إلى فخامة الرئيس.. «جورج بوش»!
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فؤاد الهاشم
سيدي الرئيس..
.. أود لو انكم ـ وإدارتكم الموقرة ـ تقرأون رسالتي هذه إليكم بقلوبكم لا بعقولكم، بضمائركم لا بعيونكم، ثم بعد ذلك، أقرأوها ـ مرة أخرى ـ بعقولكم وعيونكم وابحثوا عن الفرق حتى تجدوا.. الحقيقة!
.. سيدي الرئيس..
.. أتحدث هنا من "كوريا الشمالية" التي اجرت تجربتها النووية قبل أيام، وأقول لكم إن هذه الدولة الصغيرة.. مقارنة ببلدكم العظيم ـ لديها إحساس قديم ـ بالخوف منكم ومن حليفتكم الحالية ـ وعدوتكم السابقة ـ "اليابان"، فقد زرت العاصمة "بيونج ـ يانج" قبل عامين وخلال عشرة أيام كاملة التقيت بالعديد من أبناء شعبها الطيب من مدنيين وعسكريين، وإن كانت "العسكرية" قد فرضت على الجميع بسبب ذلك الاحساس القديم ـ والمتجدد على الدوام ـ بالخوف على أمنهم وسلامتهم واستقلالهم!
.. سيدي الرئيس..
.. إنهم شعب طيب ومسالم ومحب للحياة، وكل مواطن كوري شمالي التقيته هناك وسألته عن أقصى أمانيه وأحلامه قال لي.. "أن يموت من الشيخوخة على فراشه"، وليس في حروب ومعارك ودماء!! رأيت متاحفهم التي تحكي قصة حربكم ضدهم، وقرأت تاريخ اليابان "الاستعماري القديم" على أرضهم، وبالتالي، فإن لهم الحق في التسلح حتى العظم وباستخدام النووي.. إن لزم، حتى لا يتكرر الدمار ولا تتكرر المأساة!
.. سيدي الرئيس..
.. إن "كوريا الشمالية" ـ وشعبها ـ بحاجة إلى.. عطفكم وحنانكم ومثلكم العليا.. و.. أيضا إلى دولاراتكم حتى تتحول من أوهام العدو ـ بالنسبة إليكم ـ إلى حقائق الصداقة، وربما تتذكرون ـ سيدي الرئيس ـ كيف ان عداءكم لـ "فيتنام" و"خوفكم من وصول شيوعيتها إلى بلادكم" دفعكم لقتالها طيلة عقود طويلة، و.. ماذا كانت النتيجة؟! سفير فيتنام حاليا موجود في عاصمتكم، وسفيركم موجود في.. عاصمتهم، وها هي مدينة "هوشى ـ منه" ـ أو "سايجون سابقا" ـ تستمتع بأكل.. "الكنتاكي فرايد تشيكن" و.. "الماكدونالد" وتشرب فوقهما "البيبسي كولا" و"الكوكا ـ كولا"، وترتبط مع بلادكم بعلاقات جيدة علما بأنهم هم من انتصر في الحرب وليس.. أنتم!! فلماذا لا تكون "بيونج يانج" مثل.. "هوشى ـ منه"؟!
.. سيدي الرئيس..
.. "كوريا الشمالية" ليست العدو، بل عدوكم الحقيقي هنا في منطقة الخليج، وبالتحديد، على الضفة الشرقية للمياه الدافئة، إنها "كوريا الإيرانية"، أو الجمهورية الإسلامية في إيران! كوريا الشمالية ـ يا سيدي الرئيس ـ ليس لديها مطامع استعمارية، ولا نوايا عدوانية، ولا قوات وراء أعالي البحار عسكرية، لا تملك نظريات سياسية تريد تصديرها إلى جيرانها، ولا يوجد لديها "مواطنون من أصل كوري" في اليابان والفلبين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تحرضهم ضد بلدانهم وأنظمتهم السياسية ومساقط رؤوسهم وأصول انتماءاتهم، ولا تدعم الإرهابيين وتزودهم بالسيارات المفخخة وترسلهم إلى دول الجوار.. إلى آخر ما تعرفونه ـ يا سيدي الرئيس ـ حول هذا الموضوع، أما الجمهورية الإيرانية فهي مركز الرعب وقلعة الاستبداد، وكهف المؤامرات ووادي الموت وطريق.. جهنم!
.. سيدي الرئيس..
.. "كوريا الإيرانية" هي التي تريد تصدير ثورتها وصواريخها وملاليها وأفكارها وولاية فقيهها إلى كل مكان، وتنسى ان شعوب الخليج لا تريد إلا ولاية حكامها الذين يحبونهم ويحبونها، ولا ترضى إلا بولاية الأمة على فقهائها!!
.. سيدي الرئيس..
.. ان "كوريا الإيرانية" هي التي احتلت جزر الإمارات الثلاث ومساحتها بضعة كيلومترات، وتناست نصف أراضي "أذربيجان" التي احتلها الاتحاد السوفييتي "السابق" لأنها "تستأسد" على "عصافير الحب الخليجية" وتتحول إلى "أرنب" في مواجهة الدب الروسي، فعليك بطهران ـ سيدي الرئيس ـ واتبعها بدمشق، وليس.. "بيونج ـ يانج"!
.. سيدي الرئيس..
.. "كوريا الشمالية".. امرأة جميلة تعرضت للاغتصاب في صباها مرتين، مرة على يد اليابانيين، ومرة على يد الأمريكيين، فهل نحتضن "المغتصبة" ونطبطب عليها ونعتذر منها ونعوض ما فاتها، أم نهددها بمزيد من العنف و.. الاغتصاب والتنكيل؟!
.. سيدي الرئيس..
.. ثقتي بعدالتكم مطلقة، فأقرأوا كلماتي بقلوبكم لا بعقولكم، بضمائركم لا.. بعيونكم، ودمتم ـ سيدي الرئيس ـ ودامت بلدكم العظيم مشعلا دائما للحرية!
ـــ
.. استدراكا لما نشرناه بالأمس عن علاج الفنان الكبير "علي المفيدي" والراقد حاليا في مستشفى مبارك الكبير، جاءنا اتصال هاتفي من الأخ العزيز "نايف الركيبي" الوكيل في ديوان سمو رئيس الوزراء وأبلغنا ان حضرة صاحب السمو أمير البلاد ـ حفظه الله ورعاه ـ أبدى اهتماما كبيرا بحالة "المفيدي" وأعطى تعليماته بخصوص سفره الى الخارج للعلاج على الفور، شكرا لصاحب السمو الأمير على هذه اللفتة الكريمة المعتادة من قائد كبير تجاه أبناء شعبه.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف