المطالبون بحكومة الوحدة الوطنية من ان لديهم الاكثرية في الشارع، من يمتلك الشارع في لبنان؟

ـ فلنترك الشارع جانبا. يستطيعون اقامة المهرجانات والاعتصامات ولنا القدرة ايضا. لكن هذا قد يوصل البلاد الى الفوضى والفراغ. يمتلكون ربما غالبية ما في الشارع ونحن نمتلك غالبية ما في الشارع، لكن كيف ستشكل حكومة اتحاد وطني اذا كانت لا تستطيع ان تحظى بالثقة في مجلس النواب، فنحن نمتلك الاغلبية البرلمانية. طرح حكومة الاتحاد الوطني يوصل البلاد الى الفراغ. ما هي افضل السبل لحماية الانتصار؟...نعم الانتصار العملاني العسكري الذي حققه حزب الله، وهم قاتلوا قتالا شرسا وبكفاءة عالية وللمرة الثانية حرروا الجنوب ونعترف بهذا. حماية الانتصار على الحدود من بنت جبيل الى مارون الراس لا تكون بالفراغ في الداخل، لان الفراغ يذهب الانتصار سدى.

gt; ماذا لو استخدم الشارع لاسقاط الحكومة؟

ـ تسقط الحكومة، لكن كيف ستشكل حكومة اخرى؟ نحن نمتلك الغالبية. اذا نعطل بعضنا البعض ونذهب الى المجهول. هل المجهول حصانة للانتصار؟ فلنذهب ابعد، اذا ما ادين النظام السوري، أليس افضل لحزب الله والسيد حسن ان يشارك جميع اللبنانيين في الحقيقة حتى لو اساء هذا الى النظام السوري ام يدخل البلاد في الفراغ وندخل معاً الى المجهول؟ هذا سؤال مركزي يوجه الى السيد حسن.

gt; ماذا بعد الاصطفاف الطائفي القائم في الشارع اللبناني؟

ـ لا نملك الا العودة الى طاولة الحوار. في الحوار اتفقنا على المحكمة الدولية، وكانت البند الاول، والعلاقات الدبلوماسية مع سورية ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بالاجماع واتفقنا على تحديد الحدود والترسيم اي ان توقع الحكومة السورية مع الحكومة اللبنانية على محضر رسمي يؤكد ان مزارع شبعا لبنانية ثم يأتي الترسيم لاحقا عبر الامم المتحدة لانها موجودة هناك عبر مراقبيها. ان طرح حكومة الوحدة الوطنية خروج على الاجماع وعندها ندخل في المجهول وكل الانتصار يذهب سدى.

gt; هذا المجهول، هل يمكن ان يكون حربا اهلية جديدة في لبنان؟

ـ المجهول هو المجهول. هذه الحكومة الموجودة مع الرئيس نبيه بري وبوجود ممثلين لحزب الله فيها منعت الجنوح نحو الفصل السابع. القرار 1701 كالقرار 1680 والقرار 1559 عنوانها واحد وهو اتفاق الطائف الذي ينص على نشر الجيش في الجنوب وامتلاك الدولة السلاح وقرار السلم والحرب. ومن ثم نؤكد اتفاق الهدنة مع اسرائيل وتطويره، بمعنى ان اتفاق الهدنة نص على السماح بكمية محددة من السلاح على جانبي الحدود كانت مناسبة انذاك. ونأخذ من حزب الله التجربة، اذا اراد ان ينخرط في الجيش وان يكون سلاحه هو الاضافة الى اتفاق الهدنة. لكن يبدو ان شعار حكومة الوحدة الوطنية يهدف الى تعطيل المحكمة والهدنة ايضا، اي ان يبقى الجنوب ساحة صراع مفتوح.

gt; ماذا بقي من مقررات الحوار؟

ـ اخذنا المقررات بالاجماع، فاذا كان المطلوب العودة عنها فهذا امر خطير جدا. لا ازال متمسكا بمقررات الحوار. البند الذي اختلفنا عليه كان سلاح حزب الله وقد عرضنا "الاستيعاب المرن والمدروس لعناصر المقاومة في الجيش" وعندما اقول المرن فهذا يعني اننا نترك لهم حرية الحركة ولا ندخل في الاسرار الأمنية، لكن ان يكون قرار الحرب والسلم معنا وان نستفيد من خبرة المقاوم الذي هو في النهاية ابن بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب، لكن القرار والتمويل والتسليح عند الدولة، رغم ان السلاح فائض الان. عرض البعض الاخر صيغة التجربة السويسرية اي كل مواطن جندي. لكن انذاك قال السيد حسن انه لا بد من وجود صيغة تنسيق، نحتفظ بسلاحنا والجيش موجود وعلينا ايجاد صيغة تنسيق ثم اتت الحرب.

gt; عمليا لم ينفذ اي شيء من مقررات الحوار؟

ـ كلا، لكن اذا كان المطلوب اليوم ان نقوض كل نتائج الحوار، عندها نذهب الى مجهول اخطر.

gt; ما هو تصوركم لعودة الحوار، يبدو ان الصيغة السابقة سقطت؟

ـ لظروف أمنية لا نستطيع العودة الى الحوار لاسباب معروفة، لان الادارة الاسرائيلية تريد اغتياله، تماما كما تغتال قيادات المقاومة في فلسطين. لكن نستطيع من خلال الرئيس نبيه بري ايجاد صيغة معينة، وهناك ايضا وزراء حزب الله في الحكومة، فلتجتمع الحكومة وتقرر ما اذا كانت مبادىء الحوار لا تزال قائمة، لاننا تعودنا مع البعض منهم ان يقولوا نعم لـ1701 ثم يخرج التحفظ.

gt; نلاحظ تمايزا في علاقتكم مع الرئيس بري، وهناك حوار مفتوح بينك وبينه بواسطة الوزير غازي العريضي...

ـ ومباشرة.

gt; هل تحصل لقاءات؟

ـ نعم، وسألتقيه مجددا الاسبوع المقبل.

gt; ما هي عناوين الحوار مع الرئيس بري؟

ـ في اخر لقاء كان متألما، لان كل ما فعله خلال الـ15 سنة الماضية مع الرئيس رفيق الحريري دمر، وعلينا ان نبنيه مجددا. كان يشكو من بطء اعادة الاعمار، وقد وضعت الالية اخيرا.

gt; هل تسعون الى اختراق ما في الوضع الشيعي عبر الرئيس بري؟

ـ ليس اختراقا. الرئيس بري قالها صراحة "نحن لبنانيون ونحن عرب" اي انه اكد ثوابت الامام موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين حول نهائية انتماء الشيعة الى الكيان اللبناني. في مكان ما التقى الرئيس بري مع غيره من الاصوات ليقول هذه بلادنا ونرفض مشاريع معينة تعرض البلاد لما هو في غير مصلحتها.

gt; في ظل تمسك حزب الله بسلاحه واصراركم على مواقفكم، ما هو الحل؟

ـ ان حصانة حزب الله وضمانته ليستا فقط بالسلاح ولا بالعمق الايراني الذي له حساباته التي لا اريد مناقشتها الان، لكن حصانته هي في الوضع الداخلي والاجماع على بنود الحوار ومعرفة الحقيقة. لانه اذا - لا سمح الله ـ تبين عن خطأ او صواب ان البعض في حزب الله لا يريدون الوصول الى نهاية التحقيق ومعرفة من قتل الحريري يكون هذا خطأ جسيما. ثانيا ان سورية باقية مع بشار الاسد او بغيره. ورأيي الشخصي انه من الافضل ان يكون لسورية نظام اخر غير نظام الاسد. سورية باقية وطنية وعربية، الخوف على سورية برأيي هي من هذا النظام. لهذا الاستماتة في الدفاع عن هذا النظام خطر على المقاومة.

gt; استنادا الى مقولتك الشهيرة، لبنان الى اين؟

ـ اما ان ندخل في المجهول والفراغ والشلل وعندها لن يعرف احد الى اين. واما ان نؤكد اجماع الحوار ونفكر في طريقة لدعم الحكومة، وبعدها نسأل السيد حسن عن الوسيلة المرنة والاستثنائية لاستيعاب عناصر الحزب في المؤسسة العسكرية.

gt; انتم تتهمون حزب الله بأنه تابع لمحور سوري ايراني، وهو يرد بأنكم تتلقون الاوامر من الولايات المتحدة وبانكم تستجلبون الوصاية الدولية؟

ـ كنا جميعا من الذين دانوا الحرب الاسرائيلية المدعومة اميركيا على لبنان. ورفضنا الفصل السابع، وندين في كل لحظة السياسة الاميركية المنحازة في فلسطين. ما المطلوب؟ في العام الماضي ساعدتنا اميركا وفرنسا والاشتراكية الدولية في الضغط لاخراج القوات السورية من لبنان. لكن اميركا لا تعطينا صواريخ او مالا. نجد ان سياسة الولايات المتحدة - ونجدها في كل لحظة ـ منحازة. اميركا مكروهة في كل العالم العربي والاسلامي. لكننا لسنا في موقع طلب شهادة حسن سلوك من احد في كل لحظة. كنا نريد التوفيق بين ثورة الارز وتحرير الـ2000 والان مجددا نريد التوفيق بين تحرير الـ2006 وثورة الارز.

gt; هل تنظر الى الوجود الدولي المكثف في المياه والبر والجو على انه شكل من اشكال الوصاية؟

ـ لهذه الدول صلاحية محددة وهي مساعدة الدولة اللبنانية في بسط سيادتها في الجنوب ومصادرة السلاح اذا ما رأوا سلاحا بطلب من الدولة اللبنانية. كان لتصريح (المستشارة الالمانية انجيلا) ميركل اثر سيئ. كان يجب ان تقول نحن هنا لحماية لبنان، لكن هناك عقدة المانية تاريخية تجاه اسرائيل. وسمعنا ان هناك طائرات فرنسية كانت تحمي الاجواء خلال مهرجان حزب الله وصواريخ مضادة للطائرات جاهزة للتصدي للطائرات الاسرائيلية. والدبابات الفرنسية على عددها القليل تصدت للدورية الاسرائيلية في الجنوب.

gt; كيف ترى الوضع الأمني، هل ما زلنا في دائرة الخطر؟

ـ نعم، هناك خطر. لان المشكلة ليست مع الحزب بل مع النظام السوري الذي يبدو انه مستعد لاي عمل تخريبي من اجل العودة الى لبنان او لاجل ايجاد فراغ.

gt; ألم تصبح القوى الأمنية ذات كفاءة كافية؟

ـ هذا يحتاج الى وقت. الجيش يقوم بجهد كبير لكنه يحتاج الى تسليح. العماد ميشال سليمان طالب بصواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدروع وطوافات.

gt; هناك تجاذب قائم في الشارع المسيحي...

ـ ليس تجاذبا، ميشال عون عندما وقع مذكرة التفاهم (مع حزب الله) نقض كل اتفاق الطائف واتفاق الهدنة وشرّع وجود سلاح خارج اطار الشرعية. واذا كان يظن انه اقوى من هذه المنظومة العسكرية والسياسية التي تبدأ من لبنان وتنتهي في طهران فهو مخطئ.

gt; هل استسلمتم في ما يتعلق بمحاولة اطاحة الرئيس لحود؟

ـ لم نستسلم، لكن الاحداث تسارعت واتى العدوان. لكن لن يكون للبنان الحد الادنى من القرار طالما بقي في بعبدا مأمور للنظام السوري ولبشار الاسد.

gt; رئيس البرلمان يقول انه لن يفتتح جلسة الانتخابات الرئاسية العام المقبل الا بوجود 86 نائبا لا تملكهم الاكثرية، فهل سندخل في فراغ رئاسي اذا لم يتم التوافق؟

ـ يبدو اننا على ابواب فراغ حكومي وهذا خطر على الجميع وفي الطليعة المقاومة، والفراغ الرئاسي يدخل البلاد مجهولا اخر. فلنعالج بحكمة المجهول الاول قبل ان نصل الى الثاني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف