جريدة الجرائد

مؤشرات على تراجع النفوذ الأميركي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة: 2006.10.13

هل تراجع النفوذ الأميركي في العالم؟ وماذا عن أزمة الصحافة في روسيا؟ وهل وفرت إدارة بوش ذريعة لعناد بيونج يانج النووي؟...تساؤلات نحاول الإجابة عليها ضمن إطلالة موجزة على الصحافة الدولية.

تراجع النفوذ الأميركي:

حول هذا الموضوع، خصصت "البرافدا" الروسية افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، لرصد ما تراه تراجعاً في النفوذ الأميركي على الصعيد العالمي. الصحيفة ترى أنه من أميركا اللاتينية إلى آسيا الوسطى، ومن الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى، بدا واضحاً أن واشنطن فقدت سطوتها، وذلك نتيجة حتمية لسياسات أميركا الأحادية التي تصنع الأعداء ولا تكسب مزيداً من الأصدقاء. على سبيل المثال، استخدمت واشنطن القوة لإسقاط نظام "طالبان" الذي يعد، حسب الصحيفة، "امتداداًً للمجاهدين الذين قاوموا الحكومات الأفغانية المدعومة من الاتحاد السوفييتي نهاية السبعينيات". لكن بعد خمس سنوات من سقوط "طالبان"، عاودت فلول الحركة الظهور، فيما لا يزال نفوذ الرئيس الأفغاني محصوراً داخل العاصمة كابول، ورغم انتشار قوات "الناتو" لا تلوح في الأفق بوادر انتصار قريب لحلف شمال الأطلسي على متمردي "طالبان". وفي العراق، ورغم سقوط نظام صدام قبل أكثر من ثلاث سنوات تتصاعد عمليات العنف، لتغوص واشنطن وحلفاؤها في المستنقع العراقي. كما فشلت أميركا في التعامل مع الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث لم تستطع إدانة إسرائيل. أما تجربة كوريا الشمالية النووية، فأثبتت من خلالها بيونج يانج قدرتها على فعل ما تريد دون التأثر بالنفوذ الأميركي أو الصيني.

"حرية الصحافة في روسيا":

خصصت "ذي موسكو تايمز" الروسية افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي للتعليق على مقتل الصحفية الروسية "أنا بلوتكوفسكايا"، قائلة: إنه بات من الصعب تفهم حالة اللامبالاة الواضحة تجاه حرية الصحافة في المجتمع الروسي، حيث يتم النظر إلى حرية الصحافة كقيمة يحاول الغرب فرضها على الروس. "أنا بلوتكوفسكايا" التي لقيت حتفها الأسبوع الماضي كانت تعمل من أجل كشف الحقائق التي يحاول الساسة ورجال الأعمال والمجرمون إخفاءها.

"قنبلة كوريا الشمالية"

هكذا عنونت "تورنتو ستار" الكندية افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مستنتجة أن الرئيس الأميركي جورج بوش وفر ذريعة لكوريا الشمالية استغلتها هذه الأخيرة لتسليح نفسها بقنبلة نووية، ذلك لأن الرئيس الأميركي صنّف كوريا الشمالية ضمن ما أسماه بـ" محور الشر"، ورفض الدخول معها في محادثات مباشرة، بينما يتعامل الرئيس الصيني "هوجنتاو" مع بيونج يانج ويزودها بالوقود والمساعدات الغذائية. الصحيفة لفتت الانتباه إلى مجموعة خطوات يتعين على بكين وواشنطن الإقدام عليها لاحتواء الأزمة النووية الكورية الشمالية: أولاها: إصرار مجلس الأمن الدولي على قيام كيم جونج إيل بوقف إنتاج البلوتونيوم وتجميد التجارب النووية والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة المنشآت النووية الكورية الشمالية، وعلى المجلس أيضاً أن يحد من قدرة نظام كيم جونج إيل على تمويل صناعة الصواريخ وتصنيع القنابل، مما يتطلب تفتيش طائرات الشحن المتوجهة إلى كوريا الشمالية وغيرها من وسائل النقل، وذلك لضمان عدم وصول أسلحة بيونج يانج إلى تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" مثلاً. وحسب الصحيفة على الصين تقليص إمداد الوقود والغذاء لكوريا الشمالية، حتى يرضخ نظام بيونج يانج، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن الزعامة الآسيوية التي تتمتع بها الصين ستكون على المحك، لأن عناد كوريا الشمالية سيدفع كوريا الجنوبية وتايوان واليابان إلى تطوير أسلحة نووية، مما سيزعزع الاستقرار في آسيا ويلحق الضرر حتماً بالمصالح الصينية.

مسلسل العناد النووي:

تحت عنوان "مخاوف من سباق تسلح جديد"، نشرت "جابان تايمز" اليابانية أول من أمس الأربعاء، افتتاحية خلصت خلالها إلى أن تجربة "بيونج يانج" النووية التي أجريت يوم الأحد الماضي تهدد السلام والاستقرار والأمن في شمال شرق آسيا وما وراءها. التجربة النووية لا يمكن التعامل معها دون التطرق إلى التجارب الصاروخية السبع التي أجرتها بيونج يانج في الخامس من يوليو الماضي، وهذا من شأنه تسريع انتشار الأسلحة النووية وأدوات إطلاقها، مما يعرض الاستقرار الدولي للخطر، ذلك لأن الخطوات غير المسؤولة التي أقدمت عليها بيونج يانج ستشجع دولاً غير نووية على امتلاك السلاح النووي، ونشوب سباق تسلح يعصف بالاستقرار العالمي. التفجير النووي يأتي ضمن محاولات بيونج يانج المتكررة لحيازة وتصنيع أسلحة نووية؛ ففي عام 1993 هددت كوريا الشمالية بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وعلى الرغم من توقيع بيونج يانج وواشنطن عام 1994 "اتفاق الإطار" الذي بمقتضاه تجمد كوريا الشمالية إنتاج البلوتونيوم مقابل الحصول على مساعدات نفطية وإنشاء مفاعلين للماء الخفيف، أطلقت بيونج يانج عام 1998 صاروخاً من طراز "تايبدونج-1" الذي مر عبر الأجواء اليابانية، وسقط في المحيط الهاديء. وفي أكتوبر 2002 اتهم "جيمس كيلي"، وزير الخارجية الأميركي آنذاك كوريا الشمالية بإدارة برنامج سري لتخصيب اليورانيوم، وخلال الشهر ذاته أعلنت الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية اعترفت بحيازة برنامج سري للأسلحة النووية، وفي ديسمبر 2002 هددت بيونج يانج باستئناف أنشطتها النووية وطردت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي يناير 2003 أعلنت بيونج يانج انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، وفي أغسطس من العام ذاته بدأت المحادثات السداسية (التي تشارك فيها الكوريتان والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان) من أجل وضع حد لبرنامج بيونج يانج النووي. لكن في فبراير 2005 أعلنت كوريا الشمالية حيازتها برنامجاً نووياً. وفي سبتمبر من العام ذاته، أسفرت المحادثات السداسية عن اتفاق بمقتضاه تتخلى بيونج يانج عن برنامجها النووي، مقابل الحصول على مساعدات، وعلى تعهد واشنطن بعدم مهاجمتها بأسلحة تقليدية أو نووية. ومنذ نوفمبر 2005 ترفض كوريا الشمالية العودة إلى المحادثات السداسية، بسبب عقوبات مالية فرضتها واشنطن عليها جراء مزاعم حول ضلوع بيونج يانج في عمليات غسيل أموال وتزييف دولارات أميركية. وحسب الصحيفة، يبدو أن الإعلان عن إجراء تجربة نووية، كان أداة استخدمتها كوريا الشمالية كأداة للمساومة على إدراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. لكن بعد إجراء التجربة لم تعد هذه الأداة ذات قيمة. الصحيفة أكدت على أن وحدة أعضا مجلس الأمن الدولي، خاصة دائمي العضوية، لا غنى عنها في تغيير موقف كوريا الشمالية، لكن الأمر بحاجة إلى مقاربة هادئة كي لا تتفاقم المشكلة وتقدم بيونج يانج على خطوات أكثر خطورة. أما "يو سوي"، فكتب يوم أمس الخميس مقالاً في "ذي تشينا ديلي" الصينية، رأى خلاله أن المحادثات السداسية لا تزال هي محور الحل لأزمة كوريا الشمالية، وأن الانتكاسات التي تعرضت لها المحادثات، لا تعني موتها، ومن ثم على بكين أن تبذل قصارى جهدها لاستئناف هذه المحادثات.

إعداد: طه حسيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف