لماذا يرفض البشير دخول القوات الدولية دارفور؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين: 2006.10.16
يوسف الشريف
ربما كان أندرو تاتسيوس المبعوث الجديد للرئيس الأمريكي للسودان قد وصل إلي الخرطومrlm;,rlm; ومن المتعين أن يصل بعد هيلري بن وزير التعاون الدوليrlm;,rlm; والتنمية البريطانيrlm;,rlm; مبعوثا من رئيس حكومته توني بليرrlm;,rlm; وعلي ماتبدو الشواهد أن أمريكاrlm;,rlm; وفي ركابها بريطانيا علي وشك جولة جديدة تتراوح بين التفاوض وممارسة الضغوط علي حكومة السودانrlm;,rlm; لإقناعها أو لاجبارها علي القبول بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقمrlm;1706rlm; الخاص بنشر زهاء عشرين ألف جندي من القوات الدولية لحفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان إثر انتهاء مهمة قوات الاتحاد الإفريقي التي يربو عددها عليrlm;7000rlm; جندي نهايةrlm;2006rlm; وهنا مكمن تصاعد الشكوك المثارة حول موقف أمريكا السلبي من مجمل قضايا السودان المصيريةrlm;,rlm; بداية من تحشدها بقضها وقضيضها لتحريك مشكلة جنوب السودان صوب خيار الانفصالrlm;,rlm; عبر تقاسم السلطةrlm;,rlm; والثروة بين حكومة المؤتمر الوطني والحركة الشعبيةrlm;,rlm; توطئة لقيام نظامين في الخرطوم وجوبا إلي حين إستفتاء أهل الجنوب نهاية الفترة الانتقالية حول حق تقرير المصيرrlm;!rlm;
والحقيقة ان مشكلة جنوب السودان كانت وراء تحرك حركات التمرد في دارفور علي هذا المنوال لتحقيق مطالب الإقليم الذي يعاني وطأة الإهمال والتهميش المزمنrlm;,rlm; ومن ثم تحولت من مرحلة النضال السياسي إلي خيار النضال المسلحrlm;,rlm; عندما أغلقت الحكومة في وجهها أبواب الحوار المشترك وصولا إلي حلول سلمية للمشكلةrlm;,rlm; بل ظلت تروج إتهاماتها للمتمردين بارتكاب جرائم السرقةrlm;,rlm; والنهبrlm;,rlm; والاختطاف تحت تهديد السلاح علي غرار عصابات الشفتة والهمبتاrlm;!rlm;
وهكذا منذ مالايزيد علي عامين ونصف العامrlm;,rlm; انفجر الصراع الدامي في دارفورrlm;,rlm; ووصل دوي الصراخ إلي خارج السودانrlm;,rlm; وراح المجتمع الدولي يستضيق علي الكوارث التي داهمت السكان التعساءrlm;,rlm; وأودت بحياة زهاء ربع مليون من المروعين بإرهاب المليشيات القبلية وبالمجاعات ونزوح زهاء مليون ونصف مليون إلي الصحراء وتشادrlm;!rlm;
من هنا وليس قبل ذلك كانت الأجواء الملتهبة في دارفور مهيأة ومواتية للتدخل الدوليrlm;,rlm; بداية من تداعي منظمات الإغاثة الطوعية والدولية لهذه المشكلة الإنسانيةrlm;,rlm; وعبر هذه المنظمات تناقلت الصحافة ووكالات الأنباء اخبارا وتقارير تضاعف من هول الصراخ الداميrlm;,rlm; والي حد الاتهام الأمريكي للسودان بممارسة الابادة الجماعية والتطهير العرقيrlm;,rlm; بل والتمادي في الإفتراء علي حكومة السودان عبر القائمة الأمريكية التي كشف خباياها مندوب قطر في مجلس الأمنrlm;,rlm; وضمت أسماء نحو خمسين من المسئولين السودانيين وزعامات المليشيات القبلية بدعوي إرتكابهم جرائم ضد الإنسانية في دارفور تمهيدا لاعتقالهم ومثولهم أمام المحكمة الجنائية الدوليةrlm;,rlm;
وتلك علي وجه التحديد واحد من أهم أسباب رفض الرئيس عمر البشير دخول القوات الدوليةrlm;,rlm; مؤكد أن دخول القوات الدولية إلي دارفور يعني احتلال السودان مجدداrlm;,rlm; خاصة أن هناك زهاء سبعة آلاف مع القوات الدولية من ذوي البيزية الأزرقrlm;,rlm; يمارسون مهام حفظ السلام في جنوب السودان بموجب اتفاقية نيفاشاrlm;,rlm; ثم إن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يبيح للقوات الدولية القيام بأعمال الشرطة والقضاءrlm;,rlm; بل دخول دارفور دون التقيد بموافقة حكومة السودان بدعوي اغاثة المنكوبينrlm;,rlm; وحماية خبراء الأمم المتحدةrlm;,rlm; مما يستحيل ترجمته إلا في إطار الانتهاك الفاضح للسيادةrlm;,rlm; والانفراد بدارفورrlm;,rlm; توطئة لفصله عن الوطن الأمrlm;,rlm; والشروع في ضخ موارد من مخزون النفطrlm;,rlm;
واليورانيوم إلي شرايين الاقتصاد الأمريكيrlm;,rlm; وبناء القواعد العسكرية مقدمة للتحرش بمصرrlm;..rlm; ذلك محور الخطر الذي يتهدد الأمن القومي لدولتي وادي النيل عامrlm;2015rlm; تحديدا بكل تفاصيله المزهلة التي تواتر نشرها اخيرا عبر مقال البروفيسور جيرالد ستاينبرج رئيس برنامج إدارة الصراع في جامعة بارلان الإسرائيليةrlm;,rlm; ونشرته صحيفة ستيجار الألمانيةrlm;,rlm; ومقال المحلل العسكري الشهير دوسيزار في صحيفة ليبراسيون بالتزامن مع التقرير الذي نشرته لوموند الفرنسية للمحلل العسكري جوزيف ألسونrlm;.rlm;
وأيا ماكانت مصداقية تلك التوقعاتrlm;,rlm; كانت من قبيل الدس ومنطق المؤامرةrlm;,rlm; يظل المطلوب من مصر اليقظة وأهبة الاستعدادrlm;,rlm; وأن تقتنع حكومة السودان بضرورة إدارة أزمة دارفور عبر مشاركة الفرقاء السودانيينrlm;,rlm; خاصة ان بعضهم لايمانع في دخول القوات الدوليةrlm;.rlm;