جريدة الجرائد

عون يتوّج اليوم البرتقالي ببرنامج رئاسي شامل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تدابير أمنية طارئة ومجلس الأمن المركزي ينعقد اليومبعد القذائف على وسط بيروت
14 آذار تدرس فتح حوارات في كل الاتجاهات


النهار


هل يشكل خطاب العماد ميشال عون امس، في الذكرى الـ16 لعملية 13 تشرين الاول 1990 التي اطاحت حكومته العسكرية، اول انطلاقة جدية نحو معركة البرامج الرئاسية في السباق الى قصر بعبدا خريف سنة 2007؟
الواقع ان هذا الخطاب، بقديمه وجديده، وبشقيه المحلي والخارجي، بدا بمثابة برنامج رئاسي ضمني ادرج فيه "تصورنا ومنطلقاتنا لبناء الدولة" ولو جاء خلواً من اي اشارة الى استحقاق الانتخابات الرئاسية، لا بل ان هذا الاستحقاق اخضعه عون لمسار مقترح مقدماً عليه تأليف حكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية (مبكرة).
وقد حرص عون على احاطة خطابه بطابع شمولي في السياسة والامن والاقتصاد والعلاقات الخارجية، مثلما حرص على ابراز تمايزه في الكثير من النقاط عن حلفائه وخصومه، فبدا في بعض المواقع متمسكاً بهذه التحالفات وبدا في بعضها متمايزاً عنها، كما بدا قريباً جداً في مسائل مبدئية خارجية وداخلية من خطاب قوى 14 آذار نفسها. ومع ذلك، فهو لم يهادن الحكومة ولم يتراجع عن هجماته الحادة عليها وعلى قوى الغالبية.

في الشق المتصل بنهجه المعارض، عاود عون الهجوم على الحكومة والغالبية معتبراً "ان من تحررنا منه في عنجر عاد وظهر في غير مكان" واتهم "الحكومة المنبثقة من اكثرية وهمية بشرعنة اللامبالاة ازاء هموم الناس ومتطلباتهم واعاثة الفساد في البلاد واعادة البلاد الى سياسة المحاور". ورأى ان "المسار الطبيعي لبناء الوفاق الوطني والسلطة الوطنية القادرة يبدأ بتأليف حكومة اتحاد وطني تعمل على اقرار قانون انتخابي جديد واحياء المجلس الدستوري ويقوم المجلس الجديد بانتخاب رئيس للجمهورية". ووصف سلاح "حزب الله" بأنه "موقّت".
وفي الشق الذي تمايز به عن حلفائه، ابرز عون اهمية علاقات لبنان الدولية، فشدد على ضرورة "الا يعزل لبنان ذاته عن محيطه والعالم ولطالما تسلح بالحق وبصداقاته الخارجية والتزم الشرعية الدولية وقراراتها في المحافظة على سيادته واستعادة استقلاله".

وفي الشق الذي اقترب به من قوى 14 آذار شدد على "علاقات طبيعية وصحيحة مع سوريا وذلك بمراجعة الماضي واخذ العبر منه ورفض العودة اليه والى اي شكل من اشكال الوصاية وارساء هذه العلاقات على قواعد السيادة والوطنية والاستقلال والاحترام المتبادل والندية"، داعياً الى تثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم كامل للحدود بين الدولتين وضبطها وكشف مصير اللبنانيين المعتقلين في سوريا واطلاقهم واعتماد التمثيل الديبلوماسي بين الدولتين ومراجعة الاتفاقات الثنائية المعقودة واعادة تأسيسها على مبدأ التكافؤ. كما شدد على "كشف الحقيقة عن كل الجرائم الارهابية التي هزّت ضمير اللبنانيين وطاولت استقرارهم واحقاق العدالة".

وكان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" قد اضطر الى الاستعاضة عن القاء خطابه امام حشود مناصريه بتلاوته في نادي الرابية بعدما حال سوء الاحوال الجوية دون اقامة المهرجان في "سيتي مول" في محلة الدورة. وتحوّل المهرجان الملغى تظاهرات "برتقالية" جوالة وحاشدة بالسيارات والمواكب التي جابت الخط الساحلي وسط تدفق كبير للمناصرين من مناطق مختلفة في ظل طقس ماطر.

14 آذار

في المقابل، عقد قادة قوى 14 آذار مساء امس اجتماعاً لم يعلن سلفاً في قريطم، حضره رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والوزراء مروان حماده ونايلة معوض ومحمد الصفدي وميشال فرعون وبيار الجميل والنواب بطرس حرب وباسم السبع ومصباح الاحدب ووائل ابو فاعور والياس عطاالله وسمير فرنجية وجورج عدوان والنواب السابقون فارس سعيد وغطاس خوري ومنصور غانم البون. وتشاور المجتمعون في الاوضاع الحالية وخصوصاً ما يتصل منها بالتطورات الامنية والسياسية الاخيرة.
وعلمت "النهار" ان هذا الاجتماع الذي طال اكثر من ساعتين، خصص لتقويم التطورات واتخذت فيه قرارات ستنفذ من خلال المؤسسات الدستورية، وتتعلق بتنفيذ مختلف بنود الطائف والمحكمة ذات الطابع الدولي والمجلس الدستوري ومعالجة الاوضاع الامنية. كما درست في الاجتماع فكرة فتح حوارات في كل الاتجاهات وتثبيت الوضع الاقتصادي.

السنيورة في السعودية

في غضون ذلك، التقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز الى مائدة افطار، ثم في خلوة. ونقلت وكالة "اليونايتد برس انترناشونال" عن مصدر ديبلوماسي سعودي قريب من المحادثات ان العاهل السعودي شدد خلال حديثه مع السنيورة على "ضرورة تمسك اللبنانيين باتفاق الطائف"، وتشاور معه في "الوفاق اللبناني"، مبرزاً ضرورة "التهدئة بين اللبنانيين". كذلك بحث الجانبان في "العلاقات المتأزمة مع سوريا".
ورفض المصدر ان يوضح ما اذا كان الملك عبدالله تطرق مع السنيورة الى "تحسين العلاقات بين السعودية وحزب الله التي تدهورت خلال الحرب" الاسرائيلية على لبنان.
ويشار الى ان هذه الزيارة هي الثانية لرئيس الحكومة للمملكة منذ ايلول الماضي، وجاءت بعد نحو اسبوع من زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لها.

قذائف على "الوسط"

على صعيد آخر، ينعقد مجلس الامن المركزي صباح اليوم قبل جلسة مجلس الوزراء للبحث في الحوادث الامنية المتكررة التي حصلت اخيراً وكان آخرها فجر الاحد باطلاق مجهولين ثلاث قذائف "اينيرغا" على مبنى العسيلي في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت.

وادى الحادث، وهو الثالث من نوعه في اسبوعين، الى اصابة ستة مواطنين بجروح ورجح امنيون ان تكون القذائف اطلقت من تحت الجسر في منطقة الباشورة - الرينغ.
وعلمت "النهار" ان تدابير امنية طارئة بوشر تنفيذها امس في العاصمة ومحيطها، وقد اثار انتقال موجة التفجيرات الى وسط بيروت قلقاً لدى الاوساط السياسية والامنية ولم يخف بعضها ان العمل الاخير استهدف مكاناً يقع قرب مبنى "الاسكوا" (بيت الامم المتحدة) وكذلك قرب السرايا الحكومية ومجلس النواب فضلاً عن استهدافه قلب العاصمة، مما يشكل مجموعة اهداف سياسية واقتصادية لارباك محاولات اعادة الوضع في البلاد الى طبيعته.

وفيما استبعد مصدر امني بارز ان تكون القذائف قد استهدفت مبنى "الاسكوا"، قال مسؤول في المنظمة الدولية في بيروت لـ"النهار" انه لا يعتقد ان القذائف كانت تستهدف بيت الامم المتحدة بدليل اطلاقها كلها على هدف واحد لا علاقة له بها، مبدياً اسفه الشديد لهذا العمل.
ولاحظ الرئيس السنيورة ان "هذا العمل الارهابي يأتي في توقيته قبل الاعياد وفي بداية مرحلة ازالة آثار العدوان الاسرائيلي ليحاول توجيه رسالة يأس الى اللبنانيين".
وشدد على ان "ما يجري ويُحاك يجب ان يكون دافعاً للتضامن والوحدة بين اللبنانيين وتوجيه الانظار نحو الخطر الذي يتهدد البلاد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف