جريدة الجرائد

لبنان : بري يلمّح إلى عيدية ومساعي التهدئة تتوسع نحو الرابية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"النهار" تنشر التعيينات القضائية والتشكيلات الديبلوماسية على طريق حل العقد


بيروت - النهار

بدا امس ان "نسائم" التهدئة التي حملتها زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للسعودية تحظى بدفع خارجي متعدد المصدر وداخلي متنوع الاتجاه، الامر الذي دفع بري نفسه امس الى توقع "عيدية" تتوج هذا المنحى، مشيرا بذلك الى عيد الفطر.

واذا كان بعض الاوساط لمح الى ان رئيس المجلس ربما كان يسعى الى عقد لقاء يضم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري، فان معطيات برزت في المقابل عن اتصالات جارية على خط الرابية استباقا للمهرجان الحاشد الذي يعد "التيار الوطني الحر" لاقامته الاحد المقبل، وهي اتصالات يسعى اطرافها الى مساهمة زعيم "التيار" العماد ميشال عون عبر الكلمة التي سيلقيها في المهرجان، في تعزيز اجواء التهدئة. وينتظر في هذا السياق ان يزور موفد لعون بكركي في الساعات المقبلة.
اما بري، فحرص على اضفاء مسحة تفاؤلية على العلاقات بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، وقال عقب محادثاته امس مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ان "العلاقات متواصلة بين الاخوة في حزب الله وتيار المستقبل والامور تسير من حسن الى احسن". واضاف: "ان شاء الله الامور الى افضل واحسن، وتلاحظون كيف ان اللهجة، حتى الاعلامية، بدأت تخف وصولا الى العيد وان شاء الله تكون هناك عيدية".

ورد الحريري مساء التحية بمثلها، اذ قال "ان الدور الذي يلعبه (بري) يلتقي مع توجهاتنا في العمل على منع الخلافات السياسية من ان تنقلب الى خلافات طائفية او مذهبية". فيما طمأن نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "اللبنانيين الى ان المسألة السنية - الشيعية خط احمر بالنسبة الى الجميع وما من خلاف مذهبي بين حزب الله وتيار المستقبل بل خلاف سياسي". واعتبر ان "هناك من يستعمل المحكمة الدولية كفزاعة لاخافة البعض في لبنان".

وبعد يومين من عودة رئيس المجلس من زيارته للسعودية، استوقف المراقبين تصريح لولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز امس نفى فيه وجود "طبعة جديدة" من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة.وقال في التصريح الذي وزعته وكالة الانباء السعودية "واس" الرسمية امس ردا على سؤال عن وجود "طبعة جديدة" لاتفاق الطائف، ان "اتفاق الطائف مثل الرجل الفاضل لا يُعاب ابدا وهذا شيء يعرفه الاخوة في لبنان وارجو الله ان يتم تطبيق اتفاق الطائف بحكمة وعناية".

برودي

في غضون ذلك، اشاعت زيارة برودي لبيروت ارتياحا واسعا لدى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي وصفه بأنه"صديق حقيقي للبنان ويتفهم موقفه تماما". وقال لـ"النهار" ان زيارة برودي كانت "انجازا على الصعيد الاوروبي"، مشيرا الى الدور الكبير الذي تضطلع به ايطاليا في دعم لبنان على كل الصعد.

وتعهد رئيس الوزراء الايطالي في يومه الماراتوني في بيروت المساعدة على تعزيز الامن في لبنان بما في ذلك بذل الجهود للتوصل الى حل لقضية تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائيل.
وقال برودي في مؤتمر صحافي مشترك مع السنيورة ان ايطاليا "تتطلع الى مساعدة لبنان على ترسيخ استقراره السياسي وفي مجال اعادة الاعمار"، موضحا ان "ايطاليا والاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية كلها تسعى الى ارساء الاستقرار في هذا البلد"، ذلك ان "استقرار لبنان هو أساس استقرار المنطقة". وفي موضوع الاسرى قال: "نحن مستعدون لتقديم مزيد من المساعدة في هذا الصدد". كذلك شدد على ضرورة "تحريك الامور" في شأن حل قضية مزارع شبعا. وأعلن ان ايطاليا لا تريد المساهمة في اعادة اعمار البنى التحتية فحسب، بل ايضا في "اعادة اعمار سياسية" من خلال"تعزيز المؤسسات في لبنان".

التشكيلات

الى ذلك، لم تستبعد مصادر وزارية "ولادة مزدوجة" للتشكيلات بشقيها القضائي والديبلوماسي في الساعات المقبلة ما لم تبرز عقبات مفاجئة في اللحظة الاخيرة.
وقد وقّع وزير العدل شارل رزق امس مرسوم التعيينات والمناقلات القضائية وأحاله على المراجع الدستورية المختصة مقترنا بتوافقه ومجلس القضاء الاعلى عليه، مما يجعل كرة بته نهائيا في مرمى رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء.

وتبين من هذا المرسوم الذي تنشره "النهار" كاملا انه يشمل مناقلات وتعيينات لنحو 460 قاضيا في بيروت والمناطق ويعتبر من أوسع التشكيلات القضائية التي أجريت منذ زمن بعيد (راجع ص8).
أما بالنسبة الى التشكيلات الديبلوماسية فعلمت "النهار" ان الاتصالات المتواصلة بين قصر بعبدا والسرايا نجحت ليلا في ازالة تحفظات الرئيس اميل لحود عن بعض التعيينات المقترحة في مشروع التشكيلات. وكان الرئيسان لحود والسنيورة توافقا على حل عقدة الامانة العامة لوزارة الخارجية بنقل السفير في برلين هشام دمشقية الى الادارة المركزية وتعيينه أمينا عاما أصيلا. غير ان عقدة أخرى برزت وهي تتصل بتعيين بسام طرباه وخالد زيادة من خارج الملاك وهما سنيان وتحفظ لحود عنهما باعتبار أنهما لم يطرحا عليه اصلا لدى التشارو الذي سبق وضع المشروع الذي عدّله السنيورة. وأمكن تجاوز هذه العقدة وانتقل البحث الى موضوع ترشيح أرمني وعلوي بناء على مطالب الطائفتين.

وقالت مصادر معنية ان ثمة تطورا آخر يتصل بمركز ديبلوماسي مهم ستبرز مع صدور التشكيلات وأكدت ان كل العقد حلت تقريبا والمشروع سيرى النور اليوم بعد الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف