هل تونس هي« تركيا ـ المغرب العربي»؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة: 2006.10.20
فؤاد الهاشم
... تقوم السلطة الرسمية في "تونس" ـ هذه الأيام ـ بحملة غريبة لا تفسير لها ضد النساء.. المحجبات باعتبار هذا الزي "طائفياً" و"عنواناً للتطرف" بل ان جريدة "الحدث" الأسبوعية ـ كما نشرت "الوطن" ملخصا لما جاء فيها مساء أمس ـ وصفت الحجاب بأنه.. "دخيل على الإسلام" و"زي المومسات" و"العاهرات" و"الوثنيين" و"العبيد" كما أنه مصدر "للأوساخ والأمراض"!! حتى صحيفة "برافدا" السابقة التي كانت تنطق بلسان حال الاتحاد السوفياتي السابق لم تستخدم أوصافاً كهذه عن زي ترتديه النساء العربيات والمسلمات!! زرت "تونس" قبل حوالي سنتين ووجدت أمراً واقعاً في الشارع لا يتفق مع ما أقرؤه الآن في صحافتهم وهو ذلك التشدد البوليسي لمراقبة "الأخلاق والتصرفات الشبابية" التي هي أقل من عادية! على سبيل المثال، قال لي شاب تونسي يعمل على سيارة أجرة انه كان ـ مصطحباً خطيبته ـ سيرا على الأقدام ـ في طريق عام يقل فيه سير المشاة فتوقفت بقربهما دورية شرطة وابتدأ سيل من التحقيقات ـ معه ومعها ـ و"ليش؟ ووين رايحين؟ وليش البنت لابسه بنطلون.. ضيق؟" الى آخره!! هذا "الانضباط التونسي الرسمي" في الشارع ـ الذي يشبه انضباط جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لا يتفق أبداً مع.. التضييق على لابسات الحجاب، لأن ذلك يطرح سؤالاً مضحكاً.. "يعني لا هيك.. عاجب، ولا هيك.. عاجب"؟! اي.. "لا الحجاب مرضي عنه، ولا الجينز الضيق مبارك عليه".. فما هو الحل؟!
هناك رعب لا تفسير له لدى السلطة في تونس من أي جانب ديني ابتدأه الرئيس الراحل "بورقيبة" عندما ظهر أمام عشرات الآلاف من "التوانسة" خلال أول أيام شهر الصوم ثم.. أمسك بكأس من الماء وشربه في عز الظهر قائلاً لهم.. "ما في صيام ولا في رمضان"!! حدث ذلك في بدايات الستينات ومن يومها و"بورقيبة ما ترقع" فقد حاول أن "يكحلها" ويفسرها بتفسيرات مخففة لعل الشعب التونسي ينساها لكن.. دون فائدة! "تونس" تريد ان تكون" تركيا ـ المغرب العربي" في صرامة النظام العلماني المتشدد، لكنك تستطيع في أي مدينة تركية ان "تبوس صديقتك" في الشارع وهي ترتدي الشورت دون ان يستوقفك شرطي، بينما أضاعت تونس مشيتها ـ وهي تحاول تقليد "المشية التركية" فأصبحت.. "لا هيك ولا.. هيك"!! الدكتور "إسماعيل الشطي" وزير الدولة الحالي والزميل السابق في "الوطن" روى لي حكاية زيارته الى تونس ـ "ثم نشرها فيما بعد" ـ لالتقاء القيادات الإسلامية في حركة الإخوان المسلمين خلال الغزو العراقي للكويت، وكيف ان الشرطة اقتحمت عليهم الاجتماع في غرفته بالفندق واعتقلت "الإخوان التوانسة" بكل فظاظة وصلف وعنف لم يكن له داع على الإطلاق!! أنا أحب المرأة السافرة ولا أحب المحجبة، لكنني على استعداد للدفاع ـ بقوة ـ عن أي امرأة تريد ارتداء الحجاب وهناك من يمنعها من تحقيق رغبتها تلك، ومن منطلق ان المواطن العربي ـ او المواطنة ـ لديه على الأقل الحق في ارتداء ما يريد بعد ان تبخرت كل حقوقه الأخرى ولم يعد يستطيع ان يفتح فمه إلا.. للتثاؤب فقط!!
***
نداء الدكتورة.. "نداء الخميس"!
.. كتاب جيد مهم ننصح كل أسرة كويتية أو عربية أو أجنبية تعيش على مساحة أرضنا البالغة سبعة عشر ألف كيلو متر مربع ان تقتنيه وتقرأه من الجلدة الى الجلدة، وعندما نقول الأسرة فإننا نعني الأب والأم والابن والابنة حتى "السيلانية".. ان أمكن!! الكتاب بعنوان.. المرشد الصحي والغذائي للدكتورة "نداء عبد الرزاق الخميس" الحاصلة على الدكتوراه في التربية الصحية، والماجستير في طرق تدريس العلوم، والبكالوريوس في علم الأحياء، والأستاذة ـ حالياً ـ في جامعة الكويت ـ كلية التربية ـ قسم المناهج، كتابها يطرح هذه الأسئلة المهمة: اولاً: ماذا يحتوي عليه طعامك اليومي؟ ما مضار استخدام الهاتف النقال للأطفال؟ ومساوئ محولات الكهرباء القريبة من المنازل؟ ما المواد الضارة الموجودة في الأغذية التي نتناولها يومياً؟ ما السموم الموجودة في علب طعام كتب عليها.. "للأطفال الصغار"؟! الدكتورة "نداء" عصرت كل ما في حياتنا اليومية من أخطاء داخل كتاب واحد يدلنا عليها ويؤشر بإصبعه على طريق.. السلامة! شكراً للدكتورة "نداء الخميس" على هديتها الثمينة هذه لي، والى المزيد من البحوث والدراسات!