برّي: الملك عبدالله حريص على وحدة لبنان بكل طوائفه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رعى تفاهماً على التهدئة بين نصرالله والحريري
بيروت - محمد شقير
أبدت الأوساط الرسمية والسياسية اللبنانية اهتماماً خاصاً بالمحادثات التي اجراها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في جدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين، لما سيكون لها من انعكاس ايجابي يدفع في اتجاه تنفيس الاحتقان المسيطر على الحياة السياسية في لبنان.
ووصف بري الذي عاد الى بيروت بعد ظهر امس محادثاته مع الملك عبدالله بأنها ناجحة بكل المقاييس، مؤكداً انه "لقي تجاوباً وحرصاً شديدين منه ومن المسؤولين على وحدة لبنان بجميع طوائفه وفئاته ومذاهبه من دون أي تمييز". وقال ان الملك عبدالله توّج اللقاء معه بتأكيد انه على "أتم الاستعداد لكل التضحيات في سبيل حفظ لبنان والحقوق العربية".
وشدد بري على ان السعودية "لم تتخل يوماً عن دعمها السياسي للبنان ومؤازرته"، مضيفا ان لبنان بأمس الحاجة إليها الآن إزاء الاستحقاقات التي تنتظره، وإن هذا الأمر لا بد ان يبدأ بتطبيع العلاقات بين لبنان سورية.
واوضحت مصادر نيابية بارزة لـ "الحياة" ان اهمية زيارة بري للسعودية تكمن في "حرص الرياض على صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين من ناحية وفي دعمها بلا شروط لإنهاء التأزم السياسي في لبنان وخلق المناخ المواتي لقطع الطريق امام إحداث فتنة بين اللبنانيين، وتحديداً بين السنّة والشيعة فيه". ولفتت الى "تأييد السعودية لاستمرار التواصل بين اللبنانيين وإعادة الاعتبار الى الحوار الوطني الذي كان توقف اخيراً باعتباره المدخل الوحيد لإرساء تفاهم يفضي الى حلول للمشكلات القائمة".
وقالت المصادر ان بري يعتزم مواصلة لقاءاته الحوارية مع القوى السياسية الفاعلة في البلاد، مبدية ارتياحها الى رعايته التفاهم الذي أُنجز بالواسطة بين الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "كتلة المستقبل" النيابية سعد الحريري، والذي يقضي بضرورة الحفاظ على التهدئة وتحييد الموضوع الشخصي عن مواقفهما من القضايا الراهنة. واعتبرت ان ما تحقق على هذا الصعيد من شأنه ان يسهم في تخفيف التوتر السياسي من ناحية وفي تراجع حدة الاحتقان الطائفي من ناحية ثانية.
ونقلت المصادر عن بري انه لمس من نصرالله والحريري تجاوباً كاملاً وأن التزامهما التهدئة وتعميمها على المسؤولين في الحزب وفي "تيار المستقبل" لا يلغي حقهما في إبداء رأيهما في المسائل المطروحة على الساحة المحلية من دون اعتمادهما الخطب النارية او السجالات التي يمكن ان تتسم احياناً بطابع شخصي، إضافة الى ان هذه التهدئة لن تبدّل من خياراتهما السياسية.
على صعيد إزالة مخالفات البناء فوق الأملاك العامة والخاصة في عدد من احياء الضاحية الجنوبية، علمت "الحياة" ان مناقشة هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء امس بقيت "تحت السيطرة" السياسية وأن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وجميع الوزراء شددوا على ضرورة استكمال التحقيق لتحديد المسؤولية المترتبة على سقوط قتيلين وجرح 15 شخصاً، بينهم 12 دركياً، من جراء الصدامات التي حصلت الجمعة الماضي بين المخالفين وقوى الأمن الداخلي عندما باشرت إزالة المخالفات.
كما شدد الجميع على ضرورة ايجاد آلية تمنع تكرار مثل هذه الصدامات وتؤدي الى إزالة المخالفات وهذا ما سيبحث فيه اليوم وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت في اجتماع يحضره محافظ جبل لبنان بالوكالة القاضي انطوان سليمان والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورؤساء بلديات الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة باعتبار ان مخالفات البناء هي في المناطق التابعة لها وأن من صلاحياتها إزالتها بمؤازرة قوى الأمن الداخلي.