جريدة الجرائد

معركة النقاب‏!!‏

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخميس: 2006.10.19

من قريب
سلامة أحمد سلامة


في وقت واحد وفي بلدين متباعدين ـ بريطانيا ومصر ـ احتدمت أزمة حول ارتداء المرأة للنقاب في الأماكن العامةrlm;..rlm; ربما لأسباب مختلفةrlm;..rlm;

والانتقاب هنا يختلف عن الحجاب اختلافا جذرياrlm;..rlm; الانتقاب تغطي فيه المرأة وجهها كاملا ويديها فلا تظهر منها غير عين واحدة أو عينينrlm;..rlm; أما الحجاب فهو غطاء يستر شعر الرأس ولا يخفي الوجهrlm;,rlm; وقد انتشر الان علي نطاق واسعrlm;,rlm; واسرف الناس علي انفسهم وعلي الاخرين في الحديث عنهrlm;.rlm; وهي للحق مشكلة هذا الجيل وحدهrlm;,rlm; ولم تكن مشكلة اجيال سبقتrlm;!!rlm;

وقد تفجرت الأزمة في بريطانيا حين طالب جاك سترو رئيس مجلس العموم أهالي دائرته من المسلمات اللائي يطلبن مساعدته ان يتخلين عن القناع أو النقاب لأنه يقيم حاجزا يعوق التفاهمrlm;.rlm;

الازمة نفسها تكررت في جامعة حلوانrlm;,rlm; التي تضم علي الارجح نسبة كبيرة من فتيات الأقاليم عندما أصدر رئيس الجامعة قرارا بمنع المنتقبات من دخول المدينة الجامعية حفاظا علي سلامتهن أو لاسباب أمنيةrlm;.rlm; بينما يسمح لهن بدخول المحاضرات والحرم الجامعيrlm;..rlm;

من المؤكد ان المسافة بين حلوان وبلاكبورن بعيدة سياسية واجتماعيا وجغرافياrlm;..rlm; فإذا كان هناك من يتهم سترو بأنه يثير مشكلة المنقبات في دائرته الانتخابية لاسباب سياسيةrlm;,rlm; فان الوضع في جامعة حلوان يختلف جذرياrlm;.rlm;

ومعني ذلك ان المسألة ليست في حرية الملبس أو الزي الذي ترتديه امرأة مسلمةrlm;,rlm; لان النقاب ليس ملبسا عاديا وليس فريضة اسلاميةrlm;,rlm; ولكنه يعبر عن غلو في السلوك يمكن ان ينقلب الي عكس الهدف منهrlm;..rlm; اذ تصبح المنتقبة بنقابها موضوعا لافتا للنظر وليس صارفا عنهrlm;,rlm; كمثل من يأتي الي الجامعة أو مكان العمل مرتديا لباس البحر أو لباس النومrlm;!rlm;

في المجتمع المصري المحافظ لايمكن ان تعتبر المرأة المنتقبة هدفا لاغراض سياسية كما هو الحال في بريطانياrlm;.rlm; ولكنها تمثل حجر عثرة أمام تطور المرأة المصرية وسببا من أسباب اضعافها وتهميشها وعزلها في المجتمعrlm;,rlm; وتحويلها الي مجرد أنثي ليس لها حق القيام بأعمال ووظائف معينةrlm;.rlm; مدرسة أو طبيبة أو صحفية أو موظفة في وزارة أو هيئةrlm;.rlm; وهي تقف علي ابواب عالم تراه بعينها ولاتستطيع اقتحامهrlm;,rlm; تري الاخرين ولايرونها عاجزة عن ممارسة حريتها الشخصية دون أي التزام ديني يجبرها علي ذلكrlm;.rlm;

ان حل هذه المشكلة ليس بالفتاوي وحدها وليس عن طريق الأمنrlm;,rlm; لان ذلك ينطوي علي انتهاك للحرية الشخصيةrlm;,rlm; بل يحتاج الي اقناع وحوار تراعي فيه الخلفيات والظروف الاجتماعية لاعداد كبيرة من الطالبات ينتقلن من بيئات اسرية محافظة إلي الاقامة بمفردهن في المدن الجامعيةrlm;,rlm; وهي نقلة كبيرة في حياة أي فتاة تنفتح علي العالم الخارجي في المدينة لأول مرةrlm;,rlm; بعيدا عن اسرتها حيث يصبح الانزواء والانتقاب بمثابة درع يحمي الفتاة من اخطار عالم خارجي مجهولrlm;.rlm;

والحل في رأيي ليس باللجوء الي البوليسrlm;,rlm; بل باستخدام الاساليب الاجتماعية في مساعدة هؤلاء الطالبات علي التأقلم في البيئة الجديدة وحل مشكلاتهن وازالة اسباب الخوف والاغتراب التي تدعوهن الي الاختفاء وراء النقابrlm;.rlm;


salama@ahram.org.eg

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف