جريدة الجرائد

برّي يلتقي الملك عبدالله والأميرسلطان وتوقع دعم سعودي لإنهاء التأزم في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

السنيورة يناقش مع لحود بت التشكيلات الديبلوماسية وتثبيت فتفت في الداخلية


جدة، بيروت - بدر المطوع



قابل رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القصر الملكي في جدة، ثم التقى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وجاءت محادثات بري في المملكة العربية السعودية في إطار توفير الدعم العربي لمؤازرة تحركه في الداخل، للخروج بلبنان من التأزم السياسي، من خلال خلق المناخ المواتي لإنجاح الحوارات الثنائية التي يرعاها رئيس المجلس النيابي بين القيادات السياسية كبديل من استئناف اعمال مؤتمر الحوار الوطني اللبناني لتعذر عقده في الظروف الحالية.

وقالت مصادر مرافقة لبري، في تصريحات إلى "الحياة" في جدة قبيل لقائه الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز إن رئيس البرلمان اللبناني سيضع القيادة السعودية "في صورة التطورات المحلية في لبنان، وزيارته ستقتصر على القضايا السياسية الكبرى في المنطقة وما يتعلق بمستقبل لبنان". بيد أنه لم يكن متاحا التأكيد من كون بري يحمل "أفكاراً ما أو رسالة" من القيادة السورية إلى السعوديين. واعربت المصادر عن "قناعة لا لبس فيها عن قيمة الدور السعودي المهم في لبنان، خصوصاً، والمنطقة ومصالح جميع الأطراف فيها والصوت السعودي المسموع بوضوح لدى صانعي السياسة الدولية".

واستبعدت المصادر أي حديث لبري مع القيادة السعودية حول الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وما يتردد من رغبته في زيارة الأراضي المقدسة ولقاء المسؤولين السعوديين. وقالت: "لا يوجد أي داع لوساطة من هذا النوع لسبب معروف، وهو أن السعودية لها علاقات مفتوحة مع جميع الأطراف اللبنانيين من دون تمييز".

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ "الحياة" في بيروت إن بري يعلق اهمية على محادثاته في السعودية لما لها من دور في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية، مشيرة الى ان لتلك المحادثات انعكاساً ايجابياً على الساحة المحلية. وهي ستشهد هذا الأسبوع، قبل توجه بري الى جنيف لحضور المؤتمر البرلماني الدولي - العربي، اجتماعاً بين الأخير ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط.

وتزامنت محادثات بري في السعودية، مع مساعي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، على طريق تفعيل العمل الحكومي، بإخراجه من الجمود اولاً، وإيجاد الحلول للمشكلات العالقة، وأبرزها الإفراج عن التشكيلات والمناقلات الديبلوماسية وتثبيت وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت في حقيبة وزارة الداخلية، خلفاً للوزير المستقيل حسن السبع، على ان يخلفه في وزارة الشباب والرياضة وزير جديد، وتردد اسم الدكتور بلال حمد كأحد أبرز المرشحين. وفي هذا السياق زار السنيورة مساء امس رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا، وتشاورا في تثبيت فتفت في الداخلية، وفي ضرورة حسم قضية التشكيلات الديبلوماسية المجمدة منذ فترة طويلة.

ورداً على سؤال عن موقف لحود من تثبيت فتفت، قالت المصادر الوزارية ان رئيس الجمهورية لم يقل كلمته بعد، متوقعة ان يحسم امره قبل الخميس، الموعد المقرر للجلسة العادية لمجلس الوزراء التي ستنظر في هذه المسألة، اضافة الى التشكيلات الديبلوماسية. وأشارت الى وجود توافق من حيث المبدأ في شأن التشكيلات، إلا اذا عدل رئيس الجمهورية عن موقفه، ما يستدعي تأخير إنجاز هذا الملف، مؤكدة ان وزير الخارجية فوزي صلوخ كان انتهى من إعداد لائحة كاملة بالتشكيلات والمناقلات الديبلوماسية، وأن هذا الأمر نوقش اخيراً بين السنيورة وبري الذي نصح بضرورة حسمه لأن من غير الجائز إبقاء الشواغر في السلك الخارجي.

وبعد الاجتماع أكد السنيورة انه بحث مع لحود في التشكيلات الديبلوماسية، وقال: "نريد ان نجد الطريقة التي نستطيع بها ملء الشواغر في وزارة الداخلية"، في إشارة الى تثبيت فتفت فيها.

وعن الإشكال الذي حصل في الضاحية الجنوبية، قال رئيس الحكومة: "اعبّر عن حزني الشديد لدماء أي لبناني تسقط، وهذا لم يكن مبرراً والتحقيق جار لمعرفة حقيقة ما جرى... إنني حريص على ان تسود سلطة القانون، وأي مخالفة للقانون ليست لمصلحة أحد... ولا أعتقد بأن هناك مصلحة في وجود مخالفة لقانون البناء التي هي مضرة بنا وبأهل الضاحية".

وكشف السنيورة ان هناك إمكانية هذا الأسبوع لإعلان الآلية والمبالغ التي يجب ان تُعتمد من اجل المساعدات في الضاحية الجنوبية. وعن تلميح الرئيس السوري بشار الأسد الى ان السنيورة يمثل فئة من اللبنانيين وليس كل لبنان، قال رئيس الحكومة: "أحب أن آخذ الشهادات من اللبنانيين وأعتقد بأنهم هم الذين يقولون انني رئيس حكومة كل لبنان، وهذا كاف، أما إذا كنت أريد ان آخذ برأي 195 دولة في العالم، فهي تعترف بأنني رئيس حكومة كل لبنان وجميع اللبنانيين". واستدرك انه يقول هذا "مع إبداء كل الاحترام والتقدير للرئيس الأسد".

وعن توقع لحود تغييراً شاملاً قريباً كرر السنيورة ان "الحكومة باقية بثقة المجلس النيابي ولا تغيير وزارياً إلا بعد إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية". وتابع: "اننا في الطريق الذي سيوصلنا الى تقدم في شأن تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

وأكد ان السنيورة سيرأس بعد انتهاء الجلسة، اجتماعاً يُعقد في السرايا الكبيرة، ويحضره وزراء "أمل" و "حزب الله" والوزير فتفت والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، للنظر في إعادة تحريك قضية إزالة المخالفات، ضمن خطة تحول دون تكرار الصدامات. وعن حادثة إطلاق قذيفة على ثكنة الحلو التابعة لقوى الأمن الداخلي، قال مرجع امني رفيع المستوى لـ "الحياة" ان استهداف ثكنة الحلو يأتي في إطار "من يحاول إرباك الوضع الأمني ليدفع باتجاه التصعيد السياسي"، مشيراً الى ان جهات متضررة تلجأ الى "استغلال حادثة الضاحية ليس لتوجيه رسالة أمنية فحسب وإنما ايضاً للإيحاء بأن الوضع الأمني ليس افضل من الحالة السياسية المتأزمة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف