عمر سليمان زار دمشق والتقى الأسد ومشعل والبحث تناول «صفقة شاليت» وحكومة الوحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
9 شهداء جدد بينهم 7 من "كتائب القسام" وتدمير منازل في رفح ...
دمشق ، القاهرة - ابراهيم حميدي
قالت مصادر رفيعة المستوى لـ "الحياة" ان مدير جهاز الاستخبارات المصري الوزير عمر سليمان قام أمس بزيارة قصيرة غير معلنة الى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الأسد وسلمه رسالة من الرئيس حسني مبارك، ما يعتبر "مؤشراً قوياً الى عودة العلاقات السورية - المصرية الى مجاريها".
وقال مصدر فلسطيني لـ "الحياة" إن الوزير سليمان اجتمع ايضاً الى رئيس المكتب السياسي لـ "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) خالد مشعل لمدة ساعتين، وان اللقاء تناول "تشكيل حكومة وحدة وطنية واحتواء التأزم الداخلي الفلسطيني وأهمية معالجته، والدور المصري في موضوع الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت". وزاد المصدر ان سليمان "لم يحمل اي جديد في شأن الجندي، لكن اللقاء كان جيدا في سياق الدور المصري".
وأوضحت مصادر ديبلوماسية مصرية لـ "الحياة" انها تتوقع ان تكون الزيارة تناولت أمرين: الاول، كسر الجليد بين دمشق والقاهرة واعادة العلاقات الى طبيعتها بعد برود شابها في الاسابيع الاخيرة، والثاني، رغبة مصر في لعب دور في الموضوع الفلسطيني بالتقريب بين "حماس" و "فتح" لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي القاهرة، قالت مصادر مطلعة لـ "الحياة" ان زيارة سليمان جاءت في إطار التشاور مع القيادة السورية حول مسألتين هما إمكان استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري والتأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني في ضوء مطالبة حماس لمصر بإعادة احياء الجهود المصرية في قضية مبادلة الاسير الاسرائيلي غلعاد شاليت.
واضافت المصادر: "لقد اتصلوا بنا (حماس) وطلبوا منا ضرورة القيام بدور نشط لاحتواء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني واستئناف الجهود المصرية لمبادلة الاسير الاسرائيلي". وأعادت تأكيد أن صفقة الافراج عن شاليت كانت على وشك ان تبرم بوساطة مصرية لولا تدخل سورية بالضغط على قيادات "حماس" في الخارج، وعلى رأسها مشعل. لكن المصادر توقعت ان تتكلل الجهود المصرية بالنجاح وان يتم قريباً الاعلان عن لقاء قمة بين البلدين.
وفي الاطار نفسه، كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه امس رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي (ابو اللطف)، ان سورية "تشجع الحوار بين الفصائل وتدعم حكومة الوحدة لتضم مختلف القوى الفلسطينية".
وتأتي زيارة اللواء سليمان في اطار سلسلة من الخطوات التطبيعية بين القاهرة ودمشق بعد جمود على خلفية خلاف في وجهتي النظر ازاء الحرب بين اسرائيل و "حزب الله". إذ نقل نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الشهر الماضي رسالة من الاسد الى الرئيس حسني مبارك، ثم اعلن الرئيس المصري انه "نصح" في اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن قبل اسبوعين بـ "عدم ممارسة الضغوط على سورية واعطاء الاولوية للحوار" وان القاهرة "حريصة على سورية وعلى أمنها".
وقالت مصادر سورية لـ "الحياة" إن السفير المصري حازم خيرت نقل بداية الاسبوع الماضي "رسالة شفوية" من وزير الخارجية احمد ابو الغيط الى المعلم تتضمن اطلاعه على نتائج اجتماع الدول الثماني.
وعلمت "الحياة" ان الانطباع السوري ان رايس دعت الى اجتماع القاهرة لـ "الاتفاق على استراتيجية حيال الوضع في المنطقة وانها طرحت في الاجتماعات الملف الايراني وخطره ليس على اسرائيل فحسب، بل على دول الخليج والدول العربية"، غير ان الاطراف العرب قالوا "اننا معنيون بالصراع العربي - الاسرائيلي. وهناك من قال من العرب ان غياب سورية عن الاجتماع خطأ لا يجوز". وقالت المصادر: "عندما جرى التركيز على الموضوع الفلسطيني، قال بعض العرب انه لا يجوز عزل سورية عن الموضوع لأنه لا سلام من دونها".
وكان الرئيس الأسد قال في تصريحات صحافية انه غير مقتنع بأن هذه الدول اجتمعت كي تقف في وجه سورية او التآمر عليها لأن دمشق تتوقع ان يقول العرب "ما يحقق مصلحة المنطقة في شكل طبيعي".
وأعربت المصادر عن الاعتقاد بـ "عدم وجود حلف ضد سورية" وان اجتماع دول مجلس التعاون مع مصر والاردن "هو قديم ظهر بعد حرب الخليج، لكن هناك مساعي لضم الاردن اليه بدلاً من سورية"، قبل ان تشير الى ان عددا من الدول العربية اوضح بعد الاجتماع ان هذه الدول "ليست في حلف ضد دمشق".
وكانت المصادر تشير الى زيارتي وزيري خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبحرين الشيخ خالد بن محمد آل خليفة، اضافة الى قول وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان "سورية رقم صعب في معادلة السلام". وقالت المصادر رفيعة المستوى ان المسؤولين العرب "ارادوا توضيح مواقفهم"، وان دمشق "مدركة حجم الضغوط الاميركية عليهم للمضي في تنفيذ المشروع الاميركي في المنطقة".
وفي فلسطين المحتلة، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس تسعة مقاومين فلسطينيين بينهم سبعة من "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" سقطوا في اشتباكات وقعت خلال توغل قوات اسرائيلية مدعومة بالدبابات في عزبة عبد ربه شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وجرح جراء القصف الاسرائيلي بالصواريخ وقذائف الدبابات عشرات الفلسطينيين. وبعد الظهر اطلقت طائرة اسرائيلية من دون طيار صواريخ على سيارة في حي الزيتون في مدينة غزة ما ادى الى استشهاد قائد "كتيبة المجاهدين" في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة "فتح" عمر ابو شريعة ورفيقه رجائي اللبان. وجرح في القصف نفسه اربعة اشخاص احدهم بحال خطرة.
وباستشهاد الفلسطينيين التسعة امس يرتفع عدد شهداء قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية الى 22 شهيداً.
وفي مخيم رفح، قصفت طائرة حربية اسرائيلية من طراز "إف 16" أميركية الصنع فجر أمس منزل الناشط في "كتائب القسام" عماد العشي في حي السلام المكتظ بالسكان فدمرته تماما.