تقسيم الأوطان... من العراق إلي السودان!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء: 2006.10.18
صلاح الدين حافظ
نحن أمام ثلاث حالات تتوالي فصولها علي مر الأيامrlm;,rlm; وهي حالات الانقسام فالتقسيم ثم الاقتسامrlm;..rlm;
وكما تلاحظون فإن الكلمات الثلاث المعبرة عن الحالات الثلاث المعنية تنبع من جذر لغوي واحدrlm;,rlm; ولكنها تؤدي في النهاية إلي نتيجة واحدة محددةrlm;,rlm; هي فك الوحدة وصولا للانفصالrlm;!rlm;
ونظن أن تطورات الأحداث في المنطقةrlm;,rlm; تترجم الأوضاع بدرجة دقيقةrlm;,rlm; دقة الجراح الماهر الذي يجري جراحة في الجسد العربيrlm;,rlm; ليصل إلي النتائج التي يريد هو الوصول اليهاrlm;,rlm; حتي لو مات المريضrlm;!rlm;
ودون دخول في الألغازrlm;,rlm; فإن مخطط تفكيك دول المنطقة وإعادة تشكيلها في شكل دويلات أو كانتونات جديدةrlm;,rlm; يجري بسرعة شديدةrlm;,rlm; ربما بأسرع مما تصور الجميعrlm;,rlm; في ظل النظرية الامريكية المنتشرةrlm;,rlm; وهي الفوضي الخلاقةrlm;,rlm; أي إحداث أعمق أنواع الفوضي التدميريةrlm;,rlm; لتسمح بتدخل دولي أو امريكي بمعني أوضحrlm;,rlm; يعيد تركيب المفككات علي النحو المرادrlm;!rlm;
والأمر يبدأ بزرع فتنة الانقسام بين الشعب الواحدrlm;,rlm; وترويج الخلاف بين طوائفه علي أسس عرقيةrlm;,rlm; أو مذهبية دينية وطائفيةrlm;,rlm; ممايؤدي إلي التنافر وفك الوحدةrlm;,rlm; ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي ايصال هذه الطوائف والفرق المتصارعة إلي حتمية تقسيم الوطن الواحد بين هذه الطوائفrlm;,rlm; وتحويل الدولة الواحدة الي عدة دويلاتrlm;,rlm; تقتسم في النهاية الثروة وتوزعها فيما بينها توزيعا طائفيا أيضاrlm;,rlm; بما يعكسه ذلك من ضعف وهزالrlm;!rlm;
ولن نحتاج لجهد كثير لتطبيق ذلك علي أرض الواقع المعاشrlm;,rlm; في ظل التطورات الجارية أمام الجميع الآنrlm;..rlm;
وسوف نختار نموذجين فقطrlm;,rlm; ليكونا مجالا للاستشهاد حول نظرية الانقسام فالتقسيم ثم الاقتسامrlm;...rlm; فإذا ما أجلنا الي حين مخطط تقسيم دول مهمة مثل لبنانrlm;,rlm; الأكثر قابلية لصراع الانقسامrlm;,rlm; ومثل سوريا ومصر والسعوديةrlm;,rlm; بل ودول المغربrlm;,rlm; فيما بين السنة والشيعةrlm;,rlm; أو المسلمين والمسيحيينrlm;,rlm; أو بين العرب والبربرrlm;,rlm; فإن النموذج العراقي ثم النموذج السودانيrlm;,rlm; هما الآن يقعان علي مائدة التقسيم دون مواربة أو تعميةrlm;..rlm;
rlm;
**rlm; يظل الوضع العراقي هو الأكثر سخونة وتعجلا نحو التقسيمrlm;,rlm; وأمامنا عدة مظاهر واقعية تحدد ذلك هيrlm;:rlm;
أولاrlm;:rlm; إذا كان الاحتلال الامريكي للعراقrlm;,rlm; وهو في عامه الرابعrlm;,rlm; قد أنجز شيئا مهماrlm;,rlm; أو حقق هدفا استراتيجياrlm;,rlm; بعد اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسينrlm;,rlm; فهو قد أنجز ايقاع العراق والعراقيين في حرب أهلية حقيقيةrlm;,rlm; قتلت حتي الآنrlm;655rlm; ألف عراقي وفقا لدراسة جامعة جون هوبكنز الامريكية الحديثةrlm;,rlm; وجرت الجميع نحو التنافر الدمويrlm;,rlm; وحققت الانقسام الواضح فيما بين السنة والشيعة والأكرادrlm;..rlm;
ثانياrlm;:rlm; في ظل الاحتلال يجري العراق نحو المنظومة الثلاثيةrlm;,rlm; الانقسام فالتقسيم ثم الاقتسامrlm;,rlm; فقد أقر البرلمان العراقي قبل أيامrlm;,rlm; نظام الفيدراليةrlm;,rlm; الذي يكرس تفكيك العراق كما تراه أطراف معينة مثل السنة والتيارات السياسية العلمانيةrlm;,rlm; أو يؤدي الي تدعيم الوحدة كما تدعي الأطراف الأخري المطالبة بالفيدراليةrlm;!rlm;
وفي النهاية فإن نظام الفيدرالية الذي أقرrlm;,rlm; يعني تقسيم العراق إلي ثلاثة كانتوناتrlm;,rlm; تشمل تسع محافظات في الجنوب تضم أغلبية شيعيةrlm;,rlm; وثلاث محافظات في الشمال تضم أغلبية كرديةrlm;,rlm; ثم خمس محافظات في الوسط تضم أغلبية سنيةrlm;..rlm;
rlm;
***rlm;
ثالثاrlm;:rlm; ولأن الادارة الامريكية بزعامة الرئيس بوش وعصابة المحافظين الجدد المتطرفين من حولهrlm;,rlm; متلهفة علي الخروج الأمريكي الآمن والكريم من الورطة العراقية الداميةrlm;,rlm; فإنها تعمل جاهدة علي تكريس نظرية التقسيم وصولا للاقتسام بعد نجاحها في زرع الانقسامrlm;,rlm; ولذلك فإنها تستمع الآن بعناية ولهفة للتقرير المهم الذي أعدته لجنة امريكية علي أعلي مستوي بتكليف من الكونجرس وتضم متخصصين من الحزبين الجمهوري الحاكم والديمقراطي المعارضrlm;,rlm; برئاسة جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبقrlm;...rlm;
وخلاصة تقرير بيكر تقول وتوصي بضرورة اللجوء الي حل تقسيم العراق إلي الكانتونات الثلاثة السابق ذكرهاrlm;...rlm; ثم ترك الأمر للعراقيين يدبرون أمورهمrlm;,rlm; حتي تنسحب القوات الامريكية في أمانrlm;!!rlm;
رابعاrlm;:rlm; وفقا لمخطط الانقسام فالتقسيمrlm;,rlm; فإن الكانتونات الثلاثة تقتسم الثروة النفطيةrlm;,rlm; وهي الثروة الرئيسيةrlm;,rlm; كل يأخذ ما يقع في حدوده الجغرافيةrlm;...rlm;
والمعني أن الكانتون الشيعي في الجنوب يسيطر علي نفط الجنوبrlm;,rlm; وهو المخزون الرئيسيrlm;,rlm; والكانتون الكردي يسيطر علي نفط الشمالrlm;,rlm; الثاني من حيث المخزونrlm;,rlm; بينما يسيطر الكانتون السني في الوسط علي لا شيء لأن الوسط يخلو عمليا من النفطrlm;..rlm;
وعلينا أن نتخيل أوضاع المستقبلrlm;,rlm; وصراعاته المؤكدةrlm;,rlm; في ظل هذا الوضع الذي يترجم عادةrlm;,rlm; باقتسام السلطة والثروةrlm;,rlm; والمعني أن العراقrlm;,rlm; الدولة الموحدة صاحبة اهم مخزون نفطي بعد أو قبل السعوديةrlm;,rlm; قد انتهي جغرافيا وسياسيا واقتصادياrlm;..rlm;
rlm;
**rlm; أما الوضع السودانيrlm;,rlm; فهو لايختلف كثيرا عن الوضع العراقيrlm;,rlm; بل إنه يتشابه ويسير معه وفي توقيت واحدrlm;,rlm; وفق نظرية الانقسام فالتقسيم ثم الاقتسامrlm;..rlm;
فبعد حرب أهلية دامية في جنوب السودانrlm;,rlm; امتدت لنحو ثلاثين عاما أو يزيدrlm;,rlm; بين الحكومة المركزية في الخرطومrlm;,rlm; ومتمردي الجنوبrlm;,rlm; بقيادة الحركة الشعبيةrlm;,rlm; تحت زعامة جون قرنق ثم سيلفاكيرrlm;,rlm; وبفعل تدخلات خارجية سافرةrlm;,rlm; سواء من دول الجوارrlm;,rlm; أو من المدار الاوروبي الامريكيrlm;,rlm; جري زرع فتنة الانفصال وروح التقسيمrlm;,rlm; وفق أسس عرقية ودينيةrlm;,rlm; عربا وأفارقةrlm;,rlm; مسلمين ومسيحيينrlm;,rlm; ساعد علي اذكائها قصور المعالجة السياسية الوطنيةrlm;,rlm; واللجوء للحلول العسكريةrlm;,rlm; من جانب الحكومات السودانية المتعاقبة للأسفrlm;,rlm; التي يجب أن تتحمل المسئولية الأوليrlm;..rlm;
روح الانقسام وفتنة الانفصال رفعت ومازالت ترفع شعار تقسيم السلطة والثروةrlm;,rlm; بعد رسوخ روح الانقسامrlm;,rlm; وهو شعار يبدو ايجابيا وبراقا في ظل وحدة الدولةrlm;,rlm;ولكن الحقيقة أنه يدفع نحو التقسيم والانفصال الفعلي غدا أو بعد غدrlm;..rlm;
ونتيجة لفشل الحل العسكري المؤكدrlm;,rlm; وفي ظل ضغوط أجنبية عاتيةrlm;,rlm; مع فشل أي حلول وطنية وحدوية من جانب الحكومات السودانيةrlm;,rlm; جري فرض توقيع اتفاقية نفاشا بين الجنوبيين وحكومة الخرطوم لإيقاف الحرب الأهلية هناكrlm;,rlm; وفق أسس ستقود حتما من وجهة نظرنا إلي تهيئة الأرض لانفصال الجنوبrlm;,rlm; بعد ست سنوات من التوقيعrlm;..rlm;
وسرعان ماسرت روح الانقسامrlm;,rlm; طلبا للتقسيم والاقتسامrlm;,rlm; بذات المنطق والأساليب والأهدافrlm;,rlm; إلي غرب السودان اقليم دارفورrlm;,rlm; ثم الي الشرق السودانيrlm;,rlm; فجاء توقيع اتفاق أبوجا بين حكومة الخرطوم وبعض أهم المنظمات المحلية المقاتلة في دارفور قبل شهورrlm;,rlm; ثم جاء توقيع اتفاق أسمرا يوم السبت الماضي مع المنظمات المماثلة المتمردة في شرق السودانrlm;..rlm;
rlm;
***rlm;
وبقدر مارحبت أوساط سودانية وعربية كثيرةrlm;,rlm; بهذه الاتفاقيات الثلاثrlm;,rlm; باعتبارها طريق التسوية وإقرار السلام في ربوع السودانrlm;,rlm; أكبر دولة عربية وافريقية من حيث المساحة والامكانات الاقتصادية الواعدةrlm;,rlm; فإننا نعتقد أنها طريق للهروب إلي الامامrlm;,rlm; بتسويات سياسية مؤقتة جرت بضغوط دولية عاتيةrlm;,rlm; تؤدي في النهاية إلي تنفيذ المنظومة الثلاثيةrlm;,rlm; زرع الانقسام في الوطن الواحدrlm;,rlm; تم التقسيم وفق أسس عرقية وطائفيةrlm;,rlm; وصولا لاقتسام السلطة والثروة أساساrlm;,rlm; خصوصا في أقاليم الجنوب ودارفورrlm;,rlm; الغنية بالنفط والماء والمعادن واليورانيوم وغيرهاrlm;.rlm;
والخلاصةrlm;..rlm; أننا أمام نجاح فذ لنظرية الفوضي الخلاقة الامريكيةrlm;,rlm; القائمة علي إذكاء الحرب الأهلية والصراعات العرقية الدينية الطائفيةrlm;,rlm; في العراق والسودانrlm;,rlm; وفي توقيت واحدrlm;,rlm; وإن كانت بأساليب مختلفة شيئا ماrlm;,rlm; وصولا للنتيجة المحددةrlm;,rlm; وهي تحقيق الانقسام فالتقسيم فالاقتسامrlm;..rlm;
وهي نتيجة مطلوب تعميمها في الساحة العربية عموماrlm;,rlm; وتطبيقها خصوصا علي الدول العربية الكبيرةrlm;,rlm; مثل مصر والسعودية والجزائر والمغربrlm;,rlm; وعلي الدول الأخري ذات القابلية للانقسام والتقسيمrlm;,rlm; بحكم تكويناتها العرقية والمذهبيةrlm;,rlm; مثل سوريا ولبنان والصومال واليمن وليبياrlm;,rlm; وحيثما تكون هناك مصادر قوة أو مخازن ثروةrlm;.rlm;
واذا كان الهدف الغربي الاستعماريrlm;,rlm; بقيادة الولايات المتحدة الامريكيةrlm;,rlm; واضحا وهو تفكيك المنطقة وتقسيمهاrlm;,rlm; كما حدث في ظل الاستعمار الاوروبي القديم مع بدايات القرن العشرين خصوصا اتفاق سايكس بيكو الشهيرrlm;,rlm; وصولا لإعادة بناء المنطقة وفق مشروع الشرق الأوسط الجديدrlm;,rlm; تحت الهيمنة الامريكية والقيادة الاسرائيليةrlm;,rlm; فما هو الهدف أو المشروع العربي المضادrlm;,rlm; غير مشروع الاستسلام التام قبل الموت الزؤامrlm;!!rlm;
للأسفrlm;,rlm; حتي اللحظةrlm;,rlm; ليس في الأفق أي ملامح لمشروع عربي مضادrlm;,rlm; خارج نطاق صراخ الميكروفونات وضجيج التصريحاتrlm;,rlm; الصادرة عن مراكز الحكم وسلطة النظمrlm;,rlm; بعد أن تخلت عن أبسط قواعد التجمع لحماية الأمن القومي المشتركrlm;,rlm; وتسابقت نحو مراكز الاستعمار الغربي الجديدrlm;,rlm; طلبا للحماية أو طلبا للرضا السامي رعاية لتحالف الفساد والاستبداد السائد والقائد والرائدrlm;..rlm;
فإن كانت النظم العربية الحاكمة قد تراضت ورضيت بهذه الأوضاعrlm;,rlm; رغم اقتراب المنظومة الثلاثية للانقسام فالتقسيم والاقتسامrlm;,rlm; من رؤوس الجميعrlm;,rlm; وإن في توقيتات مختلفة ومؤجلةrlm;,rlm; فماذا عن الشعوب المستكينةrlm;,rlm; وكيف يفك المقهور قيود قهرهrlm;..rlm;
هذا حديث مؤجلrlm;!rlm;
rlm;
***rlm;
rlm;**rlm; خير الكلامrlm;:rlm; يقول الإمام الشافعيrlm;:rlm;
ومن الدليل علي القضاء وكونه
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق